اكتشف فريق علمي دولي، أدلة على أن السلالة المقاومة للأدوية التي تسببت في أكبر وباء كوليرا في تاريخ اليمن، ظهرت في أواخر عام 2018 بعد الاستخدام واسع النطاق للأزيثروميسين ومضادات حيوية أخرى من نوع ماكرولايد.
ونشر العلماء نتائج الدراسة الحديثة بهذا الشأن في مجلة “نيتشر ميكروبيولوجي”، وتداولتها صحف دولية أمس الأحد، وأظهر التحليل أن السلالات “المحصنة” من ضمة الكوليرا لم يتم نقلها إلى اليمن من الخارج.
فقد ظهرت فيه خلال نهاية عام 2018 نتيجة الاتصال الطويل الأمد لأسلافها بالمضادات الحيوية من فئة ماكرولايد. وأدى ذلك إلى ظهور أنواع أقل عدوى من البكتيريا التي تحمل جينات مقاومة للمضادات الحيوية، وتنقل هذه “القوة العظمى” إلى السلالة المعدية “في سي أيتش 9 جي”، مما يجعلها محصنة ضد معظم الأدوية.
وتوصلت إلى هذا الاستنتاج مجموعة من العلماء من اليمن وأوروبا بقيادة البروفيسور نيكولاس طومسون من مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي بعد تحليل جينومات 260 عينة من العامل المسبب للكوليرا، وهو فيبريو كوليرا، وتم جمع العينات في عامي 2018 و2019، خلال بلوغ وباء الكوليرا ذروته في اليمن.
وبدأت سلالة “في سي أيتش 9 جي” في الانتشار بسرعة كبيرة في جميع أنحاء اليمن عام 2019 لتحل محل جميع سلالات ضمة الكوليرا الأخرى، مما أدى إلى تفشي مرض الكوليرا الموسمي الشديد بشكل غير عادي وطويل الأمد في صيف عام 2019. ويشير العلماء إلى أن هذا السيناريو لظهور الكوليرا “المحصنة” يسلط الضوء على الحاجة إلى المراقبة الجينية أثناء الأوبئة للسيطرة على ظهور مسببات الأمراض المقاومة للأدوية.
يذكر أن أكبر وباء للكوليرا في تاريخ البشرية المعاصرة بدأ في اليمن عام 2016، وأصبحت الأوضاع الصحية حادة خاصة بحلول عام 2019، عندما بدأت سلالات جديدة من ضمة الكوليرا المقاومة لعدد كبير من الأدوية والمطهرات تنتشر في جميع أنحاء البلاد.
الوفيات والإصابات وبحلول نوفمبر 2021 تجاوز عدد المصابين 2.5 مليون، وتوفي أكثر من 4 آلاف يمني بسبب المرض. ووفقا لأحدث بيانات منظمة الصحة العالمية، لا يزال تسجيل حالات الإصابة بالكوليرا في جميع أنحاء البلاد متواصلا، حيث أن حوالي ربع الحالات أطفال دون سن الخامسة. وأعلنت وزارة الصحة العامة والسكان في اليمن عن اكتشاف حالات جديدة للكوليرا في اليمن.
ومنذ آخر تحديث في 6 ديسمبر الماضي أُبْلِغَ عن اكتشاف 1173 حالة جديدة يشتبه في إصابتها بالإسهال المائي الحاد (الكوليرا) ووقوع 3 وفيات إضافية. واعتباراً من 13 ديسمبر أُبْلِغَ عما مجموعه التراكمي 14810 حالة مشتبه في إصابتها بالكوليرا، واشتملت على 92 وفاة مرتبطة بها في جميع المحافظات المتضررة، وذلك بمعدل إماتة للحالات قدره 1 في المئة. وقد ارتفع عدد الحالات المؤكد مختبرياً إصابتها (بضُمَّة الكوليرا) إلى 156 حالة.