لاقى تحقيق استقصائي مزعوم لقناة (BBC) استنكاراً واسعاً على الساحة الإعلامية والأمنية والسياسية، لما تضمنه من حرف لعمليات الاغتيال عن مسارها في الجنوب، إذ وجّه مدير الوكالة الدولية للصحافة والدراسات الاستراتيجية، ورئيس منتدى باريس الاقتصادي، جمال العواضي، انتقادات لاذعة للقناة.
وقال العواضي في تعليقات نشرها عبر حسابه على منصة (إكس): "إنّه كان الأجدى بالقناة تناول الإرهاب الذي طال عدن وأبين وحضرموت وشبوة، وأدى إلى مقتل مئات الشباب الأبرياء، مشيراً إلى أنّ نشر مثل هذا العمل في مثل هذا التوقيت يندرج ضمن التشهير وتصفية الحسابات.
كما وجه العواضي في انتقاده للقناة استفساراً عمّن يجب البحث عنه في اليمن كراعٍ للإرهاب، والذي كان مظلة للأعمال الإرهابية بما فيها استهداف المدمرة الأمريكية.
وقال العواضي: "كان من الأجدى أن تتناول (BBC) الإرهاب الذي أدى إلى مقتل مئات الشباب الأبرياء تارة وهم ينتظرون تسجيلهم في طوابير العمل، وتارة وهم آمنون في منازلهم أو مدارسهم".
وأضاف: "أتذكر أحد شهود العيان الذي نجا من تفجير إرهابي، وهو يقول إنّ الشاب الانتحاري المراهق كان يدعو الشباب للتجمع حوله حتى يقضي على أكبر قدر منهم، هذه هي ثقافة الإصلاح والحسني وغيرهم".
وتابع: "يتحدثون عن استخدام أعضاء وهميين للقاعدة، في حين يستضيفون على قناتهم عناصر فعلية منهم، ولولا قوات مكافحة الإرهاب التي دربتها عناصر عسكرية أجنبية مؤهلة ومواجهتها العناصر الإخوانية الإرهابية ودحرها، لكانت عدن والجنوب ككل إمارات إسلامية متطرفة تحمل الموت والدمار، ولا تقبل بإعلام آخر سوى (الجزيرة) وتبعاتها".
وقال العواضي: "إذا كانت (BBC) البريطانية تبحث حقاً عن الحقيقة، فإنّ عليها أن تحذو حذو (CBS) الأمريكية، التي كشفت في تحقيقات سابقة تحركات القاعدة في مأرب وشبوة، بدلاً من التقارير المشبوهة الجاهزة من أطراف تدّعي الحيادية".
وأكد: "لقد سقطت قناة (BBC) المحترفة، عن قصد أو بدونه، في شباك الإخوان المنتشرين في كل ركن وزاوية من مدينة لندستان".
وأوضح جمال العواضي: "لا أدافع عن أحد، وإنّما كون التحقيقات والتعامل مع المعلومة جزءاً أساسياً من عملي، فإنّني أرفض استحمار المشاهدين، وأعتبر أنّ برنامج (BBC) حول اليمن الغرض منه التشهير وتصفية حسابات باستخدام معلومات إيحائية مراوغة تشير إلى الدليل ولا تؤكده".
ويؤكد مراقبون أنّ الإخوان باليمن نجحوا في استخدام قناة (BBC) لتصفية حسابات مع دولة الإمارات العربية المتحدة، الشريك العالمي المعروف بمحاربة الإرهاب، وأنّ التحقيق يستهدف أيضاً الإمارات كونها تقف إلى جانب الحق، ونجحت في محاربة الإرهاب الإخواني على مستوى الإمارات وفي مختلف الدول العربية.
هذا، ويحاول الإخوان تغطية جرائمهم واغتيالاتهم للقيادات الجنوبية بتلميع أنفسهم والادعاء أنّهم مستهدفون، وهناك المئات من قيادات الجنوب والإعلاميين والخطباء كانوا ضحايا لفرق الموت التابعة لحزب (الإصلاح) اليمني الإخواني.