الرئيسية > اخبار محلية > "مجاهدي خلق الإيرانية" تكشف خط الإمداد العسكري المقدم لـ"الحوثيين" في اليمن

"مجاهدي خلق الإيرانية" تكشف خط الإمداد العسكري المقدم لـ"الحوثيين" في اليمن

كشف تقرير أعدته "منظمة مجاهدي خلق" -وهي أبرز حركة معارضة في إيران- معلومات مهمة عن خط الإمداد العسكري المقدم من إيران لصالح ميليشيا الحوثي الإرهابية، وكذا شبكة القيادات الإيرانية المسؤولة عن إدارة الشأن العسكري في اليمن".

 

التقرير الذي نشرته "فوكس نيوز ديجيتال" سلط الضوء على الدعم الإيراني المستمر للحوثيين في اليمن، وعن المسؤولين عن النشاط العسكري في اليمن، عن كيفية توفير الأسلحة والتدريب للعناصر الحوثية، مما يعزز من قدراتها العسكرية ويؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.

 

وأظهرت المعلومات التي قدمتها منظمة "مجاهدي خلق" حقيقة الدعم المقدم من إيران، وهو جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى توسيع نفوذها في المنطقة وتعزيز موقفها ضد القوى الإقليمية والدولية المنافسة. كما أن نشر التقرير يأتي في ظل تصاعد الضغط الدولي على إيران الملالي بسبب برامجها النووية ودعمها للجماعات المسلحة في عدة دول.

 

مواقع تهريب 

بحسب ما تم تقديمه من أدلة ومعلومات من قبل "منظمة مجاهدي خلق" الإيرانية، يستخدم فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ميناء مدينة "جاسك لإرسال معدات عسكرية إلى الحوثيين في اليمن. حيث يعد الميناء نقطة ارتكاز لعمليات تهريب الأسلحة بما فيه من الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية والألغام المضادة للسفن ومعدات الرادار وأنظمة الاتصالات التي وصلت للحوثيين في اليمن.

 

وأشارت المنظمة إلى أن ميناء جاسك واحد من العديد من المواقع التي يستخدمها "فيلق القدس" لشحن الأسلحة وتهريبها إلى الحوثيين. كما يضم الموقع أيضا مخازن أسلحة وصواريخ تم استخدامها لاستهداف إسرائيل. وأظهرت المعلومات المقدمة أن الدعم العسكري الكبير المقدم للحوثيين يتم استغلاله في الهجمات الراهنة ضد السفن التجارية بالبحر الأحمر وتهديد الملاحة الدولية.

 

وفي 27 مايو 2020، قالت منظمة مجاهدي خلق إنه تم تجهيز بارجة "محملة بأسلحة خفيفة" متوجهة إلى الحوثيين من موقع على بعد ميلين من مدينة جاسك الساحلية.

 

كما أشارت المنظمة الإيرانية المعارضة إلى أن أرصفة بهمن، وهي مجموعة من "حوالى 80 أو 90" ميناءً سريًا تم بناؤها على طول الخليج وساحل بحر عمان بناءً على أوامر من خميني عام 1982، لا تزال "خارج مراقبة إيران". وتقول مجاهدي خلق إن أرصفة بهمن تستخدم كوسيلة لتهريب النفط والبتروكيماويات وشحن الأسلحة إلى الوكلاء، بمن في ذلك الحوثيون.

 

أساليب الشحن

وقدمت منظمة "مجاهدي خلق الإيرانية" العديد من الأساليب التي يستخدمها فيلق القدس التابع لحرس النظام الإيراني لشحن مجموعة متنوعة من الأسلحة وإيصالها إلى الحوثيين في شمال اليمن، مشيرة إلى أن "الحرس الإيراني" مارس ضغوطا على بعض أصحاب القوارب المحليين لنقل الأسلحة إلى قوارب الحوثيين على بعد 10 أميال قبالة سواحل اليمن.

 

وفي مناسبات أخرى، أفادت منظمة مجاهدي خلق أن إيران قد تقوم بشحن مواد إلى اليمن بعد "التوقف في البلدان الأفريقية".

 

وأوضح التقرير أن إيران تخفي أحيانًا الأسلحة داخل الرفارف، وهي "ممتصات الصدمات الكبيرة التي تمنع السفن من الاصطدام بالأرصفة وغيرها من العوائق". كما ذكرت منظمة مجاهدي خلق أن المصدات كانت مثبتة تحت سطح الماء في مكان محدد مسبقًا، "وتم التقاطها بواسطة سفينة ثانوية باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) المدمج".

 

وفي أحيان أخرى، تم ربط الرفارف بقوارب إيرانية. في 13 أغسطس 2019، وقالت منظمة مجاهدي خلق إن مصدات “يصل طولها إلى ستة أمتار تم ربطها بسفينة في رصيف بوشهر قبل يومين من المغادرة” إلى جزيرة لاوان في الخليج.

