الرئيسية > اخبار محلية > كيف تعايش مجتمع المكلا مع ارتفاع أسعار الخبز

كيف تعايش مجتمع المكلا مع ارتفاع أسعار الخبز

مع وصول سعر قرص الروتي ورغيف الخبز في المخابز والأفران بمدينة المكلا ومختلف مدن محافظة حضرموت إلى 100 ريال، ازداد الوضع المعيشي سوءا خلال السنوات الأخيرة من الحرب جراء انهيار العملة وارتفاع أسعار المواد الغذائية المستمر.

 

 

شكا المواطنون من هذا الارتفاع كون الروتي والخبز من المكونات الأساسية لوجبتي العشاء والفطور، ما اضطر الكثير إلى عدم شراءه والاكتفاء بصنع المعجنات المنزلية الخفيفة غير ان احتياجات اللجوء الى المعجنات ليست في متناول الكثيرين.

 

 

ـ تحرك مجتمعي

بدأ الامر بإنشاء نقاط توزيع في الاحياء السكنية لمدينة المكلا عاصمة المحافظة من قبل مبادرات شبابية عملت على توفير اقراص الروتي وارغفة العيش عن طريق شراءها من المخابز ومن ثم توزيعها على ذوي الدخول المنخفضة والاكثر احتياجا من خلال كروت استلام يتم توزيعها بعد اجراء عملية المسح، لكن الكلفة كانت كبيرة مقارنة مع عدد المستفيدين وشراء الخبز بسعر التجزأة.

 

 

بدأ القائمون على الخدمة تطوير الفكرة بما يسمح بتوسعتها بشكل اكبر وادارة النفقات بشكل ذي جدوى اعلى من الاسلوب السابق.

 

 

تمكنت المبادرات من صياغة مشروع حظي بقبول رجال المال والاعمال في المحافظة من اجل خدمات اكثر تنظيما واطول اسامة.

 

 

هدف المشروع الى تقديم الخدمة عبر انشاء مخابز للخبز المدعوم وبالتالي توفير الخبز باسعار معقولة على المستهدفين.

 

 

نتج عن المشروع انشاء مخابز تم افتتاحها على مستوى ساحل محافظة  مخابز في 10مخابز مدعومة في ساحل حضرموت الى جانب 4 قيد الانشاء.

 

 

جاء هذا التوسع بعد نجاح العينة التجريبية مخبز حي جول الشفاء بالمكلا.

 

 

تعمل المخابز المدعومة على بيع قرص الروتي بمبلغ 20ريال اي بتخفيض يصل 80% عن سعر السوق.

 

 

بدأ انشاء المخابز العام 2020، وما تزال مستمرة في اداء عملها الى اليوم بل وماتزال في طور التوسع غير ان  ارتفاع أسعار الديزل وفواتير الكهرباء (تجارية وليست سكنية) مثلت احدى العوائق التي تسببت في تبطئة عمليات التوسع في نشر المخابز. 

 

 

مجدي عبدالله أحد أبناء مدينة المكلا يعيل أربعة أطفال وزوجة وأب وأخت رأى أن إنشاء ما يسمى بالمخابز المدعومة ليس حلاً مناسبا لجميع المواطنين، واضاف أن أقرب مخبز يبعد عنهم مسافة 20 دقيقة مايكلفه اجرة مواصلات اضافية يغيب معها فارق السعر المخفض.

 

 

وبحسب محمد المحمدي المشرف العام على المخابز المدعومة اجتماعيا، فإن رجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدني مستمرون في التعاون مع المبادرة، واضاف "اننا نطمح أن نصل إلى إنشاء مخابز في جميع أحياء محافظة حضرموت في المستقبل".

 

في البدء لم يكن تجميع المال مسألة سهلة بحسب المحمدي كما ان السلطة المحلية بحضرموت لم تستجب للمقترح. موضحا" تمت الاستعانة ببعض الشباب الذين تحمسوا للفكرة وقرروا العمل بشكل جماعي لجمع أكبر قدر ممكن من الدعم المستمر ما مكننا من انشاء المخابز وتسيير اعمالها".

