عاشت محافظة المهرة عزلة تنموية غابت معها المشاريع الخدمية والتنموية وسط تدهور كبير في مجال التعليم والصحة والمياه والبيئة والطرقات، فضلا عن تهميش أبنائها وحرمانهم من فرص العمل والمشاركة السياسية في كافة مرافق الدولة.
ومع اندلاع الحرب اليمنية في أواخر العام 2014م ساعد بعد المهرة جغرافيا عن صنعاء على بقائها خارج الصراع وجنبها ويلات الحرب واثاره المدمرة وفتح الاعين عليها وأصبحت ملاذا امنا لكل الهاربين من نيران الحرب وجحيم الازمات.
بعد ثمان سنوات من الحرب تحولت المهرة من محافظة نائية تقبع في الأطراف الشرية للبلاد الى مركز حيوي للصراع السياسي والعسكري ودفعت كل اطراف الصراع كل اوراقها للعب على الأرض المهرية وليس ببعيد عن هذا المنوال زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي الى المهرة وهي الأولى منذ توليه رئاسة المجلس، وأثارت زيارته الكثير من الجدل ورى البعض الزيارة بانها خطوة صحيحة على طريق تصحيح الأوضاع العسكرية وانهاء سيطرة جماعة الاخوان على مؤسسات الدولة هناك وتشديد الرقابة على المنافذ البرية والبحرية ووقف تهريب الأسلحة والمواد الممنوعة، ويرى البعض الاخر ان الزيارة مجرد تركات شكلية ومحاولة لتسجيل حضور لا اكثر.
أبناء المحافظة يؤكدون جديتهم في المطالبة بتحريرهم من قبضة الاخوان وتمكين أبنائها من إدارة شؤونها الداخلية، وأشارت تقارير الى تغيرات ديمغرافية كبيرة تعيشها المحافظة نتيجة النزوح الكثيف من مختلف مناطق الصراع في اليمن ارتفع معها عدد السكان من 500الف نسمة الى قرابة 3مليون نسمة وهذا يمثل خطورة كبيرة على السكان المحليين.
تخادم حوثي اخواني: قال المحلل السياسي والعسكري- خالد النسي- ان التنظيمات الإرهابية في أبين وشبوة ووادي حضرموت حصل على الأسلحة من المهرة بدعم من جماعة الاخوان .
وتابع في حديثه لبرنامج "سرطان الأوطان" على قناة "الغد المشرق".. "القيادات الاخوانية في المهرة لا تبحث عن نظام ولا عن حقوق الناس هي فقط تتخادم مع الحوثي مثل ما تخادمت في وادي حضرموت، الحوثي يتواجد في اطار المنطقة العسكرية الأولى ويحصل على مال وينسق لجماعته في صنعاء لتحصل على الدعم".
وأضاف.. "جماعة الاخوان هم جماعة مثيله للحوثي يتوافقون وقد يختلفون في بعض المناطق، وكثير من الأسلحة التي يحصل عليها الإهابيين في أبين وشبوة والتفجيرات التي تحدث في المنطقة الوسطى تأتي من المهرة وبتنسيق مع الحوثي ".
مسار تهريب: وقال الصحفي- يعقوب السفياني "الملفات التي يجب ان تحتل الأولوية القصوى لدى مجلس القيادة الرئاسي والحكومة في المهرة هو الملف الأمني خاصة انها مسار امداد رئيسي للأسلحة التي تصل الى مليشيات الحوثي ومسار لتهريب المخدرات التي تغلق البلاد بالويلات".
وتابع .."الملف الأمني لن يتم تصحيحه ومعالجته مالم يتم تسليم الشؤون والمهام الأمنية بشكل كامل ومطلق الى أبناء المحافظة، وفي داخل المحافظة تنتشر العديد من الالوية من خارج المحافظة وانتشار الكثير من الجنود وأصحاب القرار الأمني من خارج المحافظة وليسوا من ابناءها لذلك يجب ان تكون الاولوية تمكين أبناء المحافظة من إدارة شؤونها الأمنية والعسكرية والاقتصادية والسياسية"