بعدما كثر الحديث عن استعداد بريطاني لشن ضربات جوية ضد الحوثيين في اليمن وسط التوترات المتصاعدة بشكل كبير في البحر الأحمر جراء هجماتهم ضد السفن التجارية، اتضح جديد على الأمر.
فعلى ما يبدو، تعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بيانا مشتركا غير مسبوق يعطي الحوثيين "تحذيرا أخيرا" لوقف هجماتهم، وفقا لصحيفة "التلغراف".
ولفت التقرير إلى أن أي هجوم من المرجح أن تقوده الولايات المتحدة، وأن مناقشات جارية بشأن انضمام دول أخرى للبلدين.
كما كشف عن أن أحد الخيارات قيد الدراسة في وزارة الدفاع البريطانية، ويتضمن نقل الفرقاطة لانكستر، التي تعمل في منطقة الخليج، إلى البحر الأحمر لتكون مع دياموند.
وأشار أيضا إلى أنه من غير المرجح أن يحدد البيان أي عمل عسكري، لكن الصحيفة نوهت بتصريح وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، الذي زعم أنه بحال استمر الحوثيون فيما أسماه "تهديد الأرواح والتجارة، فستضطر بلاده إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة والمناسبة"، وفق كلامه.
إلى ذلك، أشار كبار مسؤولي الدفاع الأميركيين إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن لن تعلن عن خططها العسكرية مقدما، لكنهما لم يستبعدا "احتمال شن ضربات جوية في المستقبل القريب".
يشار إلى أن وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس، كان أكد أن الحكومة لن تتردد في اتخاذ "إجراءات مباشرة" لمنع تلك الهجمات الحوثية وردعها.
وقال "لا ينبغي أن يكون هناك أي سوء فهم لدى الحوثيين، فنحن ملتزمون بمحاسبة الجهات المسؤولة عن تلك الهجمات غير الشرعية".
جاء هذا التلميح البريطاني بعد إسقاط القوات الأميركية أمس صاروخين باليستيين مضادين للسفن أطلقهما الحوثيون على سفينة حاويات بالبحر الأحمر، بعد ساعات من محاولة أربعة زوارق مهاجمة نفس السفينة.
ما دفع القوات الأميركية إلى إطلاق النار، وإغراق ثلاثة من القوارب، ما أدى إلى مقتل 10 من عناصر الميليشيات.
فيما أعلن الجيش الأميركي أن هذا الحادث الأخير يمثل الهجوم الحوثي الثالث والعشرين على الشحن الدولي منذ 19 نوفمبر الماضي (2023).
ومنذ تفجر الحرب في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر 2023، بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، شن الحوثيون عشرات الهجمات ضد سفن تجارية متجهة نحو إسرائيل أو تعود ملكيتها لإسرائيل، بحسب زعمهم. فيما كانت 8 من أصل 20 سفينة تعرضت لهجمات في الثلاثين يومًا التي سبقت 25 ديسمبر الماضي، إما مسجلة في المملكة المتحدة، أو كان طاقمها يحمل مواطنين بريطانيين أو بضائع متجهة إلى بريطانيا.
في المقابل، أرسلت واشنطن مدمرات وأعلنت إطلاق عملية "حماية الازدهار" لتأمين سلامة الملاحة الدولية في هذا الممر المائي المهم عالمياً، وسط ارتفاع منسوب القلق الدولي من توسع الصراع مع استمرار الأعمال العدائية.