وسعت مليشيا الحوثي الإرهابية، دور ومهام كتائب "الزينبيات" - الفصيل النسائي المسلح - وأسند لها تنفيذ مهام المداهمات واعتقال النساء، وعمليات التجسس، والاعتداء على الناشطات المعارضات، ونشر الأفكار الطائفية الحوثية فى الأوساط النسائية.
ومثّل العام 2013 البدايات الأولى لتأسيس كتائب الزينبيات، قبل 11 شهرا من دخول ميليشيا الحوثي العاصمة صنعاء، وذلك في ثلاثة أماكن كانت تقوم باستقطاب النساء والفتيات، أولاها في مدرسة الزهراء الواقعة بالقرب من منطقة باب السبح، وثانيها في معهد علي بن أبي طالب في منطقة رجان بني حشيش، والمدرسة الثالثة في منطقة بيت الوشاح.
وكانت مهام هذه المدارس استقطاب النسوة وتجهيزهن تحت مسمى دورات صيفية ثم تدريبهن على حمل السلاح، وكانت لهن مهمة كبرى في أعمال استخباراتية خلال دخول واقتحام ميليشيا الحوثي للعاصمة صنعاء.
وتتوزع هذه الكتائب الزينبية هيكليا إلى أربع مجموعات رئيسة وبعض الأقسام التخصصية، التي تشرف عليها بعض زوجات وشقيقات قيادات حوثية في الصف الأول للميليشيا.
القسم العسكري
يتجاوز عدد منتسبات هذه القوة ثلاثة آلاف امرأة، ويضم معسكر جبل الجميمة في منطقة بني حشيش، بحسب ما بينته مصادر عسكرية لـ "إرم نيوز"، أكثر من 600 امرأة تم استجلابهن من بني حشيش ومما يسمى بـ"نساء المجاهدين"، وتشرف عليهن المدعوة سمية الحنمي .
كما توجد مجموعة أخرى في مدرسة الزهراء في صنعاء القديمة بالقرب من منطقتي الطبري وباب السبح في أمانة العاصمة.
وبحسب المصادر ذاتها، توجد ثلاث قيادات نسائية تلقين تدريبات في إيران على يد قيادات عسكرية نسائية من الحرس الثوري الإيراني، إحداهن تدعى إلهام الوزير، وهي حاليًا زوجة لقائد حوثي، والأخرى سمية الحنمي.
القسم الإلكتروني
ومسايرة للفضاء الإلكتروني لم تغفل ميليشيا الحوثي إنشاء قسم خاص للزينبيات في هيكليتها يمكن إطلاق اسم الجيش الإلكتروني النسائي عليه، وتتمثل مهمته في "تشتيت الرأي العام وتجميل صورة ميليشيا الحوثي وبث الشائعات الرافعة لمعنويات الميليشيا وأنصارها عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائطه بحسابات حقيقية أو بأسماء مستعارة، وبعدة لغات.
قسم الاعتقالات
كما تم استحداث قسم الاعتقالات والمداهمات ضمن أقسام الزينبيات، تحت مسمى "الأمنيات" لتلافي الانتقادات من المجتمع اليمني في اعتداء المسلحين الحوثيين على النساء، حيث يساعد استخدام الميليشيا لمنتسبات هذا القسم في مداهمة المنازل المأهولة بالنساء، والاعتداء عليهن واعتقالهن.
التجسس الوقائي
وتحت مسمى "الوقائيات" أنشئت قوة نسائية حوثية تعمل في إطار الاستخبارات الحوثية التي يقودها القيادي الحوثي أبو علي الحاكم، المدرج اسمه في قائمة العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي في 2014، لتهديده السلام والاستقرار في اليمن واستخدام العنف وعرقلة تنفيذ عملية الانتقال السياسي في اليمن.
وتهدف إلى التجسس على بعض المعارضين ومنازلهم وجمع المعلومات ورصد التحركات.
كما تبنى الحرس الثوري الإيراني مهمة الإشراف على إعداد هذه المجموعة لاحقا تحت مسمى الأمن الوقائي ولا يزال مشكلا سريا، وهو يضم مجموعة من أجهزة الأمن السياسي والاستخبارات والأمن القومي والاتصالات.
وتعمل هذه المجموعات بشكل منفصل وسري، بعد تلقيهن سلسلة من التدريبات العسكرية والأمنية والاستخبارية المكثفة، وتوزيعهن بحسب مناطق سكنهن أو سكن عائلاتهن.
