كشف تقرير حديث للأمم المتحدة عن انتهاكات مروعة يتعرض لها الأطفال في المخيمات الصيفية التي تديرها جماعة الحوثي في المناطق الخاضعة لسيطرتها.. وبيّن التقرير أن الأطفال في هذه المخيمات يواجهون إطلاق نار مباشر وحوادث عنف جنسي، بما في ذلك حالات اغتصاب، مستغلين أوضاع الفقر المدقع التي يعيشها الأطفال وأسرهم؛ وتعرض بعض الأطفال للاختطاف أو التهديد، فيما يُجبر آخرون على الالتحاق بالمخيمات تحت وعود بمساعدات مالية أو حصص غذائية.
وأشار التقرير إلى دور مستشارين من "حزب الله" في إعداد المناهج الدراسية وإدارة هذه المخيمات، مما يعزز سيطرة الحوثيين على المؤسسات التعليمية ويزيد من تأثيرهم الإيديولوجي على الأطفال؛ تأتي هذه الخطوة في ظل تراجع دور المدارس التقليدية، ما يُنذر بمزيد من التلقين العقائدي للأطفال في تلك المناطق.
كما سلّط التقرير الضوء على تزايد عملية تجنيد الأطفال من قبل الحوثيين، مستغلين الحرب الأخيرة في غزة لتبرير حملات تجنيد جديدة تحت شعار دعم القضية الفلسطينية؛ استهدفت هذه الحملات الأطفال في المناطق القبلية التي ترتفع فيها نسب الأمية، حيث يتم تعبئة الأطفال للقتال بأعمار لا تتجاوز العشر سنوات، وغالبًا دون موافقة ذويهم.
وأفادت حكومة الشرعية بأن النصف الأول من عام 2024 شهد أكثر من 3,298 حالة تجنيد لأطفال على يد الحوثيين، يتم استخدامهم كدروع بشرية، وجواسيس، ولزرع الألغام، وأعمال الطهي، وأدوار قتالية؛ ووثق التقرير 142 حالة تجنيد بين سبتمبر 2023 ويوليو 2024، لقي خلالها 75 طفلاً حتفهم وأصيب طفل آخر بجروح خطيرة.
تثير هذه الانتهاكات قلقًا دوليًا متزايدًا حيال وضع الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين، ودعت الأمم المتحدة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى تكثيف جهودها لحماية الأطفال ووقف تجنيدهم في الصراعات المسلحة