رغم سيطرة تنظيم الإخوان على مدن ومحافظات اليمن التي يسيطر عليها، إلا أنه فشل في كبح جماح الاغتيالات التي لم تتوقف يوما هناك.
تلك الاغتيالات التي اعتبرها خبراء في شؤون الجماعات الإرهابية في اليمن دليلا على أن المناطق التي يحكمها الإخوان باتت “مرتعا للإرهاب”، وأنه يغض الطرف عن جرائم الاغتيالات لخدمة أجندات دولية، ويلقي التهم جزافا على دول عززت الاستقرار .
ففي عام 2023 فقط ضربت المحافظتين تعز ومأرب، الخاضعتين لتنظيم الإخوان، أكثر من 15 عملية ومحاولة اغتيال، استهدفت كبار رجال الدولة ومسؤولين عسكريين وأمنيين، وحتى أمميين.
وكانت أسوأ هذه الاغتيالات هو ما استهدف رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي في التربة جنوبي تعز مؤيد حميدي، (أردني الجنسية) في 21 يوليو/تموز الماضي، في جريمة لاقت تنديدا عربيا ودوليا وأمميا واسعا.
مرتع للإرهاب وتركز الآلة الإعلامية لتنظيم الإخوان -ومن يقف خلفه- على ما يدور في الجنوب، وإلقاء التهم جزافا على دول عززت الاستقرار في اليمن عموما ومنعت سقوطه بيد الإرهاب ، في وقت تغض الطرف عن جرائم الاغتيالات بتعز ومأرب لخدمة أجندات دولية، بحسب خبراء في شؤون الجماعات الدينية.
ووفقا للخبير في شؤون الجماعات الإرهابية صالح باراس، فإن المناطق التي يحكمها الإخوان فيما تبقى من مأرب وما تبقى من تعز -مساحات متواضعة جدا- باتت “مرتعا للإرهاب” بشهادات دولية.
وقال باراس، لـ”العين الإخبارية”، إن “الاغتيالات السياسية، وقتل موظف أممي في تعز، وكذا اغتيال وسحل شخصيات سلفية تعارضهم، والبلطجة والعمليات الإجرامية سمة أساسية للإخوان، وصلت إلى اختطاف الفتيات وامتهان أعراضهن، ويتم التعتيم على ذلك إخوانيا وتصدير الحالة في مناطق نفوذهم بأنها أمن وأمان”.
وأكد باراس وهو مؤلف كتاب ” الإخوان من الباب الخلفي: إخوان اليمن التعصب المزدوج”، أن “آلة الإخوان المنتشرة بشكل أخطبوطي محليا وإقليميا ودوليا تركز على عدن والمحافظات الجنوبية التي استطاع المجلس الانتقالي أن يجتث الإرهاب منها ويفرض فيها نظاما أمنيا”..
وأشار إلى ما وصفه بـ”الواقع المخيف” للإخوان في مناطق سيطرته، وتصفية خصومه هناك بدم بارد، مستشهدا باغتيال الإخوان قائد اللواء 35 مدرع عدنان الحمادي.
مظلومية كاذبة بالنسبة لباراس فإن إخوان اليمن يسير وفق استراتيجية معينة ذات مسارين، الأول يقوم على أساس “بناء المظلومية”، وأنه الجماعة المظلومة، والثاني يستند إلى تشويه الخصم، وفي المسارين تكون صناعة الشائعات لصنع مظلوميته وتشويه خصومه، بحسب باراس.
وأضاف: “تقوم تلك الصناعة على تعدد الحواس (الكتاب، والمقال، والتغريدة، والفيلم، والمقطع.. إلخ)، وكل ذلك بعمل تراكمي لتشويه صورة الخصم أمام أعين الآخرين؛ لتغيير اتجاهاتهم وإنتاج رأي عام يقتنع بأفكارهم ويتبناها..
وأكد باراس أن الحرب الإعلامية الإخوانية ضد دور دولة الإمارات والمجلس الانتقالي ليست جديدة، بل إن إعلامهم قد دافع عن عناصر الإرهاب في عدن منذ وقت مبكر، بحجة وجود سجون سرية منتشرة أصلا بمناطق سيطرتهم.
قائمة الاغتيالات في 2023 رصد لعمليات الاغتيال في مناطق سيطرة تنظيم الإخوان، في محافظتي مأرب وتعز، وذلك خلال عام 2023 وفيما يلي تسلسل زمني لهذه العمليات.
- يناير/كانون الثاني: شهد عمليتي اغتيال طالت الأولى العميد عبدالله القيسي في مدينة تعز ونفذها مسلحون مجهولون، فيما طالت الثانية ركن إمداد اللواء الأول مشاة جبلي “أحمد اللهيب”، في منطقة “الخسيف” في مأرب.
– فبراير/شباط: عمليتا اغتيال، طالت الأولى تربويا يدعى “أنور عبدالفتاح الصوفي” بتعز، والثانية وقعت بمأرب وطالت الضابط بالجيش اليمني أحمد مساعد أحمد الغنيمي.
– مارس/آذار: محاولة اغتيال، استهدفت المسؤول الأمني بتعز طه الكمالي، فيما شهد أبريل/نيسان عملية اغتيال طالت الضابط اليمني ياسر الحاشدي في بلدة “وادي القاضي” في تعز ونسبت لمسلحين مجهولين.
– يونيو/حزيران: قامت قوة أمنية موالية للإخوان بمأرب بتصفية الشيخ مبارك بن طالب بن عقار العبيدي ونجله “حسن” في حاجز تفتيش في مديرية الوادي.
– يوليو/تموز: شهد عمليتي اغتيال، حيث اغتال مسلحون يعتقد انتماؤهم للقاعدة رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي في تعز، مؤيد حميدي في مدينة التربة، فيما اغتال مسلحون ملثمون “صلاح العمراني” وسط مدينة تعز.
– أغسطس/آب: قال مصدر أمني إن أحد عناصر القاعدة اغتال العقيد عدنان المحيا وهو ضابط في جهاز الأمن السياسي (المخابرات) بتعز.
– أكتوبر/تشرين الأول: جرى اغتيال رجل أعمال يدعى “جبران قائد العقيلي” وسط تعز، كما أصيب ضابط عسكري يدعى” محمد الجائفي”، وهو أركان حرب في اللواء 35 مدرع من عملية اغتيال في ريف ذات المحافظة.