اتهمت مصادر يمنية في صنعاء مليشيا الحوثي بمنح منزل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في صنعاء، لأحد قادتها لاتخاذه سكناً خاصاً، بعدما كان مخصصاً في السنوات الماضية لاحتجاز المعتقلين والمخطوفين والمخفيين قسراً، من معارضي الجماعة.
وكان اليمن منح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات منزلاً عبارة عن «فيللا» في شارع «مجاهد» وسط صنعاء يحوي حديقة واسعة تقدر مساحتها بـ50 لبنة (اللبنة تساوي 44 متراً مربعاً).
وتعرض منزل الراحل عرفات ومقار مؤسسات وجمعيات فلسطينية أخرى في صنعاء في السابق لعمليات استهداف حوثي منظمة شملت الدهم والنهب والإغلاق وغيرها.
وأفادت مصادر يمنية مطلعة في صنعاء بأن القيادي المكنى «أبو حسين الحوثي» المتحدر من صعدة معقل الجماعة، أحد أول العناصر الذين باشروا بالتعدي على حرمة منزل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بصنعاء؛ إذ سارع قبل سنوات إلى مداهمة المنزل مع مرافقيه وفرض كامل السيطرة عليه، وإجراء بعض الاستحداثات في باحته.
وإثر تلقي زعيم الجماعة الحوثية في منتصف 2017 شكاوى عدة من جاليات فلسطينية بصنعاء من الجور والبطش الذي طالهم ومقار مؤسساتهم على أيدي عصاباته المسلحة، أُجبر - وفق المصادر - المدعو «أبو حسين الحوثي» على مغادرة منزل عرفات، لكن سرعان ما أقدمت قيادات حوثية أخرى بموجب تعليمات صادرة لها على تحويل جزء من المنزل إلى مقر دائم لعقد اللقاءات والاجتماعات السرية، في حين تم تحويل الجزء الآخر إلى سجن خاص لمعارضي الجماعة.
ومن أجل منح المنزل المنهوب لاثنين من كبار القادة، أوقفت الجماعة في اليومين الماضيين عملية تحويله إلى سجن خاص، ونقلت منه سجناء ومعتقلين على ذمة قضايا واتهامات كيدية إلى سجون أخرى تابعة لها بصنعاء وضواحيها، بحسب تأكيد المصادر.
الجماعة شنت خلال السنوات الماضية سلسلة من حملات الدهم والخطف والنهب طالت مقرات جمعيات ومؤسسات فلسطينية بصنعاء، منها «جمعية الأقصى» و«جمعية كنعان لفلسطين» و«مؤسسة القدس الدولية»، وغيرها.
كما استولت في أبريل (نيسان) 2015 على مبلغ يعادل مليوناً و200 ألف دولار تابعة لـ«جمعية الأقصى» بصنعاء.
وفي مطلع 2019، اتهم وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، الجماعة الحوثية بالسيطرة على منزل أسرة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بالعاصمة صنعاء.
وقال الإرياني في تصريحات رسمية: «تزايد الميليشيا الحوثية الإيرانية بالقضية الفلسطينية، في حين تحتل منزل أسرة الشهيد الراحل ياسر عرفات (أبو عمار) في العاصمة صنعاء، واقتحمت المقرات الداعمة لفلسطين في أمانة العاصمة ومحافظات صنعاء وإب وذمار».
وعدّ الإرياني أن «القضية الفلسطينية بالنسبة للميليشيا الحوثية هي مادة للمزايدة السياسية والإعلامية والتغرير بالبسطاء من المواطنين لاستدراجهم تحت شعارات القدس ورفض التطبيع والزج بهم في الجبهات لقتال إخوانهم اليمنيين خدمة لمشروعهم الإمامي الكهنوتي المتخلف».
وذكر الوزير اليمني أن «الميليشيا الحوثية منذ نشوئها لم تقدم أي خدمة للقضية والشعب الفلسطيني سوى الاستغلال والتوظيف الخبيث لخدمة أجندتها التدميرية لليمن والمنطقة»، لافتاً إلى أن الجماعة قتلت واختطفت واعتقلت وشردت ونكلت بمئات الآلاف من الشعب اليمني.