قالت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية إن مقتل خبير الطائرات بدون طيار الحوثي مؤخرًا في غارة أمريكية في العراق بالقرب من بغداد، يوضح كيف أقامت الجماعات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط علاقات واسعة مع بعضها البعض.
ونقل تقرير للصحيفة عن مسؤولين دفاعيين أمريكيين وعراقيين قولهم إن متخصصًا يمنيًا في الطائرات بدون طيار، كان قد سافر إلى العراق لتدريب مقاتلين آخرين مدعومين من إيران، كان من بين القتلى في غارة جوية أمريكية بالقرب من بغداد الأسبوع الماضي، مما يوضح - بحسب الصحيفة - التعاون المكثف بين الجماعات المسلحة التي تدعمها طهران.
وقال مسؤولون، إن الغارة الجوية التي وقعت في 30 يوليو/تموز في المسيب، وهي بلدة تقع جنوب العاصمة العراقية، استهدفت مسلحين كانوا يستعدون لشن هجوم على القوات الأمريكية. وقال المسؤول الأمريكي، الذي تحدث مثل آخرين بشرط عدم الكشف عن هويته إن الغارة قتلت "حسين عبد الله مستور الشبل"، وهو قائد حوثي، على الرغم من أن البنتاغون لم يكن على علم بهويته إلا بعد تقييم نتائج العملية.
ووفقا للصحيفة، تعتبر هذه الضربة، وهي أول عملية أمريكية من نوعها في العراق منذ أشهر، جزءًا من دورة أوسع من العنف التي اجتاحت الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر.
وقال مسؤولون إن الحادث جاء في أعقاب هجمات على مواقع أمريكية في العراق وسوريا في الأيام الأخيرة، مما أنهى شهوراً من الهدوء النسبي بين القوات الأمريكية والميليشيات هناك.
ويأتي الكشف عن مقتل الشبل في الوقت الذي يستعد فيه المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون لرد إيران المعلن على مقتل أحد كبار قادة حماس، إسماعيل هنية، في طهران الأسبوع الماضي، وقائد كبير في حزب الله، فؤاد شكر، خارج بيروت. حيث يقوم البنتاغون بإعادة تموضع أصوله ونقل قوات إضافية إلى الشرق الأوسط وأوروبا للدفاع ضد هجوم متوقع على إسرائيل.
كما قُتل أربعة من أعضاء ميليشيا كتائب حزب الله في الغارة الجوية التي وقعت الأسبوع الماضي، أحدهم في مجموعة من الفصائل المدعومة من إيران والتي تشرف عليها الحكومة العراقية.
وشكك متحدث باسم الميليشيا في تأكيد الحكومتين الأمريكية والعراقية بأن القتلى كانوا يستعدون لمهاجمة المواقع الأمريكية. وأضاف المتحدث أن المقاتلين القتلى كانوا يجرون "تجارب فنية" على طائرات استطلاع بدون طيار وكانوا مسؤولين عن حماية زوار الدين في طريقهم إلى مدينة كربلاء المقدسة.
واعترف مسؤول عسكري عراقي بأن كتائب حزب الله مكلفة بالمساعدة في حماية الزوار، لكنه قال إن مسؤولياتهم لا تشمل العمل مع القائد الحوثي.
وبرز الحوثيون كتهديد أمني في المنطقة، حيث هاجموا السفن التجارية في البحر الأحمر وضايقوا القوات الأمريكية المنتشرة للمساعدة في حمايتهم. رداً على ذلك، وجهت إدارة بايدن ضربات عديدة على منشآت الجماعة في اليمن، بما في ذلك مواقع إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار.
وذكرت الواشنطن بوست بأن الغارة الجوية وقعت الأسبوع الماضي بينما كان المسؤولون الأمريكيون والعراقيون يتفاوضون على انسحاب محتمل لبعض القوات الأمريكية البالغ عددها حوالي 2500 جندي في العراق. ويتمركز 900 جندي إضافي في سوريا، في مهمة لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، ويعتمدون على الأفراد في العراق للحصول على المساعدة اللوجستية.
وانتقد المسؤولون العراقيون الولايات المتحدة بعد الضربة، قائلين إنها لا تتفق مع المهمة المشتركة بين البلدين لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، ووصفوا مقاتلي كتائب حزب الله القتلى بأنهم جزء من قوات الأمن العراقية.
وقال المتحدث باسم الجيش العراقي، يحيى رسول عبد الله، في بيان: “مثل هذه التجاوزات الخطيرة وغير المحسوبة يمكن أن تقوض بشكل كبير كل الجهود لمحاربة داعش في العراق وسوريا”. وأضاف بالقول "علاوة على ذلك، فإنها يمكن أن تجر العراق والمنطقة برمتها إلى صراعات وحروب وتداعيات خطيرة".