تجد جماعة الإخوان الإرهابية نفسها في مربع يضيق عليها كلما ارتفع مؤشر تركيا لـ"تصفير المشاكل" مع مصر.
ومنذ استعادة أنقرة والقاهرة العلاقات الدبلوماسية، تواجه جماعة الإخوان ضغوطا كبيرة في الأراضي التركية، بدأت بالتضييق الإعلامي ووصلت إلى الاعتقالات وسحب الجنسية.
وفي أحدث حلقات التضييق، أثارت واقعة القبض على الإعلامي المحسوب على جماعة الإخوان عماد البحيري في تركيا، خلال الأيام الماضية، جدلًا وقلقًا في صفوف أعضاء الجماعة المقيمين على الأراضي التركية.
شرق أوروبا وإثر هذه التطورات الأخيرة، لجأ عدد من شباب وقيادات الإخوان للانتقال إلى دول أفريقية وأوروبية، إذ بات شرق أوروبا وخاصة دولة البوسنة والهرسك، وجهة مفضلة.
بيد أن السلطات البوسنية شددت مؤخرًا، إجراءات الحصول على التأشيرة والإقامة للمصريين واشترطت وجود كشف حساب بنكي كبير ودعوة من شركة سياحية.
فيما اتجه آخرون للسفر برًا من تركيا إلى أوروبا على أمل الوصول إلى ألمانيا.
أفريقيا كذلك، انتقل شباب ينتمون للإخوان، إلى دول أفريقية منها جنوب أفريقيا، وكينيا التي سافرت لها مجموعة من خريجي كليتي الطب البيطري والزراعة، وآخرون ممن عملوا في صناعة الألبان واللحوم، للعمل في مشروعات الزراعة والإنتاج الحيواني في الدولة الأفريقية.
وكانت مصادر مطلعة قد أكدت في وقت سابق، أن السلطات التركية بدأت منذ منتصف العام الماضي، حملة مداهمات طالت عناصر الإخوان المقيمين في تركيا.
وشملت الإجراءات التركية احتجاز من لا يحمل أي هوية أو إقامة أو جنسية، والطلب من البعض مغادرة البلاد.
جوازات سفر مزورة وبحسب مصادر ، اكتشفت السلطات التركية في الفترة الأخيرة، رواج تجارة جوازات السفر المزورة في أوساط الإخوان المتواجدين على أراضيها ممن انتهت صلاحية وثائق سفرهم، ولم يستطيعوا تجديدها بصورة رسمية من السفارة المصرية، لكونهم مطلوبين على ذمة قضايا جنائية في مصر.
ووفق المصادر، حصل عدد ممن عملوا سابقًا في قناة الشرق، التي يملكها أيمن نور وزوجته دعاء حسن، على جوزات سفر مزورة، بينهم شخص يدعى محمود لطفي اعتقلته السلطات التركية بسبب حيازته هذا الجواز.
وخلال التحقيقات، أقرّ لطفي، بأن الإعلامي المحسوب على الإخوان طارق أبو شريفة، والذي يعمل حاليا بقناة الشرق، هو من سهّل له ولشباب آخرين الحصول على جوازات السفر المزورة نظير مبالغ مالية.
وبالفعل، استدعت السلطات التركية الإعلامي طارق أبو شريفة وحققت معه بتهمة تسهيل الحصول على جوزات مزورة إلا أن الأخير أنكر ما نُسب له من اتهامات وجرى الإفراج عنه في وقت لاحق مع إبقاءه تحت المراقبة، لعدم توافر أدلة مادية قوية.
دور الجمعيات ولعبت جمعيات وكيانات تابعة لجماعة الإخوان دورًا خلال السنوات الماضية، في تسهيل حصول قيادات الجماعة وأنصارها على الجنسية.
ومن بين هذه الكيانات:
جمعية التضامن المصرية الشهيرة بجمعية "رابعة"، وهي أول جمعية إخوانية تأسست في تركيا في أكتوبر/تشرين الأول 2013.
اتحاد الجمعيات المصرية في تركيا ويترأسه مدحت الحداد، عضو مجلس شورى العام بجماعة الإخوان ويساعده المحامي مختار العشري، عضو مجلس الشورى واللجنة القانونية بجماعة الإخوان- جبهة إسطنبول.
ومن بين هذه الكيانات أيضا جمعية الجالية المصرية في تركيا ويترأسها عادل راشد، وهي من أنشط الكيانات فيما يتعلق بقضايا الجنسية والإقامة في تركيا.
رابطة الإعلاميين المصريين في الخارج التي يترأسها حاليا المذيع والقيادي الإخواني حمزة زوبع، وعمل بعض منتسبيها ممن يقيمون في تركيا، على تسهيل حصول مصريين وعراقيين وسوريين على الجنسية التركية رغم عدم إقامتهم في تركيا، نظير مبالغ مالية.
قائمة الكيانات تشمل أيضا، جمعية أمة التي تديرها قيادات من الجماعة الإسلامية المصرية المتحالفة مع الإخوان، وهم محمد إبراهيم رئيس مجلس الإدارة، وأيمن خميس نائب رئيس مجلس الإدارة، وحسين عبد العال، الأمين العام.
وتلعب الجمعية دورًا في إنجاز بعض المعاملات للمصريين في تركيا، منها استخراج الملفات الضريبية وفتح الحسابات البنكية مقابل مبالغ مالية.
جنسيات أفريقية ووفقًا للمعلومات التي حصلت عليها من مصادر في "جمعية الجالية المصرية في تركيا"، والتي يترأسها القيادي البارز بجماعة الإخوان عادل راشد، فإن الجمعية تقدمت بقائمة تضم 800 اسم من المحسوبين على الجماعة لإدارة الهجرة التركية من أجل منحهم الجنسية، لكن أنقرة رفضت الطلبات.
ومن بين الأسماء التي شملتها القائمة:
الإعلامي عماد البحيري الصحفي سامي كمال الدين الكاتب علي الصاوي الذي سبق له العمل بمكتب أيمن نور مالك قناة الشرق الفنان المقرب من جماعة الإخوان هشام عبد الله وزوجته غادة نجيب، التي ألقت السلطات القبض عليها لوقت قصير في أبريل/نيسان الماضي الشاعر المقرب من الإخوان أحمد حمدي إبراهيم والذي رٌفض طلبه للحصول على الجنسية رغم أنه متزوج من تركية.
وإثر ذلك، سعى بعض المنتمين للإخوان والمحسوبين عليها، للحصول على جنسيات دول أخرى، حتى يتمكنوا من الانتقال خارج تركيا، أو السفر من خلال جوازات السفر التي تمنحها لهم هذه الدول، حال تعقدت الأمور بشكل أكبر في الفترة المقبلة.
ومن بين هؤلاء، الإعلامي عماد البحيري الذي حصل قبل القبض عليه، على الجنسية الأوغندية، دون أن يعلن ذلك حتى الآن.
المصدر: العين الإخبارية