برعاية معالي وزير الدولة - محافظ عدن، الأستاذ أحمد حامد لملس، شهدت العاصمة عدن، يوم أمس الاثنين، مؤتمر "تدكس النساء"، الحدث العالمي الأبرز والأول من نوعه، والذي تحتضنه مدينة عدن لأول مرة، بحضور العديد من المسؤولين المحليين يتقدمهم وكيل محافظة عدن الأستاذ عبدالرؤوف زين السقاف، وعدد كبير من القيادات الشبابية والنسوية يمثلون مبادرات شبابية ومنظمات المجتمع المدني.
وافتتحت أعمال المؤتمر قائدة الأعمال الملهمة المنظمة الرئيسية لهذا الحدث الكبير، الأستاذة هبة فهيم حيدر، بكلمة ترحيبية بكل الحضور الكرام كل باسمه وصفته.. مؤكدة على أن "تيدكس النساء" حدث دولي يمثل أهمية كبيرة..
مشيرة إلى أن أهميته تكمن في مشاركة عدد من المتحدثات والمتحدثين المبدعين والملهمين بحديثهم عن تجاربهم في الحياة، وكيف تجاوزا كل العراقيل والصعوبات التي اعترضتهم، وصولاً إلى تحقيق أهدافهم وطموحاتهم، بما من شأنه يؤدي لتبادل الخبرات والمعارف المثرية، ودعوة الجميع لتبني الأفكار الإيجابية التي من شأنها التحفيز لتبني أفكار جديدة، وطرح رؤى مهمة وتأثيراتها على مجتمعاتنا في المنطقة والعالم.
وأوضحت حيدر أن عدن مدينة ملهمة، وقدمت منذ القدم نماذج بارزة لنساء حققن درجات عالية من العلم والكفاءة والإبداع في العمل، وأثبتت النساء في عدن على مر الزمن أنهن على قدر كبير من الحرص والالتزام لتحمل مسؤولياتهن رغم كل الظروف المحيطة بهن.
وتقدمت الأستاذة هبة فهيم، في ختام كلمتها، بالشكر والتقدير لقيادة السلطة المحلية بمحافظة عدن، ممثلة بسيادة المحافظ الأستاذ أحمد حامد لملس، على ما قدمه من تعاون ومساندة لإنجاح هذا الحدث.. شاكرة كل من لبى الدعوة بالحضور لهذه الفعالية المهمة.
بعد ذلك، ألقى الأستاذ عبدالرؤوف زين السقاف، وكيل محافظة عدن، كلمة السلطة المحلية، مشيراً إلى أهمية هذا الحدث العالمي في بث روح التفاؤل والأمل، وإعادة تشكيل الأفكار بطابع إيجابي.. مثمناً جهود الأستاذة هبة فهيم حيدر المنظمة الرئيسية لمؤتمر "تيدكس النساء"، وقائدة الأعمال الملهمة المعروفة.
وأكد الوكيل السقاف على استعداد السلطة المحلية بمحافظة عدن على تقديم كل سبل التعاون، بما يسهم في إنجاح مثل هذه الفعاليات الهامة للتنمية البشرية.
من جانبها، تحدثت الأستاذة أشواق طه مديرة مدرسة الفقيدة نور حيدر للبنات، التي تأسست عام 1941م، والكائنة في مديرية في الشيخ عثمان.. حيث تطرقت إلى أهمية الحدث الدولي "تيدكس النساء"، معبرة عن فخرها واعتزازها بهذا الحدث الذي اتخذ من اسم مدرسة الفقيدة نور حيدر التاريخية والرائدة في تعليم الفتاة عنواناً له "TEDx
Noor Haidar school Wome".. مشيرة إلى القيمة المجتمعية الكبيرة التي مثلتها المدرسة باعتبارها أول صرح تعليمي للفتاة في الجزيرة العربية.
وأكدت الأستاذة أشواق أن حدث "تيدكس النساء" يمثل أهمية كبيرة، كونه يعرف العالم بأن عدن بدأت بتعليم الفتاة في الوقت الذي كانت فيه تحت حكم المستعمر الأجنبي، وفي وقت كانت فيه الجزيرة العربية وبعض دول الإقليم تعيش عادات وتقاليد اجتماعية بالية، وتعتبر خروج الفتاة من البيت وتعليمها من المحرمات، "في هذا الوقت كنا فيه في عدن وفي مدينة الشيخ عثمان نعلم الفتاة في مدرسة حكومية نظامية، وهي تعتبر في تلك الفترة بمقام ثورة لخروج الفتاة للتعليم والتي كانت حبيسة الجدران".
وأضافت بالقول: "أشعر بأنني حققت أكبر إنجازاتي في مسيرتي التربوية، كوني من استطاع إحياء تاريخ المدرسة، وتسميتها باسم رائدة تعليم الفتاة في الجزيرة العربية الفقيدة نور حيدر".. متمنية أن تأخذ المدرسة حقها من الاهتمام والتميز، وأن لا ينظر لها بأنها مدرسة عادية، بل أن تصبح مزاراً ومرجعاً تاريخياً ونموذجاً يحتذى ويفخر به.
بعد ذلك فتح المجال للمتحدثين الملهمين، والذي يعتبر أبرز وأهم أجندة الحدث، حيث تحدثت المحامية تهاني الصراري، عن قضية الابتزاز الإلكتروني، المنتشر بشكل كبير في عصرنا هذا، وما نتج عنه من ضحايا وصلت بعضها إلى القتل.. مستعرضة طرق الوقاية من هذا الابتزاز الخطير..
وشددت الصراري على ضرورة سن قوانين لتجريم الابتزاز الإلكتروني، وأن يتعاون الجميع على مكافحته وفضح من يمارسه، والتوعية من خطورته ونتائجه المؤسفة.
بعد ذلك تحدث عدد من المهلمات والمهملين عن قصصهم المليئة بالأحداث الدراماتيكية والمراحل الحياتية الصعبة التي مروا بها، ثم تجاوزوها بفعل قوة الإرادة والإصرار والعزيمة ووصلوا إلى أهدافهم وطموحاتهم..
حيث حملت قصة الملهمة "آية علي" عنوان (المعجزة الربانية)، بينما حملت قصة الشخصية العدنية المشهورة "بلال غلام" عنوان (252 رسالة رفض توظيف)، وتحدثت "تمنى عبدالله" بقصة ملهمة بعنوان (تصبح الأحلام حقيقة)، وقصة "سماح جمال" كانت بعنوان (كفاح ونجاح)، وقصة الملهمة "كاميليا كامل" حملت عنوان (بداية حلم"..
كما تخلل الحدث فقرة غنائية عن فلسطين التي يتعرض إخواننا فيها لشتى القتل والتنكيل من قبل الكيان الصهيوني المغتصب للأرض الفلسطينية، أدتها الفنانة رؤى علي ناجي.. وفقرة موسيقية لفرقة "سماء عدن" الموسيقية، بقيادة عازف الناي عبدالوهاب، تفاعل الحاضرون معها وسط أجواء من السعادة والتصفيق الحار.
وفي ختام الفعالية أشاد الحاضرون بالحدث الكبير وما يشكله من أهمية عظمية، ونجاح عملية تنظيمه، شاكرين الأستاذة هبة فهيم حيدر على حسن التنسيق والتنظيم لأعمال الحدث والفقرات المتميزة.