الرئيسية > اخبار محلية > مخطط حوثي جديد لضرب الجنوب

مخطط حوثي جديد لضرب الجنوب

إلى الجنوب، تتحرك ترسانة الحوثي، تحت الظلام، في مخطط جديد تسعى المليشيات من خلاله إلى تركيز هجماتها ضد طرق الملاحة الدولية.

 

وعلمت "العين الإخبارية" من مصادر عسكرية يمنية أن مليشيات الحوثي نقلت يوم السبت (13 يناير/ كانون الثاني الجاري)، طائرات مسيرة وصواريخ باليستية ذات مدى متوسط، إلى المرتفعات الشرقية من محافظة تعز ومناطق جبلية في محافظة الضالع جنوبي اليمن.

 

وأضافت المصادر أن المليشيات نقلت طائرات مسيرة إلى جبال الأحكوم والمرتفعات المطلة على خط "تعز - لحج - عدن" ونصبت منصاتها، تمهيدا لاستخدامها ضد سفن الشحن في البحرين العربي والأحمر وخليج عدن وباب المندب.

ووفقا للمصادر، نقل الحوثيون، يوم السبت الماضي، صواريخ باليستية متوسطة المدى ونشرت منصاتها في المرتفعات الجبلية في محافظة الضالع، وتحديدا المناطق المتاخمة لمحافظة تعز منها مديرية الحشاء وذلك للمهمة نفسها المتمثلة بقصف طرق الملاحة الدولية.

 

وأوضحت المصادر أن عمليات إعادة تموضع ترسانة الحوثي، والتي تشمل الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية بتعز والضالع، جاءت في أعقاب ضربات أمريكية وبريطانية استهدفت عشرات الأهداف للمليشيات.

 

من بين تلك الأهداف، منطقة "الجند" بمحافظة تعز والتي كانت مليشيات الحوثي تخزن فيها صواريخ باليستية وطائرات مسيرة، وفقا لذات المصادر.

 

وكانت مصادر عسكرية تحدثت أيضا عن نقل مليشيات الحوثي عبر خط "مناخة" الذي يربط صنعاء والحديدة، صواريخ باليستية وطائرات مسيرة إلى المحافظة الساحلية ضمن توسيع مسرح العمليات ودائرة الاشتباك مع البوارج الغربية.

 

لماذا تعز والضالع؟ يأتي نشر مليشيات الحوثي لصواريخها وطائراتها المسيرة على حدود المحافظات الجنوبية المحررة ضمن مخطط يستهدف توسيع مسرح العمليات من البحر الأحمر وباب المندب إلى بحر العرب وخليج عدن، وفق مراقبين.

 

إذ تبعد المناطق الحدودية في محافظة الضالع عن بحر العرب نحو 130 كيلو مترا، فيما تصل المسافة إلى خليج عدن وباب المندب لنحو 160 كيلو مترا، بينما تبعد هذه المناطق عن البحر الأحمر نحو 200 كيلو متر.

 

وفي حال أطلق الحوثيون صاروخا من مناطق تمركزهم في أطراف محافظة الضالع أو من مديريات الحشا وقعطبة ودمت، الخاضعة لسيطرتهم، فإن الصاروخ سيمر من فوق لحج وعدن أو أبين للوصول إلى هدفه في بحر العرب وسوف يمر فوق تعز وعدن للوصول لهدفه في خليج عدن.

 

وهذا ما حدث بالفعل، أمس الأول الإثنين، حيث أطلق الحوثيون عدة صواريخ من أطراف الضالع صوب السفينة الأمريكية "جيبرلتار إيغل" بخليج ⁧‫عدن‬⁩، سقط اثنان منها بمدينتي الضالع ولحج واثنان في البحر، فيما أصاب خامس السفينة.

 

من تعز، وتحديدا "جبال الأحكوم"، حيث نصب الحوثيون طائراتهم المسيرة، وفق مصادر "العين الإخبارية"، تبدو المسافة أقرب إلى بحر العرب (يبعد مسافة 140 كيلومترا) وخليج عدن (يبعد قرابة 100 كيلومتر) وكذا إلى البحر الأحمر الواقع على بعد 110 كليو مترات.