 

 

ـ حلول مؤقتة

قبل إنشاء المخابز المدعومة كانت السلطة المحلية للمحافظة وضعت حلا مؤقتا تمثل في توزيع أكياس الدقيق على المخابز الخاصة التجارية في مدينة المكلا بأسعار مخفضة لكن الحل كان قصير الامد.

 

 

في مرحلة تالية زودت السلطة المحلية المخابز بمادة الديزل المدعوم مقابل تخفيض سعر بيع الخبز لكن هذه الطريقة ساهمت فقط في خفض السعر بمعدل 20% ليباع قرص الروتي بمبلغ 80 ريال.

 

غياب الالية الشفافة في عمليات توزيع الدقيق والديزل المدعومة كانت سببا في توقف التدخل المقدم من السلطة المحلية وعودة الاسعار الى ذروتها السابقة 100 ريال.

 

ـ أسعار الروتي المدعوم

أحمد النقيب 42 عاما يعيل أربعة أطفال وزوجة ويعمل في مرفق حكومي براتب لا يتعدى ال40,000 ألف ريال اضافة الى عمله الإضافي في الفترة المسائية الذي يتحصل منه على عائد مقارب.

 

يعتبر النقيب المخابز المدعومة اجتماعيا حلاً مناسباً لمشكلته لجهة ارتفاع أسعار الروتي، يقول "رغم اننا نقف في طوابير طويلة الا انني كنت ادفع مابين 18,000 إلى 20,000 ريال شهريا على شراء الروتي في حين تقلصت الكلفة اليوم الى نحو 4000 ألف ريال كحد أقصى".

 

من 13 إلى 15 كيس دقيق هو الاجمالي اليومي الذي ينتجه المخبز الواحد، بمعدل 18,750 قرص روتي لكل مخبز، يستفيد منه قرابة 1875أسرة في المدينة، بمعدل 10 أقراص روتي لكل أسرة.

 

الناشط المجتمعي محمد عبدالله، يرى أن حل مشكلة ارتفاع أسعار الروتي لا يمكن أن تتم إلا بمعالجة جذورها، من خلال دعم مزارعي القمح في المناطق الزراعية، وتوفير مصادر ري تساهم في تحسين الوضع الزراعي وبالتالي شراء المنتج من قبل السلطة المحلية وتخزينه في الصوامع وتفعيل دور المطاحن الرسمية المتوفرة في المحافظة هذا يساعد في تحسين الاحوال المعيشية للمزارع المستهلك معا حسب محمد.

 

ـ تجارب خارجية

في مدينة الراعي في سوريا أبرم المجلس المحلي اتفاقاً مع منظمة شفق، للاستمرار في بيع ربطة الخبز بوزن 700 غرام بسعر ليرة تركية واحدة، خلال خمسة أيام في الأسبوع حيث وفرت المنظمة الطحين بنسبة 50 %، بينما تكفل المجلس المحلي بتأمين الكمية المتبقية للحفاظ على السعر.

 

وفي مدينة مارع السورية طبق المجلس المحلي هناك ذات الطريقة بعد  توقف دعم مادة الطحين من منظمة افاد مخفضا وزن الحزمة الى 600 جرام بسعر ليرة تركية واحدة.

 

- حلول خجولة

الى جانب الحلول المحلية المشار اليها في ساحل حضرموت عمل مكتب وزارة الصناعة والتجارة في المحافظة على تنفيذ حملات ميدانية على المخابز الخاصة للتأكد من الوزن الصحيح للروتي (50جرام) ومواصفاته الغذائية ومراقبة الأسعار في الأسواق المحلية.

 

الحملات استطاعت ضبط عمليات تلاعب في احجام الروتي وتفاوت سعره من خبز لآخر، إلا أن هذه الحملات نفذت لفترة وجيزة في الوقت الذي كانت الحاجة تتطلب برنامجا دوريا ميدانيا لضبط المخالفين، والحفاظ على قوت المواطن الأساسي في مدينة المكلا حسب مواطنين.

 

تم إنتاج هذه المادة بدعم من مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي