فضحت تعزية نشرها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الإرهابي في وفاة القيادي الإخواني البارز في اليمن عبدالمجيد الزنداني، التحالف السري بين الجانبين.
واستخدم "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" الإرهابي والذي يتخذ من اليمن منطلقا لعملياته، وصف "ناصر المجاهدين"، في نعيه لمؤسس حزب الإصلاح الإخواني عبدالمجيد الزنداني.
ونشر تنظيم القاعدة الإرهابي تعزية في وفاة الزعيم الروحي لتنظيم الإخوان في اليمن، عبدالمجيد الزنداني، تطرقت إلى مشاركة الرجل في حرب أفغانستان إلى جانب مدحه بشكل كبير.
ووصف تنظيم القاعدة خبر وفاة الزنداني بأنه "فاجعة"، و"مصيبة"، كاشفا عن أن الزنداني "لعب دورا محوريا" في القتال في أفغانستان.
ويحتفظ الزنداني بفعل دوره المحوري في تجنيد العناصر ونقلهم للقتال بأفغانستان بعلاقات مهمة تربطه بأجيال التنظيمات الإرهابية المختلفة بما فيها الجيل الحالي لتنظيم القاعدة في البلاد.
وبحسب التعزية المنشورة عمل الزنداني كمرجعية دينية لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب إلى جانب دوره كأب روحي لإخوان اليمن وكونه عضوا في الهيئة العليا لحزب الإصلاح ضمن التحالف الوثيق بين القاعدة والإخوان والتي ظلت خفية لسنوات.
ويوم الإثنين، أعلن في إسطنبول عن وفاة عبدالمجيد الزنداني كبير قيادات إخوان اليمن ومؤسس ذراعه السياسية متأثرا بجلطة أدخلته العناية المركزة قبل أكثر من شهر.
ويحظى الزنداني بقبول كبير في أوساط فروع وقيادات التنظيمات الإرهابية في العالم، خاصة الفروع التي ظهرت في دول عربية وآسيوية ولا زال محافظا على قدر كبير من الحضور كمرجعية لتنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" الإرهابي منذ عمله كمساعد لأسامة بن لادن زعيم التنظيم.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد أدرجت الزنداني 2004 على لائحة الإرهاب إثر تورطه في دعم العديد من التنظيمات الإرهابية وتجنيد الشباب للالتحاق بمراكز تدريب تنظيم القاعدة ولعب دوراً محورياً في شراء الأسلحة نيابة عن القاعدة.
وولد الزنداني في بلدة الظهبي في مديرية الشعر بمحافظة إب 1942، ولكن أصله يعود إلى مديرية أرحب في صنعاء، وقد تلقى تعليمه بين إب وعدن ثم التحق بكلية الصيدلة، ودرس فيها لمدة سنتين ثم تركها، ثم العلوم الشرعية في الأزهر قبل أن يتركها ويعود لليمن.
وتقلد الزنداني عقب قيام النظام الجمهوري، عديد المناصب منها نائب وزير الإرشاد القومي والإعلام، وإدارة الشؤون العلمية في وزارة التربية والتعليم (المعارف)، ورئيسا لمكتب التوجيه والإرشاد، وعضو ونائب في مجلس الرئاسة اليمني بعد الوحدة، ثم أسس إلى جانب الشيخ عبدالله الأحمر الرافعة السياسية للإخوان وأصبح رئيس مجلس الشورى في الحزب.
قضية لينا تطارد الزنداني لم تكن وفاة الزنداني حدثا عاديا بالنسبة لكثير من اليمنيين، وإنما واحدة من المحطات التي تستحق التوقف عندها، لما للرجل من سجل أسود خطه منذ مشاركته في دفن قضية لينا مصطفى عبدالخالق نجلة وزير العدل الأسبق في جنوب اليمن بعد اختطافها من عدن إلى صنعاء لإخضاع والدها.
وتعود قصة لينا إلى عام 1991، ولا تزال حاضرة في الصحافة اليمنية والشارع اليمني، لا سيما جنوبا حتى اليوم، وشاهدة على جرائم إخوان اليمن، حيث تم استقطاب الفتاة وغسل دماغها، قبل أن يتم التخلص منها، وعثر على جثتها في غرفة مجاورة لغرفة عبدالمجيد الزنداني، ولا تزال قصتها غامضة حتى اليوم.