 

وكان الحوثيون استخدموا مناطق تعز بشكل متكرر للهجوم على السفن في البحر الأحمر خصوصا المرتفعات الغربية، فيما يستعدون لاستخدام المرتفعات الشرقية في الضفة الأخرى من المحافظة لمهاجمة السفن في بحر العرب وخليج عدن، بحسب ذات المصادر.

 

نقل المعركة وقال نائب رئيس المركز الوطني للدراسات الاستراتيجية في اليمن العميد الركن ثابت حسين صالح، إن نقل مليشيات الحوثي صواريخا ومسيرات، إلى حدود الجنوب جاء بعد " عجزها عن الرد على الضربات الأمريكية البريطانية".

 

وأضاف صالح في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن الحوثيين لجأوا "لنقل المعركة إلى مكان آخر بهدف خلط الأوراق"، مستطردا "مثلهم مثل إيران لن ترد على مصادر نيران الضربات الأمريكية البريطانية وستذهب للتصعيد في مناطق أخرى".

 

وأكد أن نقل الحوثيين أسلحتهم وطائراتهم إلى الحديدة والضالع وتعز يستهدف في المقاوم الأول "التصعيد باتجاه جنوب اليمن، انطلاقا من تعز، فيما الهدف الثاني يكمن في استهداف مصالح حيوية في دول الجوار".

 

وأشار إلى أن الانقلابيين استخدموا بالفعل مناطق الضالع وتعز لاستهداف الملاحة في خليج عدن كان آخرها استهداف السفينة الأمريكية، يوم الإثنين.

 

وعن إعادة نشر مليشيات الحوثي أسلحتها بعد الضربات الأمريكية البريطانية، اعتبر أن خطرها في كونها تستهدف "خلط الأوراق ما يستدعي من المجتمع الدولي دعم القوات الجنوبية للتصدي لهجمات الحوثيين".

 

ولفت إلى أن الدعم الإيراني لمليشيات الحوثي "جعلها تتفوق في إمكانيات التسليح لا سيما الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والتي حصلت عليها عن طريق ميناء الحديدة وطرق التهريب الأخرى".

 

وتابع "خبراء أجانب هم من يديرون ما تسمى القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير للحوثيين، ابتداء من تهريب هذه التقنيات المتطورة ثم تجميعها في الداخل اليمني وصولا إلى إطلاقها صوب السفن أو الأهداف المدنية في جنوب اليمن".

 

مستدركا "الحوثيون يفتقرون للخبرات في تصنيع هذه التقنيات التي تم تمكينها بشكل كامل من قبل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني".

 

وكان عبدالله بن عامر والذي ينتحل صفة مدير دائرة للتوجيه المعنوي في ما تسمى "وزارة الدفاع" الحوثية، قال إن "العدوان الأمريكي البريطاني أتانا من البحر الأحمر فتمت مفاجأته من البحر العربي" في إشارة لنقل المليشيات للمعركة.

 

والإثنين، أعلنت مليشيات الحوثي، مسؤوليتها عن استهداف السفينة الأمريكية جيبرلتار إيغل في خليج ‫عدن بعدد من الصواريخ البحرية.

 

وزعمت مليشيات الحوثي على لسان ناطقها العسكري، يحيى سريع، أن استهداف السفينة الأمريكية جاء في إطار الرد على الضربات الأمريكية البريطانية .

 

وسبق أن هددت الجماعة الانقلابية أن "كافة السفن والقطع الحربية الأمريكية والبريطانية المشاركة في الضربات عليها، باتت أهدافا معادية وضمن بنك أهدافها".

 

وبدأت هجمات الحوثيين على السفن في 19 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث تقول المليشيات إنها تستهدف السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل أو تلك المتوجهة إليها، على خلفية الحرب في غزة.