تجاوزت الضربات الأمريكية لمواقع الحوثي مرحلة تعطيل منصات إطلاق، وانتقلت مؤخرا لاستهداف مركّز ودقيق لأهداف "نوعية".
وخلال النصف الأول من شهر يونيو/حزيران الجاري، كانت الضربات أكثر تأثيرا على مليشيات الحوثي لاسيما عدة غارات دكت أهدافا نوعية ذات قيمة عالية، ولم تكن مجرد رد تأديبي أو استباقي، وذلك بجانب ضربات معتادة على صواريخ ومسيرات وزوارق ومنصات ورادارات حماية للملاحة.
ومن بين عدة ضربات شبه يومية غالبيتها على الحديدة، قالت مصادر أمنية يمنية رفيعة لـ"العين الإخبارية"، إن هناك عدة ضربات مركزة خلفت 39 قتيلا بينهم خبراء أجانب وقيادات رفيعة في ما يسمى "القوات البحرية" و"القوات الجوية"، منهم كانوا يتواجدون في مخبأ سري تحت الأرض.
والانتقال الأمريكي لتوجيه هذا النوع من الضربات المركزة، وفقا لمراقبين، جزء من رسائل ردع أمريكية يمكن تكثيفها وتوسيعها ردا على تصاعد الهجمات البحرية لمليشيات الحوثي، وإصاباتها سفنا تجارية بشكل غير معتاد منذ بدء قرصنتهم في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
أهداف نوعية وقالت المصادر لـ"العين الإخبارية"، إن 4 خبراء أجانب مختصين في شبكات أنظمة الرادار وأجهزة التعقب والاستشعار البحرية قتلوا في واحدة من الضربات التي استهدفت موقعا حساسا للمليشيات البحرية الحوثية.
وأوضحت المصادر أنه بين الخبراء الأربعة الذين قتلوا خبيران إيرانيان من الحرس الثوري، وخبير ثالث في حزب الله اللبناني وهو من جنسية أفريقية"، يعتقد أنه دخل البلاد تهريبا عبر البحر.
وأكدت المصادر أن الضربة الأمريكية التي قتلت هؤلاء الخبراء وقعت عند عملهم في صيانة أجهزة عسكرية تابعة لـ"القوات البحرية" للحوثيين وذلك في منطقة "الجبانة" بمحاذاة معسكر الدفاع الساحلي إلى الجهة الشمالية من الحديدة.
وكشفت المصادر أن قصفا أمريكيا آخر استهدف مخبأ سريا لمليشيات الحوثي كان عبارة عن حاوية (غرفة كونتينر) مدفونة على الساحل بالحديدة ومكيفة ومتصلة بنفق أرضي طويل يمتد إلى أحد مزارع المنطقة.
ووفقا للمصادر فإن هذه الضربة التي دمرت المخبأ وهدمت جزءا من النفق، قتلت 7 حوثيين بينهم 3 قيادات عسكرية برتب عسكرية عالية عاملة ضمن "القوات البحرية" التابعة للمليشيات.
وأشارت المصادر إلى أن القصف الأمريكي على عدة مواقع للحوثيين في الصليف وعلى ساحل الحديدة مؤخرا أسفر عن مقتل أكثر من 22 عنصرا بينهم قادة مجاميع يعملون أيضا في ما يسمى "القوات البحرية" للانقلابيين.
وفي صنعاء، أكدت المصادر أن 6 قيادات عسكرية حوثية قتلوا بقصف أمريكي دمر موقع تخزين لوجيستيا للانقلابيين في الضربات الأخيرة على العاصمة المختطفة، كان أبرزها بـ7 يونيو/حزيران الجاري.
وتكتمت مليشيات الحوثي بشدة على الخسائر ولم تعلن عن نتائجها أو ما خلفته من قتلى.
كما اعترف الحوثيون بتعرض مواقعهم على مدى الأسبوع الماضي فقط لنحو 22 ضربة أمريكية بريطانية تركزت غالبيتها في الحديدة وامتدت إلى صنعاء وريمة للمرة الأولى.
خسائر بالأسلحة ولم يعلن الجانب الأمريكي منذ بدء القصف في يناير/ كانون الثاني الماضي عن نتائج عملياته المركزة ضد القيادات العسكرية للحوثيين، ويكتفي بالإشارة فقط إلى استهداف الأسلحة التي تهدد الحماية الملاحة.
وبحسب إحصائية أعدتها "العين الإخبارية"، من بيانات القيادة المركزية الأمريكية، فإن الضربات التي استهدفت مواقع مليشيات الحوثي في الحديدة وصنعاء وريمة منذ 1 وحتى 15 يونيو/ حزيران دمرت 32 زورقا ورادارا وصاروخا ومنصة إطلاق وطائرة مسيرة.
ولا تشمل هذه الإحصائيات الطائرات المسيرة أو الصواريخ أو الزوارق التي يتم اعتراضها في البحر أو فوقه، وإنما التي يتم استهدافها في مواقع حوثية قبل إطلاقها نحو سفن الشحن.
وخلال الـ15 يوما الماضية، تظهر الإحصائية تدمير 8 قوارب مسيرة مفخخة وأخرى زوارق دورية تقل عناصر مسلحة، فضلا عن 8 منظومات رادار، و6 منصات إطلاق صواريخ كروز المضادة للسفن و6 طائرات بدون طيار و4 صواريخ كروز مضادة للسفن.