الرئيسية > اخبار محلية > بعد أشهر من انطلاق عملياته ضد الحوثي.. ما الذي حققه “حارس الازدهار”؟

بعد أشهر من انطلاق عملياته ضد الحوثي.. ما الذي حققه “حارس الازدهار”؟

لا يزال حجم تأثير عمليات تحالف “حارس الازدهار” بقيادة أمريكا وبريطانيا، محدودًا بعد نحو 6 أشهر من انطلاق عملياته للحد من هجمات ميليشيا الحوثي في مياه البحر الأحمر، والمحيط الهندي، والبحر الأبيض المتوسط.

 

 

وعلى الرغم من الضربات الدفاعية الاستباقية والهجومية المحدودة، التي تشنّها القوات الأمريكية – البريطانية، ضد مواقع عسكرية تابعة لميليشيا الحوثي في مناطق مختلفة من الأراضي اليمنية؛ إلا أن التحالف الدولي المؤلف من كبريات الدول، لم ينجح حتى الآن في تحقيق هدفه الرئيس، المتمثل في “تأمين الملاحة البحرية”... وأعلنت ميليشيا الحوثي، السبت الماضي، تنفيذ 6 هجمات استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “آيزنهاور” ومدمرة أمريكية، وثلاث سفن في البحر الأحمر والمحيط الهندي، في رد يأتي عقب ساعات من ضربات أمريكية – بريطانية ضد مواقع عسكرية تابعة للميليشيا الجمعة الماضي، في صنعاء والحديدة وتعز، أدت إلى مقتل 15 ضابطا من أفراد قواتها العسكرية وعشرات الجرحى.

 

وذكرت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية، الأحد الماضي، أن الآثار الاقتصادية المترتبة على هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، يتوسع على نحو كبير، في ظل لجوء السفن للإبحار حول رأس الرجاء الصالح بأفريقيا، في حين تتسبب جداولها غير المتوقعة في “ازدحام الموانئ الآسيوية الكبرى؛ ما يحدث نقصاً في الحاويات الفارغة في بعض الأماكن، وتكدسها في أخرى، حيث أصبحت أوقات التسليم إلى الولايات المتحدة وأوروبا أطول، وأسعار الشحن آخذة في الارتفاع”.

 

توقيت شائك

ويشير خبير عسكري، ، إلى “حالة من عدم الجدّية والحزم في الموقفين الأمريكي والبريطاني، المنخرطين ضمن عملية “حارس الازدهار”، فيما تظل عملية “اسبيدس” ذات أهمية دفاعية وقائية، وهذا ما أعلنت عنه الدول الأوروبية المنخرطة في هذه العملية منذ تدشينها”. وأضاف أن ذلك “يجعل من هذه العمليات محصورة بين العمل الدفاعي والعمليات الهجومية المحدودة، التي لا تنزلق بالوضع إلى تصعيد أكبر وأوسع، قد يعيد جهود التسوية المحلية إلى نقطة الصفر، وهذا على الأقل من وجهة نظر أمريكا وبريطانيا، اللتين لا تبدوان مستعدتين للدخول في تصعيد عسكري ضد الحوثيين”.

 

 

تقليص القدرات

ومع استمرار التصعيد المتبادل على مدى الأشهر الماضية، دون حدوث تغييرات مؤثرة في طرفي المعادلة، ثمّة اعتقاد لدى البعض أن تعاطي الدول الكبرى مع هذه التهديدات، يأتي وفق حاجتها لخلق توتر يمنع عودة روسيا إلى المنطقة، ويؤثر على النفوذ الصيني المتعاظم في الشرق الأوسط. واستبعد المحلل السياسي، حسين حنشي، هذه الفرضية قائلا، إن هناك همّا عالميا مشتركا تجاه عمليات الحوثيين التي تعيق التجارة الدولية، “والولايات المتحدة و بريطانيا ليستا بحاجة لخلق ذريعة للتواجد في المنطقة التي هي أساسا مليئة بقواعدها العسكرية في عدة دول، كما أن حاملات طائراتها تجوب العالم بأكمله”.

 

 

وأشار في حديثه إلى أن عمليات “حارس الازدهار” حدّت كثيرًا من قدرات الحوثيين، “من خلال إبعاد السفن الإيرانية التي كانت تزود الحوثيين بالمعلومات، وكذلك عبر استهداف الرادارات والبنية العسكرية الفنية للحوثيين التي صنعتها إيران في اليمن”.

 

وأوضح ، أنه على الرغم من استمرار عمليات “حارس الازدهار” في تقليص قدرات الحوثيين العسكرية والفنية، إلا أنها لن تقضي كليًا على الحوثيين الذين بالتأكيد سيواصلون هجماتهم بواسطة الطائرات المسيرة أو الصواريخ الباليستية وغيرها، دون إحداث تأثير فعلي وحقيقي، باستثناء إغراق إحدى السفن واختطاف أخرى، “بمعنى مجرد تسجيل حضور ليس إلا”. وبشأن استمرار عزوف السفن والناقلات التجارية عن المرور بالبحر الأحمر، يؤكد حنشي أن ذلك طبيعي بالنسبة لرؤوس الأموال التي تفضّل دائمًا تجنب المرور بمناطق النزاع، حتى وإن كان الأمر مقتصرًا على أحاديث إعلامية، دون وجود لهجمات غير مؤثرة فعليًا، “وهذا كفيل بأن يخلق توترًا ويجعل التجارة لا ترغب في المرور بها”. استنزاف للحوثيين

 

 

ومن بين “129 سفينة مستهدفة” في البحر الأحمر، وبحر العرب، والمحيط الهندي، والبحر الأبيض المتوسط، تسببت هجمات ميليشيا الحوثي منذ انطلاقها، في إغراق سفينة واحدة، وإصابات متوسطة في 3 سفن أخرى، فضلًا عن سفينة “غالكسي ليدر”، التي تمكنوا من اختطافها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

 

ويعتقد خبير الشؤون الاستراتيجية والعسكرية، علي الذهب، أن الضربات الأمريكية البريطانية، استنزفت قدرات الحوثيين، خاصة فيما يتعلق بالطائرات والزوارق المسيّرة التي تزودهم بها إيران؛ ما يجعلها غير قابلة للتعويض في ظل الرقابة المشددة حاليًا على دخول الأسلحة الإيرانية بحرًا إلى اليمن.