كشفت إحصائية صادرة عن مؤشر "دروري" العالمي المركب الخاص بشحن الحاويات "world container index" عن ارتفاع غير مسبوق لأسعار الشحن البحري خلال النصف الأول من العام الجاري 2024.
وأشارت الإحصائية إلى أن كلفة شحن الحاوية النمطية قياس 40 قدماً وصل إلى 5318 دولاراً في الأسبوع الأخير من شهر يونيو الماضي، مرتفعة بنحو 220% من مستوياتها قبل نحو عام، حيث كان متوسط سعر شحن الحاوية نحو 1661 دولارا.
وعلى الرغم من المستويات المرتفعة الحالية، إلا أنه لا يزال أقل بنسبة 49% من ذروة الارتفاع التي وصل إليها الشحن البحري خلال فترة جائحة "كوفيد-19" والتي بلغت 10377 دولارا لكل حاوية. لكنه يزيد بنسبة 274% عن متوسط أسعار 2019 (ما قبل الوباء) البالغة 1420 دولارا.
ووفق مؤشر "دروري" بحسب خطوط الملاحة، فقد بلغت أسعار الشحن من شنغهاي الصينية إلى روتردام الهولندية 7322 دولاراً لكل حاوية مقاس 40 قدماً، ومن شنغهاي إلى لوس أنجلوس في أميركا ومن شنغهاي إلى نيويورك 6673 دولاراً و7827 دولاراً.
ووفق مؤشر البلطيق الذي يرصد أسعار الشحن عالمياً بين العديد من الخطوط الرئيسة التي تمر عبر المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي وعبر قناة السويس، فقد ارتفعت أسعار الشحن البحري عالمياً بنحو 235% خلال العام الجاري، إذ وصلت تكلفة شحن الحاوية النمطية قياس 40 قدماً إلى 4508 دولارات كما في بداية شهر يوليو الجاري، مقارنة بنحو 1341 دولارا في الأسبوع المنتهي في 29 ديسمبر 2023.
وأعاد الكثير من خبراء الملاحة الدوليين سبب الارتفاع الكبير في أسعار الشحن البحري إلى الكثير من العوامل في مقدمتها الاضطرابات الحاصلة في البحر الأحمر جراء الهجمات الإرهابية التي تشنها مليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، ضد السفن التجارية المارة في هذا الشريان التجاري المهم.
وأكد الخبراء أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، تسببت في عزوف الكثير من شركات النقل البحري عن المرور في هذا الممر، والاتجاه صوب الالتفاف حول قارة إفريقيا، وهو ما يزيد من فترة السفر وتكلفة النقل.
وتبحر حوالى 690 سفينة حالياً حول رأس الرجاء الصالح. ومن المتوقع أن يرتفع متوسط حجم التجارة المنقولة بحراً بنسبة 2.8% هذا العام، مقارنة بـ1.8% في العام السابق.
وقالت وكالة الاستخبارات الدفاعية: "التهديدات التي يتعرض لها المرور عبر البحر الأحمر تؤدي إلى تفاقم الضغط المستمر على الشحن البحري العالمي الناجم عن الانقطاعات في قناة بنما بسبب الجفاف"، موضحة أن الهجمات أثرت على ما لا يقل عن 65 دولة، وأجبرت أكثر من 29 شركة كبرى للطاقة والشحن على تغيير مساراتها، وتضيف طرق الشحن البديلة حول إفريقيا حوالي 11 ألف ميل بحري لكل رحلة، مما أدى إلى زيادة تكاليف الوقود بنحو مليون دولار لكل رحلة.