يطلُّ علينا العاشر من سبتمبر يومًا للعلم في الجنوب؛ هذا اليوم الذي يعدُّ مناسبة وطنية وحضارية مهمة في تاريخ شعب الجنوب، حيث يتم الاحتفاء والتمجيد بالعلم والمعلم ودورهما في التنمية والتقدم.
لقد سادت في الجنوب نهضة علمية وثقافية وأكاديمية راقية، تم فيها إقامة وتشييد عشرات المؤسسات والمراكز العلمية والبحثية، كما تم افتتاح المئات من المدارس والمعاهد ودور التعليم، علاوة على تلك الجامعات الشاملة لكافة التخصصات.
لقد أنعم مناضلو الجنوب الأوائل بإرساء يوم العلم بتأسيس جامعة عدن في 10 سبتمبر 1975، والتي بعد إعلانها تم قيام المؤتمر التربوي الأول والذي فيه تم تغيير المناهج الدراسية لمختلف مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي لأول مرة إلى مناهج جنوبية راقية.
حيث شكل تأسيس جامعة عدن ومخرجات المؤتمر التربوي الأول منعطفا مهما وجديدا في العملية التعليمية الشاملة، وتوج هذا العمل الكبير بإعلان التحرر من الأمية عام 1984.
وحينها أعلنت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة تقريرها السنوي أن حال التعليم في الجنوب هو الأفضل في الجزيرة العربية.
وشكل اهتمام دولة الجنوب بالعلم والتعليم يوما خالدا، وجعلت 10 من سبتمبر من كل عام يوما للعلم وأسمته (يوم العلم) وفيه تحتفل الدولة مع أبناء شعبها بالمتفوقين والبارزين من الطلبة والمعلمين
والباحثين والمبدعين وتقوم بتكريمهم.
لكن ومنذ يوم 22 مايو 1990 يوم إعلان مشروع ما سمي الوحدة اليمنية، أصبح يعاني العلم والمعرفة والتحصيل المعرفي في الجنوب واقعا سيئا.
حيث تم إغلاق عشرات المراكز البحثية والدراسة وتم تغيير المناهج التعليمية في المدارس إلى مناهج التطرف، والمغالطات التاريخية في مسار الفكر والمعرفة والتاريخ لا سيما بعد العام 1994 الكارثي على شعب الجنوب.
حيث صودر التعليم المجاني العام ، وتم استهداف المعلم فكريا ومعيشيا ، وحرمان أبناء الجنوب من التعليم العالي في الجامعات الخارجية.
إن وضع التعليم قد تبدل وتغير بعد قيام مشروع الوحدة الفاشل الذي انتهى بحرب غاشمة على الجنوب عام 1994م التي أفضت إلى غزو الجنوب ودمرته، حيث مورس التجهيل الممنهج للطلاب والطالبات في عموم مدارس مديريات ومحافظات الجنوب.
لقد تعمد نظام صنعاء وحكومات دولة الغزو اليمني للجنوب عام 1994 من تهميش قطاع التربية والتعليم في كل محافظات الجنوب متسببة بإنهيار العملية التعليمية، بعد أن كان الجنوب محررا من الأمية منذ عقود.
إن سياسات تدمير النهضة التعليمية والثقافية ومنصات التعليم والمعرفة من قبل قوى الاحتلال اليمني لازال مستمرا في قطاعات الدولة والاقتصاد والتنمية والجيش والأمن والخدمات في الجنوب.
يا أبناء الجنوب إن الاحتلال اليمني وقواه المتآمرة تحاول النيل من الجنوب ومقدرات شعبه الثقافية والوجودية من خلال طمس هويته التاريخية والوطنية. وتعمل على إسقاط التعليم والمعرفة في عدن الحضارة والتاريخ.
وإننا اليوم نؤكد أن استعادة التعليم والنهضة والتنمية لم تكون إلا بتحقيق هدف شعب الجنوب في استعادة دولته بكل مؤسساتها وسيادتها على كامل تراب وطننا الجنوبي.
وبكل اعتزاز واقتدار نحيي رواد الفكر والتعليم والثقافة من أبناء الجنوب، ونحيي الأقلام التي أضاءت نور التعليم في أفئدة وعقول أبنائنا ، كما نرسل التحية لتلك القامات من المعلمين والمعلمات في مدارس ومعاهد وجامعات الجنوب.