مكالمات ملفقة
وليس الأمر مقتصرا على ما سبق من أقسام، حيث تعالت بعض الأصوات، ومن ضمنها أعضاء وقيادات في الحركة الحوثية نفسها، إثر لجوء الجهاز الزينبي لتلفيق "مكالمات غزل" للإيقاع بالمعارضين، واستخدام "محادثات واتس فاحشة" لإسكات أي صوت ناقد أو خارج عن توجهات الميليشيا.
وروت أمة السلام الحاج، رئيسة رابطة أمهات المختطفين، تفاصيل واقعة اعتقالها وتجربتها مع الزينبيات، فقالت إن ما تم "كان في العام 2015، حيث دخلت علينا مجموعة كبيرة من الزينبيات في سجن قسم الشرطة، وكن في بداية إنشاء جهازهن الأمني وعملهن به، وتم تهديدنا أنا والمجموعة التي اعتقلنا معا من قبلهن، كما قمن بضرب أمهات المختطفين أمام النائب العام بالعصي والعصي الكهربائية، وغيرها من الأدوات".
وأضافت أن "الزينبيات جهاز أمني استخباراتي عسكري ينتشر في أوساط النساء لمصلحة ميليشيا الحوثي، وهو مستنسخ من التجربة الإيرانية ".
مهام
وتابعت أن "هذا الجهاز في بداياته كان يقوم بالتبشير بدعوة الحوثي، وبعد انقلاب ميليشيا الحوثي على الدولة، وسيطرتها على صنعاء، تم إنشاؤه بشكل رسمي، وتترأسه من يدعين أنهن هاشميات، وتم تنظيم المنتميات له، وتدريبهن بشكل عسكري وعلى استخدام السلاح، وتم إيكال مهام لهن، كدعم الجبهات، والاقتحامات، وتعذيب النساء في السجون، والحشد للمناسبات الحوثية والمهرحانات، وتنفيذ محاضرات فيها، وكذلك التجسس على المنازل، حيث يكن متواجدات في المناسبات النسائية، ويقمن برصد من تتحدث بالاعتراض على الحوثيين، ويقمن بالاعتقال لإسكاتهن وتخويف الناس، كما يقمن بتأدية ما يعرف بـ"الصرخة" عند زيارتهن لمناسبات الزواج والموت".
خارج إطار القانون
بدوره، قال المحامي والحقوقي توفيق الحميدي إنه "منذ سيطرة ميليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء، ينشط هذا الجهاز الأمني النسائي في تنفيذ مهام أمنية خارج إطار القانون، وهو جهاز سري هلامي من الصعب تتبع قياداته، أو معرفة هيكله، تعمل فيه عناصر نسائية مدربة بدرجة عالية، لتنفيذ الاقتحامات واعتقال الناشطات من النساء، وفض التظاهرات والوقفات الاحتجاجية، بالإضافة إلى مهام خاصة أخرى، كالتجسس والإيقاع بالخصوم، ورصد الآراء وملاحقة الناشطات في الجلسات الخاصة وأماكن العمل".
وأضاف أن "هناك أعمالا أخرى متعلقة بالجانب الفكري كإعطاء محاضرات وندوات في المناسبات الاجتماعية، والنشاط في وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لفكر الميليشيا، ورصد ما ينشر من قبل خصومها ".
الولاء المطلق
وأشار إلى أن "الولاء المطلق لميليشيا الحوثي وفكرها، هو الركيزة الأولى في اختيار أعضاء الكتائب، كما يتم إسناد قيادة تلك الكتائب إلى نساء، يتم اختيارهن على أسس سلالية، وأخريات ممن يؤمن بالفكر العقائدي للميليشيا".
وأوضح أن "هذه التشكيلات الأمنية النسائية التابعة لميليشيا الحوثي تتكون من عشر فرق، تحمل مسميات مختلفة، أبرزها كتائب الزينبيات، ومجموعة الهيئة النسائية وكتائب الزهراء وفرقة الوقائيات الاستخباراتية".
وأضاف أن "تدريب الزينبيات يتم على التعامل مع الأسلحة من استخدام وفك وتركيب، إضافة للتعامل مع المتفجرات، وتركيبها وفكها، وتنفيذ عمليات الاقتحام والتفتيش، ويحصلن على التدريبات في مواقع مدنية يستخدمها الحوثيون لأغراض عسكرية، منها مدارس ومناطق تعليمية وملاعب رياضية وجامعات حكومية ".
واختتم بالقول إن "من أهم أعمالهن مراقبة النساء، والإيقاع بهن، واقتحام المنازل ونهب المحتويات، وإدارة المعتقلات الخاصة والتعذيب، كما في السجن المركزي بصنعاء ".