وعلى إثر ذلك، خرجت مظاهرات في عدن تندد بالجريمة الشنعاء، ونالت القضية اهتمام الإعلام في اليمن، وسط اتهامات تشير إلى تورط عائشة نجلة الزنداني، قبل أن يدفن الزنداني القضية ويطوي صفحاتها.
جامعة الإيمان.. وكر تفريخ الإرهاب خلافا لتأسيسه هيئة الإرشاد والمعاهد العلمية التي تخرج فيها أجيال الإخوان، يعد تأسيس الزنداني لما يعرف بـ"جامعة الإيمان"، إحدى أهم المحطات التي يجب التوقف عندها، لاسيما بعد تحول الجامعة لوكر خصب للمتطرفين، التي بث منها الزنداني إرهابه إلى خارج اليمن.
وتقوم فكرة جامعة الإيمان على تقديم العلم الشرعي "دون مخالفات شرعية"، حيث يحصل فيها الطالب على "الإجازة العالية" بعد 4 سنوات من الدراسة المكثفة لمناهج الإخوان المدثرة برداء الدين ومنظماتهم المحلية والدولية.
وأسس الزنداني جامعة الإيمان عام 1994، وظل يترأسها على مدى 20 عاما، وكانت بمثابة مكافأة له ولأتباعه على دورهم في حرب اجتياح جنوب اليمن.
وتحولت الجامعة إلى مركز لرفد الجماعات المتطرفة بالأفراد واستقطاب المئات من الطلاب من مختلف دول العالم، وكانت مخصصة لبناء جيل متطرف يتلقى معارف جهادية ويمجد كل تنظيمات الإرهاب.
وحسب مصادر مطلعة، فإن عددا من هؤلاء الطلاب المتخرجين لاسيما من يحملون شهادات دكتوراة عملوا كمرشدين دينيين في عدد من الدول، ومنهم من يعمل مع مكتب "الزنداني" الذي يديره أبناؤه، وهم عبدالله ومحمد، حتى اليوم.
ويحظي الزنداني بقبول كبير في أوساط فروع وقيادات التنظيمات الإرهابية في العالم، خصوصا الفروع التي ظهرت في دول عربية وآسيوية، ولا يزال محافظا على قدر كبير من الحضور مرجعية لتنظيم القاعدة الإرهابي في جزيرة العرب، منذ عمله مساعدا لزعيمه أسامة بن لادن.
دوره في أفغانستان كما احتفظ الزنداني، بفعل دوره المحوري في تجنيد الأفغان العرب ونقلهم إلى أفغانستان للقتال هناك، بعلاقات مهمة تربطه بأجيال التنظيمات الإرهابية، بما فيها الجيل الحالي، ما ظهر جليا في نشاط الزنداني مع مخابرات دولية وإقليمية لاستقطابهم ونقلهم إلى دول عدة لخوض حروب بالوكالة لصالح أجندات عابرة.
علاجات وتنبؤات وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2020، انتقال الزنداني للإقامة في مدينة إسطنبول التركية ليبدأ من هناك، استغلال الدين لتحقيق الأجندة الإخوانية، التي تسببت في تقويض الدولة اليمنية وتسليم صنعاء لمليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا.
وأعلن الزنداني في 2004، العام الذي صنفته خلالها واشنطن على قوائم الإرهاب، اكتشافه مرض الإيدز، لكنه لم يثبت ذلك علميا حتى اليوم، وذهب للترويج لمزاعم أنه حصد براءة الابتكار من منظمة "ويبو" التابعة للأمم المتحدة نظير ذلك، فضلا عن مزاعمه باختراع علاج لـ"الفقر".
ولم يغفل اليمنيون التذكير بدعوة "بشارته" المتطرفة قبل 13 عاما، التي أطلقها من إحدى ساحات التظاهر في صنعاء، فيما يسمى الربيع العربي عام 2011، وتسوق لتحول تاريخي يعيد زمن النبوة.
آنذاك، زعم الزنداني أن عام 2020 سيشهد قيام حضارة عالمية جديدة، لكنه توفي ولم تظهر تلك الحضارة التي في مخيلته، فيما لا يزال بلده تكافح في سبيل التحرر من جبروت الحوثي وشراك الإخوان وتنظيمات الإرهاب.