 

وأضافت منظمة مجاهدي خلق: "تم إخفاء أسلحة ومعدات عسكرية داخل هذه المصدات"، لكن الجماعة ليس لديها معلومات عن الوجهة النهائية للشحنة.

 

إشراف إيراني مباشر

بالإضافة إلى توفير الأسلحة للحوثيين، أوضحت منظمة مجاهدي خلق أن إيران تدرب الحوثيين على استخدام الأسلحة عالية التقنية، وساعدت الحوثيين على التطور من قوة متناثرة إلى قوة عسكرية تقليدية من خلال تدريب الأفراد العسكريين الحوثيين.

 

وبحسب التقرير المقدم، يتولى اللواء عبد الرضا شهلائي، المعروف أيضا باسم "الحاج يوسف"، مسؤولية الإشراف على التنسيق مع الحوثيين. ويساعده العميد اسماعيل قاآني والجنرال محمد رضا فلاح زاده، المعروف أيضًا باسم "أبو باقر"، وأبو فاطمة.

 

وتؤكد منظمة مجاهدي خلق أيضًا أن مجلس الأمن القومي الإيراني يحدد المبادئ التوجيهية للتدخل اليمني والتصعيد، وأن الولي الفقیه علي خامنئي هو المسؤول في نهاية المطاف عن وضع اللمسات النهائية والموافقة على القرارات المتعلقة بالشؤون السياسية والعسكرية في اليمن.

 

وأشارت إلى أن بعض الصواريخ التي بحوزة الحوثيين يتم تصنيعها من قبل منظمة الصناعات الجوية والفضاء، والتي فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات عليها. ومن بين الصواريخ الباليستية التي تمتلكها ترسانة البلدين، الصاروخ الإيراني شهاب 3، الذي يطلق عليه الحوثيون اسم "طوفان".

 

ويظهر تقرير وكالة الاستخبارات الدفاعية أيضًا بقايا ما يعتقدون أنه صاروخ كروز للهجوم الأرضي من طراز باوه، والذي أطلق عليه الحوثيون اسم “قدس -4”.

 

محاسبة فيلق القدس

وحث علي صفوي، من لجنة الشؤون الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومقرها باريس، المجتمع الدولي على "محاسبة فيلق القدس التابع لحرس النظام الإيراني على استغلال الحوثيين لزعزعة استقرار المنطقة".

 

وقال صفوي لشبكة فوكس نيوز ديجيتال، إن تصنيف الحرس الإيراني ككيان إرهابي، كما فعلت الولايات المتحدة في عام 2019، "لن يعوق بشكل كبير قدرة الحرس الإيراني على استخدام الشركات الواجهة للتهرب من العقوبات وتمويل أنشطته الخبيثة ووكلائه فحسب، بل سيعوق بشكل كبير عمليات عملائها أيضًا في الغرب.

 

والأهم من ذلك، قال صفوي "إن ذلك سينقل رسالة قوية إلى الشعب الإيراني مفادها أن القوة الرئيسية المسؤولة عن قمع انتفاضاته معترف بها عالميًا ككيان إرهابي، وبالتالي إضفاء الشرعية على المقاومة ضدها".

 

وفي مقابلة أجريت معه في فبراير مع شبكة سي بي إس، أكد نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية، نائب الأدميرال براد كوبر، أن أفراد الحرس "يخدمون جنبًا إلى جنب” مع الحوثيين داخل اليمن، "ويقدمون لهم المشورة ويقدمون معلومات عن الأهداف". 

 

وأكد تقرير شبكة فوكس نيوز أن صعوبة إعاقة الدعم المقدم للحوثيين تتأكد من خلال مستويات القيادة الإيرانية المشاركة في الحفاظ على العلاقات الإيرانية الحوثية.

 

وقد تم فرض عقوبات على خامنئي وشهلائي وقاآني وفلاح زاده ورشيد من قبل مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية. وعرضت وزارة العدل مكافأة قدرها 15 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن شهلائي لدوره في التخطيط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن العاصمة، ودوره في التخطيط لهجوم في العراق قتل فيه خمسة جنود أمريكيين وأصيب ثلاثة آخرون.

 

وتزايدت العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية ضد إيران على مر السنين اعترافا بدور إيران في تمويل الإرهاب في الشرق الأوسط. وفي أبريل، أوضحت وزيرة الخزانة جانيت يلين أن الوزارة "استهدفت أكثر من 600 فرد وكيان مرتبطين بنشاط إيران الإرهابي، وانتهاكاتها لحقوق الإنسان، وتمويلها لحماس والحوثيين وحزب الله والميليشيات العراقية".