منذ بدأ الحوثيون هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، زاد البحث عن الأهمية الاستراتيجة لمضيق باب المندب، خاصة في ظل المخاوف بعد وقوع المضيق بين الحوثي من جهة وقراصنة الصومال من الجهة الأخرى.
ففي الآونة الأخيرة شهد باب المندب والبحر الأحمر بصفة عامة تصاعدا في الهجمات على السفن التجارية من جانب الحوثيين في اليمن، ما أدى إلى تعطيل طريق تجاري عالمي رئيسي.
واستهدف الحوثيون السفن المرتبطة المارة في البحر بدعوى توجهها إلى إسرائيل.
القراصنة الصوماليون
في الشاطئ الآخر من باب المندب، كثفت الشرطة البحرية الصومالية دورياتها لملاحقة القراصنة الذين عادوا إلى سيرتهم الأولى.
فقد بلغت هجماتهم على السفن ذروتها إلى أكثر من 350 هجوما بين عامي 2010 و2015، لكنها تراجعت بشكل كبير منذ ذلك الحين، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الدوريات التي تقوم بها القوات البحرية الأميركية وغيرها من القوات البحرية الحليفة.
موقعه
أما عن موقع باب المندب، فهو يمثل البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، ويصله بخليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي، ويشكل حلقة مهمة في الطريق التجاري البحري الأقصر والأقل تكلفة، الذي يربط شرق آسيا بأوروبا.
أهميته
ويتمتع المضيق بأهمية إستراتيجية واقتصادية وعسكرية، جعلته ساحة للصراعات الإقليمية والدولية على مدى التاريخ.
والمضيق يحده من الجانب الآسيوي اليمن، ومن الجانب الإفريقي جيبوتي، وهو عبارة عن ممر مائي طبيعي يصل بين البحر الأحمر وخليج عدن المطل على المحيط الهندي، ويبلغ عرضه نحو 30 كيلومترا، من رأس منهالي على الساحل الآسيوي، إلى رأس سيّان على الساحل الإفريقي.
فيما تقع جزيرة بريم اليمنية في مدخل المضيق الجنوبي، وتقسم المضيق إلى قناتين، الأولى قناة "إسكندر" وتعتبر الأصغر بين القناتين، وتقع إلى جهة الشرق بمحاذاة البر اليمني، ويبلغ عرضها 3 كيلومترات وأقصى عمق لها 30 مترا، فيما تسمى القناة الأخرى "دقة المايون" وهي القناة الأكبر، وتقع غربا متاخمة للسواحل الإفريقية، ويبلغ عرضها نحو 25 كيلومترا وعمقها 310 أمتار.
قناة السويس زادت أهميته
زادت أهمية المضيق مع افتتاح قناة السويس عام 1869، حيث أصبح يشكل إحدى الحلقات المهمة للطريق البحري الأقصر، الذي يصل بين شرق آسيا وأوروبا.
ويحتل مضيق "باب المندب" الرتبة الثالثة عالميا من حيث عبور موارد الطاقة، بعد مضيقي ملقا وهرمز، حيث تمر منه معظم صادرات النفط والغاز الطبيعي من الخليج العربي، التي تعبر قناة السويس أو خط أنابيب "سوميد". ويقدر عدد السفن التي تمر عبره بأكثر من 21 ألفا سنويا، بما يعادل 57 سفينة يوميا