في العاشر من يناير 2022م اعلن محافظ محافظة شبوة الشيخ عوض بن الوزير العولقي نجاح القوات الجنوبية ممثلة بالوية العمالقة الجنوبية والمقاومة الجنوبية من ابناء قبائل شبوة ضمن عملية ”إعصار الجنوب“ في تحرير مديريات بيحان من مليشيا الحوثي الإرهابية بعد ثلاثة اشهر من سيطرتها عليها بتواطؤ وتخادم من قبل مليشيا الإخوان التي كانت تسيطر على المحافظة .
وأشاد المحافظ بن الوزير العولقي آنذاك بتضحيات الأبطال من ألوية العمالقة الجنوبية والمقاومة الجنوبية من ابناء قبائل شبوة في عملية ”إعصار الجنوب” وتحرير مديريات بيحان من مليشيا الحوثي المدعومة من إيران وتحقيق هذا النصر العسكري الثمين، مؤكداً قيمته المعنوية لدى المقاتلين الأبطال وكافة أبناء شبوة.
وجاءت عملية ” إعصار الجنوب “ لتحرير مديريات بيحان عسكرياً وفقاً لمنهجية إستراتيجية شاملة مستوعبة ما يترتب على نتائجها من عمليات امنية وعسكرية لاحقة ذات اهمية بالغة على مستقبل الأمن والإستقرار محلياً واقليمياً ، وبدعم من التحالف العربي بعد ان استكملت مرحلة الإعداد والتحضير للعملية العسكرية ”إعصار الجنوب“ الذي اعلنها قائد الوية العمالقة الجنوبية العميد ابو زرعة المحرمي في صبيحة الاول من يناير ٢٠٢٢ م ، وفي غضون عشرة ايام فقط تمكنت قوات العمالقة الجنوبية والمقاومة من ابناء قبائل شبوة من طرد مليشيات الحوثي المدعومة من ايران من كامل مديريات بيحان التي تقدر مساحتها بنحو 4 آلاف 672 كيلو مترا مربعا وهي رقعة جغرافية استراتيجية تتنوع تضاريسها بين الصحراوي والجبلي بالغة الوعورة ، وتمكنت من إنقاذ أكثر من 118 ألف نسمة هم سكان الثلاث المديريات “عين، عسيلان، بيحان” الذين كانوا يواجهوا صنوف من الجرائم والتنكيل الحوثي.
وكانت مضامين وتوجيهات وتعليمات خطاب الرئيس القائد عيدروس الزبيدي قد وضعت المرتكزات المحورية التي تطلبها وتفرضها طبيعة المرحلة و معركة الدفاع الوطني ، كما وضعت الاشقاء في التحالف العربي امام حقيقة تتجسد على الارض يوماً بعد اخر مفادها ان جماعة الإخوان المسيطرة على سلطة الشرعية وقتذاك انقلبت على اتفاق الرياض وحرفت مسار الحرب على الجنوب في تحالف علني مع الحوثي انطلاقاً من محافظتي شبوة وابين ، كما كان خطاب الرئيس القائد الزبيدي الذي تعهد فيه بتحرير شبوة وعودتها إلى ابنائها باكثر قوة وعزيمة و رسم وتحديد العناوين العريضة للقادة العسكرين الذين اُسندت إليهم مهمة التحضير والإعداد لعملية عسكرية واسعة وشاملة تتداخل فيها الاهداف لتشمل طرد المليشيات الحوثية من مديريات شبوة الشرقية ” بيحان ” وإستئناف الحرب على التنظيمات الإرهابية بالمحافظة وكل الجنوب.
وقد جرت عملية التحضير والإعداد لعملية ” إعصار الجنوب ” لتحرير مديريات بيحان الثلاث على جبهتين ، الأولى كانت سياسية دبلوماسية استطاع المجلس الإنتقالي الجنوبي من خلالها إنعاش إتفاق الرياض وذلك بإسقاط رأس السلطة الإخوانية بمحافظة شبوة ودعم تعيين محافظها الحالي الشيخ عوض ابن الوزير العولقي في ال 25 من ديسمبر 2021 م ، والذي قاد عقب توليه مقاليد المحافظة بحنكة ودهاء وشجاعة ، وحقق في غضون عام ان يوظف الإجماع الشبواني على شخصيته وإلتفافهم حوله ، لإنتشال المحافظة من تحت مخالب مؤامرة إخوانية حوثية واجتراح إنتصارات أمنية وخدمية وتنموية.
وتعتبر عملية ” إعصار الجنوب “ التي نفذتها الوية العمالقة الجنوبية وقوات المقاومة من ابناء شبوة لتحرير مديريات بيحان بمحافظة شبوة مفتتح لمرحلة جديدة من العمليات العسكرية والأمنية التي شنتها القوات المسلحة الجنوبية في إطار حربها على الإرهاب ، والتي لا يمكن الفصل بينها وبين عمليتي ”سهام الجنوب“ بمحافظة شبوة و”سهام الشرق“ في محافظة ابين .
