يسلط بحث جديد نُشر أول مارس في مجلة “نيتشر ميتابوليزم”، الضوء على التغيرات العميقة التي يمر بها الجسم خلال فترات الصيام الطويلة.
وكشفت الدراسة التي أجراها باحثون من معهد أبحاث جامعة كوين ماري للرعاية الصحية الدقيقة والمدرسة النرويجية لعلوم الرياضة، عن أدلة على فوائد صحية تتجاوز فقدان الوزن، مع ملاحظة تغييرات ملحوظة عبر أعضاء متعددة.
وتهدف الدراسة، التي شملت 12 متطوعا يتمتعون بصحة جيدة وخضعوا لصيام الماء فقط لمدة سبعة أيام، إلى تعميق فهم الاستجابات الفسيولوجية للصيام لفترات طويلة.
ومن خلال مراقبة التغيرات في حوالي 3000 بروتين في دم المشاركين قبل وأثناء وبعد الصيام، حدد الباحثون تحولات كبيرة في المشهد الجزيئي للجسم، خاصة بعد حوالي ثلاثة أيام من الصيام. وأظهرت النتائج، أنه بالإضافة إلى التحول المتوقع من استقلاب الجلوكوز إلى استقلاب الدهون، كانت هناك تغيرات واضحة في مستويات البروتين مما يشير إلى استجابة شاملة لتقييد السعرات الحرارية بالكامل.
ومن الجدير بالذكر، أن ما يقرب من ثلث البروتينات المقاسة أظهرت تغيرات كبيرة عبر الأعضاء الرئيسية، مما يسلط الضوء على الطبيعة النظامية لاستجابة الجسم للصيام.
وعلقت الباحثة الرئيسية كلوديا لانجنبيرج، مديرة معهد أبحاث جامعة كوين ماري للصحة الدقيقة، قائلة: “توفر النتائج التي توصلنا إليها رؤى غير مسبوقة حول الآليات الجزيئية الكامنة وراء الصيام”.
وفي حين أن الصيام معروف منذ فترة طويلة بفوائده الصحية المحتملة، فإن دراستنا توضح أن هذه التأثيرات تمتد إلى ما هو أبعد من فقدان الوزن، والذي لا يظهر إلا بعد عدة أيام من الصيام.
وأضاف مايك بيتزنر، القائد المشارك لمجموعة الطب الحسابي في معهد برلين للصحة أن: “فهم الأساس الجزيئي للصيام يفتح الباب أمام تطوير تدخلات مستهدفة، خاصة للأفراد الذين قد يستفيدون من الصيام لكن لا يمكنهم الخضوع للصيام لفترات طويلة أو اتباع نظام غذائي يحاكي الصيام، ومن خلال توضيح تأثيرات الصيام المعززة للصحة، نهدف إلى تمهيد الطريق لأساليب علاجية جديدة”.
ولا توفر نتائج الدراسة التحقق العلمي من ممارسة الصيام القديمة فحسب، بل تقدم أيضًا آثارا محتملة لعلاج الحالات المختلفة.
وللمضي قدما، يهدف الباحثون إلى الاستفادة من هذه المعرفة لتطوير تدخلات مخصصة تستغل فوائد الصيام مع ضمان السلامة لجميع الأفراد.