سنظل نراهن على وعي شعبنا الجنوبي وصموده أمام الأزمات المفتعلة والممنهجة التي تهدف إلى كسر إرادته وثنيه عن تحقيق تطلعاته المشروعة، وعلى رأسها استعادة دولته كاملة السيادة، ولقد أثبت شعبنا الجبار، بإرثه النضالي وتجربته العريقة، قدرته على اجتراح المستحيل، وتحويل الألم إلى أمل، والمعاناة إلى ثبات ومقاومة وتلاحم واصطفاف.
ومن هذا الإرث النضالي، نستمد تواريخ مشرفة ووقائع خالدة لعل أبرزها يوم السابع من يوليو 2007، حين حوّل شعبنا ذلك اليوم المشؤوم إلى محطة انطلاق لثورته التحررية الجنوبية، مستلهماً منها ومستلهمة منه العديد من الشعوب معاني وقيم التحرر الوطني، بأشكالها ووسائلها وتضحياتها وانتصاراتها، في مواجهة أحد أسوأ أشكال الاحتلال في التاريخ.
إن هذه الثورة، التي تمثل أهدافها التحررية قاسماً مشتركاً لكل أبناء الجنوب، تحمل في جوهرها وهجها السلمي والعسكري، وعوامل انتصارها، ومثلما انتصرت بالأمس على كل المؤامرات والدسائس ومحاولات التمزيق والتثبيط، فهي اليوم قادرة على إحباط كل المشاريع المعادية الخبيثة التي تستهدف شعبنا وقيادته وقواته المسلحة.
وكما أسلفت في بداية الحديث، يظل الرهان على وعي شعبنا وصحوته، فهو السند والركيزة في مواجهة التحديات، وهو الصانع الحقيقي للنصر القادم.
الشيخ/ راجح سعيد باكريت
عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي
اليوم الثلاثاء 11 فبراير 2025