الرئيسية > اخبار محلية > «رأس العواصف» و«مقبرة السفن».. هنا طريق «رأس الرجاء الصالح»

«رأس العواصف» و«مقبرة السفن».. هنا طريق «رأس الرجاء الصالح»

مع توالي التطورات بشأن تهديدات الحوثيين لسفن الملاحة في البحر الأحمر، عاد إلى دائرة الضوء مجددا طريق رأس الرجاء الصالح، وهو الخط الملاحي الذي كانت السفن تسلكه قبل حفر طريق البحر الأحمر عبر قناة السويس.

 

وطريق رأس الرجاء الصالح والذي يعرف بالإنجليزية بـ “Cape Route” يشار إليه أيضًا باسم الطريق البحري الأوروبي الآسيوي، أو الطريق البحري إلى الهند ليدلل على الممر المائي الذي يمتد من الشواطئ الأوروبية للمحيط الأطلسي إلى الساحل الآسيوي للمحيط الهندي.

 

 

اكتشاف الطريق اكتشف الخط الملاحي إبان ما يعرف بـ”عصر الشراع” Age of Sail وهو فترة استمرت من القرن السادس عشر إلى منتصف القرن التاسع عشر، وتميزت بالهيمنة المتزايدة للسفن الشراعية في عالم التجارة العالمية والحرب البحرية باستخدام المدفعية.

 

 

وخلال هذا الوقت، كانت تجارة التوابل من الهند وطريق الحرير من الصين ذات أهمية اقتصادية، لكن سقوط القسطنطينية عام 1453 عطل التجارة، وأعطى الأوروبيين حوافز لإيجاد طريق بحري. واستكشف المستكشف البرتغالي ديوغو كاو الساحل الأفريقي جنوبًا حتى ناميبيا الحالية، كما اكتشف بارتولوميو دياس رأس الرجاء الصالح عام 1488. وترأس فاسكو دا جاما رحلة استكشافية أدت إلى اكتشاف البرتغاليين للطريق البحري المؤدي إلى الهند عام 1498 وذلك في عهد الملك مانويل الأول في 1495-1499 كان هدفها بهدف إيجاد طريق تجاري مع آسيا واحتكار تجارة التوابل.

 

وبدأت الرحلة في 8 يوليو/تموز 1497 بطاقم مكون من 170 فردًا، من بينهم مترجمان. قام البحارة بإعداد خرائط للمواقع على الساحل الأفريقي، وجداول تحتوي على حسابات لتوجيههم بشكل صحيح.

 

وكانت هناك 3 سفن وأخرى تحمل بقالة لمدة 3 سنوات، منها الفول واللحوم المجففة وزيت الزيتون والمخللات والأدوية والنبيذ والبسكويت. وقرروا التوقف على طول الساحل الأفريقي لتجديد مخزونهم من الطعام. وكان للسفن الثلاث قبطان وربان، بينما السفينة التي تحمل البقالة كان بها قبطان فقط.

 

وقد سجل أولئك الذين كانوا على متن السفينة تجاربهم، مثل مشاهدة النباتات والحيوانات الغنية على طول ساحل أفريقيا. كما أنهم كانوا على اتصال بالقبائل القريبة من خليج سانت هيلينا (جزر بريطانية في المحيط الأطلسي). تم وصف هذه القبائل بأنها غريبة لأنها أكلت أسود البحر وجذور النباتات العشبية، وغطت نفسها بفراء الحيوانات، وصنعت أسلحة خشبية، وعزفت على المزامير الريفية، وهو أمر رآه البرتغاليون لأول مرة.

 

 

وعبرت البعثة الخليج ثم وصلوا إلى موزمبيق، في رحلة كانت محفوفة بالمخاطر والعديد من التحديات، وفقا لموقع مارين انسايت، حيث أغار البحارة على السفن واكتسبوا سجناء يمكن بيعهم أو تشغيلهم.

 

علاقته بالاستعمار جاءت هذه الرحلات الاستكشافية التي قام بها المستكشفون بمثابة بداية عصر الاستكشاف، حيث عبر هؤلاء المسافرون الفضوليون محيطات العالم، واكتشفوا مناطق جديدة، مما مهد في النهاية الطريق للاستعمار الأوروبي في هذه المناطق.

 

وبدأ استخدام طريق كيب من قبل شركات الهند الشرقية الأوروبية في القرن السابع عشر. وكان استعمار أفريقيا قبل نهاية القرن التاسع عشر يقتصر بشكل أساسي على بعض المواقع الساحلية لدعم الطريق الملاحي.

 

هنا، أنشأت شركة الهند الشرقية الهولندية مستعمرة كيب الخاصة بها كميناء توقف في الطريق إلى جزر الهند الشرقية الهولندية.

 

امتداد الطريق كان طريق رأس الرجاء الصالح يمتد إلى طريق بروير، الممتد من المحيط الهندي إلى إندونيسيا.

 

تم استخدام هذا الطريق من قبل السفن المتجهة إلى جزر الهند الشرقية الهولندية من رأس الرجاء الصالح. أخذت السفن جنوبًا من “رأس الرجاء الصالح” إلى المحيط الهندي، قبل أن تتجه شمالًا غربًا إلى جاوة بإندونيسيا.

 

هذا الطريق، الذي اكتشفه الملاح الهولندي هندريك بروير عام 1611، والذي سمي باسمه، قلص وقت السفر بين رأس الرجاء الصالح إلى جاوة من 12 إلى 6 أشهر مقارنة بطريق الرياح الموسمية للعرب والبرتغاليين.

 

الخط الملاحي وقبل شق قناة السويس في القرن التاسع عشر، كان “رأس الرجاء الصالح” لقرون عديدة طريق استراتيجي يربط أوروبا وآسيا، مما يسهل تدفق البضائع ويشكل أحد أهم مسارات التجارة العالمية.

 

ووفقا لموقع “مارين إنسايت”، فإن الطريق كانت تسلكه عادة السفن المغادرة أوروبا من جنوب غرب البرتغال أو جنوب غرب إسبانيا أو جبل طارق، لتكون المحطة التالية لها جزر الكناري وجزر أخرى قبالة سواحل أفريقيا، مثل ماديرا والرأس الأخضر.