وضعت مرحلة ما بعد انتصارات عملية اعصار الجنوب محافظة شبوة واجزاء من ابين بين واقعين عقب اسقاط سلطة الإخوان في شبوة ودحر المليشيات الحوثية من بيحان وانتشار قوات دفاع شبوة ، و عودة نشاط الإرهاب إلى محافظتي شبوة وابين كرد فعل على تراجع نفوذ جماعة الإخوان فرع اليمن وحاجة تلك المحافظتين الى إستئناف القوات المسلحة الجنوبية عمليات حربها على الإرهاب ، وكان لشبوة ومن خلال جدارة محافظها اولوية فرض خيار الأمن والإستقرار والتنمية وبجهود وتضحيات لم يكن من السهل ان تثمر كما نراها اليوم ، اذ شهدت المحافظتين سلسلة من الهجمات الإرهابية الدموية على قوات الحزام الأمني وقوات دفاع شبوة والوية العمالقة الجنوبية .
فيما بقيت القوات المليشيات الإخوانية خارج اهداف تنظيم القاعدة الإرهابي كما كانت خلال السنوات الماضية اثناء نفوذ سلطة الإخوان التي كانت ترعى وتجند العناصر الإرهابية داخل معسكراتها ، وزاد من خطورة الوضع إن تلك التشكيلات والمليشيات العسكرية والأمنية الإخوانية كقوات الأمن الخاصة وقفت حجر عثرة في طريق المحافظ الشيخ عوض إبن الوزير وجهود مكافحة الإرهاب الذي إضطلعت به القوات المسلحة الجنوبية ممثلة بقوات ”دفاع شبوة والوية العمالقة الجنوبية“ وبدعم من التحالف العربي بعد تقليص هيمنة جماعة الإخوان على صناعة القرار في الشرعية، من خلال قرار إقالة الجنرال علي محسن الاحمر المعروف بإرتباطه الايدلوجي والعسكري مع الجماعات المتطرفة من منصب نائب رئيس الجمهورية ونقل السلطة الى مجلس القيادة الرئاسي.
وكانت عملية استكمال اتفاق ومساورات الرياض بشقيه العسكري والسياسي، وانتشار قوات دفاع شبوة قنبلة ارتجاجية قضت مضاجع التنظيمات الإرهابية في شبوة وأبين ودفعتها الى رفع درجة الخطر القصوى على مستقبلها الوجودي وتنفيذ جملة من العمليات الارهابية مسنودة بحملة اعلامية اخوانية تحريضية ضد المحافظ ابن الوزير و قوات دفاع شبوة والوية العمالقة الجنوبية ودول التحالف العربي ، شمل هذا الاستنفار والشعور بالخطر التشكيلات العسكرية الاخوانية ومليشياتها بمحافظة شبوة ، وفي طليعتها ما تسمى بقوات الامن الخاصة ، التي اقدمت وبقيادة قائدها الاخواني عبدربه لعكب على مهاجمة منزل محافظ المحافظة ابن الوزير ، ثم التمرد على قرارات اللجنة الامنية العليا بالمحافظة ورفض توجيهات مدير امن المحافظة، والسعي الى خلط اوراق الملف الامني بإفتعال التوترات لتفجير الوضع عسكريا وإفتعال كل ما يؤدي الى حدوث انفلات امني تخسر به شبوة ما حققته منذ انطلاق عملية إعصار الجنوب عسكرياً وامنياً وتنموياً.
كما كانت شبوة وفي ظل محافظها الشيخ ابن الوزير وبقوتها الجنوبية المسلحة الدفاعية والامنية وبدعم من التحالف العربي، اقوى مما تخطط له جماعة الاخوان وادواتها الارهابية ، المخطط الذي تجلى في تمرد غاشم حاولت قوات ومليشيات الاخوان تنفيذه بالعاصمة عتق على قرارات المحافظ ومجلس القيادة الرئاسي مطلع أغسطس 2022 م، لتؤكد تلك المليشيات حقيقة حذر منها ابناء شبوة مبكرا ، مفادها ان اي تواجد عسكري لجماعة الاخوان سواء بشكل مليشيات او وحدات عسكرية وامنية موالية هو إبقاء لمهدد امني وتمرد عسكري وملاذ آمن ومحفز لنشاط تنظيم القاعدة.
وإزاء ذلك لم يتوانى المحافظ ابن الوزير وبعد إستنفاده كلّ الطرق السلمية فـي التعامل مع التمرد الاخواني والانقلاب الغاشم من الإطلاع بمسؤوليته والصلاحيات القانونية الممنوحة لسلطته والوفاء بالعهد الذي قطعه على نفسه لشبوة وابنائها، من التعامل الفوري والحازم مع التمرد ومليشياته الاخوانية ووحداتها العسكرية والامنية ، في عملية امنية عسكرية نوعية استهدفت معسكرات الاخوان وثكناتهم ومواقع إنتشارهم وتكللت بطرد تلك المليشيات من المحافظة واستعادة الامن والاستقرار والحفاظ على النظام العام والسلم الاجتماعي والسكينة العامة ، وهو ما مهد إلى ارضية صلبة لمواصلة الحرب على الارهاب وملاحقة عناصره الى معاقلها واوكارها في مناطق ومديريات نائية ، سواء في عملية سهام الجنوب او ما سبقها من عمليات عسكرية ، لتدخل محافظة شبوة مرحلة جديدة من الأمن والامان وجهود إنجاز إستحقاقاتها في شتى الجوانب الخدمية والاعمار والتنمية.
هذا وكان الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي ، القائد الاعلى للقوات المسلحة الجنوبية قد اوفى بوعده لابناء محافظة شبوة حين وعدهم بان شبوة سوف تعود لأبنائها باكثر قوة وعزيمة وصلابة وها هي اليوم شبوة بايدي ابنائها بكل قوة وصلابة وآمن واستقرار وتنمية بعد تحريرها من مليشيا الحوثي والإخوان .