الرئيسية > اخبار محلية > ماذا لو هجرت سفن النفط البحر الأحمر

ماذا لو هجرت سفن النفط البحر الأحمر

فتحت شركة بي بي البريطانية العملاقة الباب لاحتمالات توقف مرور ناقلات النفط العملاقة بالبحر الأحمر بعد تكرر هجمات يشنها الحوثيون على السفن العابرة في المنطقة وتهديدهم بشن المزيد من الهجمات على السفن التي يصفونها بأنها مرتبطة بإسرائيل.

 

وأعلنت الإثنين شركة بريتيش بتروليوم (بي بي) تعليق عبور جميع سفنها “نظرا إلى تدهور الوضع الأمني للنقل البحري في البحر الأحمر”، وذلك بشكل مؤقت.

 

وبعد الظهر قالت شركة فرونتلاين، وهي الرابعة عالميًّا بين شركات الناقلات العملاقة ومقرها العام في ليماسول بقبرص، إنها ستتجنب المرور عبر البحر الأحمر وخليج عدن.

 

وجاء موقف الشركتين بعد استهداف الحوثيين سفينتين إحداهما نرويجية، بالتزامن مع جولة وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في المنطقة يناقش خلالها عقد تحالفات عسكرية للرد على التصعيد الحوثي الذي تسبب في عرقلة التجارة البحرية.

 

وأكد الحوثيون الإثنين أنهم استهدفوا بمسيَّرتين بحريتين سفينتين “لهما ارتباط بالكيان الصهيوني” في البحر الأحمر إحداهما نرويجية.

 

ويشن المتمردون الحوثيون الذين يحظون بدعم إيران سلسلة من الهجمات بمُسيَّرات وصواريخ استهدفت سفنًا في البحر الأحمر، ويقولون إنهم بذلك يريدون ممارسة ضغوط على إسرائيل بسبب حربها المدمرة مع حركة حماس في قطاع غزة.

 

وإثر الهجمات علقت عدة شركات شحن كبرى المرور عبر مضيق باب المندب الذي تمر عبره 40 في المئة من التجارة الدولية إلى حين ضمان سلامة الملاحة فيه. ومن بين هذه الشركات الدنماركية ميرسك والألمانية هاباغ – ليود والفرنسية سي أم إيه سي جي أم والإيطالية – السويسرية أم أس سي.

 

ويثير هذا التصعيد تساؤلات عن الخطوات التي ستتخذها الدول المتضررة وسط حديث متزايد بشأن التوجّه إلى تشكيل قوة دولية لحماية السفن والتجارة العالمية.

 

وقال وزير الدفاع الأميركي الاثنين من تل أبيب “لا ينبغي لأي مجموعة أو دولة أن تختبرا عزم أميركا”. وأضاف “في البحر الأحمر نقود تحالفا بحريا متعدد الجنسيات لدعم المبدأ الأساسي لحرية الملاحة”.

 

 

وقال مسؤولون من النرويج وإيطاليا إنهما تفكران في الانضمام إلى التحالف الغربي. وقال وزير الدفاع الدنماركي ترولز لوند بولسن إن كوبنهاغن “ستشارك” في المساعدة على توفير الأمن، دون الخوض في التفاصيل.

 

 

وأكد الخبير الإستراتيجي والمستشار في أكاديمية ناصر العسكرية العليا التابعة للجيش المصري اللواء عادل العمدة على وجود آليات يجري تفعيلها حاليا في منطقة جنوب البحر الأحمر لتأمين حركة الملاحة، تتشارك فيها الأطراف المتضررة من الهجمات التي تتعرض لها السفن، متوقعا تراجع التهديدات، لأن الدول المعنية بأمن البحر الأحمر لن تصمت.

 

 

وأشار خلال تصريح له إلى “مشاركة عدة دول في تدريب عسكري بمنطقة البحر الأحمر مؤخرا، وتعمل هذه الدول الآن على وضع إجراءات صارمة لمواجهة التهديدات، بالتنسيق مع قوى غربية، أبرزها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا”، مشددا على أن الأوضاع ستعود إلى الاستقرار خلال فترة قصيرة.

 

وأوضح أن قناة السويس قد تتأثر لكن يصعب أن تتعطل تماما بسبب هجمات الحوثيين، فمصر لديها قواعد عسكرية تمكنها من حماية السفن المارة، والتأثير ينحصر في تغيير بعض السفن لمسارها والمرور عبر طريق رأس الرجاء الصالح الذي يعرّض الشركات متعددة الجنسيات لخسائر مالية فادحة.

 

 

وذكر عادل العمدة أن تأمين البحر الأحمر لن ينجح إلا بقيام المجتمع الدولي بتحركات جماعية، لافتا إلى أن ما يحدث “أقرب إلى تحركات قراصنة يوظفون الحرب على غزة، وكل دولة تعرضت لخسائر لن تقف مكتوفة الأيدي”. وأصيبت السفينة النرويجية “أم/في سوان أتلانتيك” الاثنين “بجسم غير محدد” في البحر الأحمر، وفقا للشركة المالكة “أنفينتور كيميكال تانكرز” التي قالت في بيان “لحسن الحظ لم يصب أفراد الطاقم الهندي بأذى، وتعرضت السفينة، وفقًا لهم، لأضرار محدودة”، مشيرة إلى أن الناقلة التي انطلقت من فرنسا باتجاه جزيرة ريونيون لا تربطها أي علاقة بإسرائيل.

 

 

والسفينة “أم/في سوان أتلانتيك” هي الآن تحت حماية البحرية الأميركية. ولا تتوفر في الوقت الحالي معلومات حول السفينة الثانية التي ورد اسمها في البيان الصادر من صنعاء.

 

وقال الجيش الأميركي إن مدمرة أميركية أسقطت السبت 14 مُسيَّرة في البحر الأحمر انطلقت من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن. وقالت حكومة المملكة المتحدة إن إحدى مدمراتها أسقطت أيضًا مُسيَّرة يشتبه بأنها هجومية في المنطقة.

 

وقال عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان المصري اللواء يحيى كدواني إن “التوتر في البحر الأحمر جاء انعكاسا لغطرسة أميركية وإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة، ما يجعل الحل بيد البلدين والدول الغربية الداعمة للحرب، فوقفها هو سبيل إنهاء تهديدات الحوثيين سريعا لحركة السفن والملاحة”.

 

وأضاف أن “العمليات الحوثية بحاجة إلى تنسيق بين الدول المتشاطئة للدفع نحو إنهاء الحرب أوّلا، ومصر تأمل أن تعود الولايات المتحدة إلى رشدها لإجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار، وعدم عرقلة قرارات مجلس الأمن في هذا الشأن”.

 

ولفت إلى أن “قناة السويس سوف تتأثر بنسب متفاوتة بحالة الاضطراب في البحر الأحمر، ما يضر بالاقتصاد المصري؛ لأنها أحد أبرز مصادر العملة الصعبة، وأنفقت الدولة المليارات من الدولارات لتحسين الملاحة فيها”.