تواصل جماعة الحوثي ممارساتها العدوانية ضد ملايين اليمنيين، في تحد سافر للمساعي الأممية والدولية لإنهاء الحرب والتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة، وتفرض حصاراً على مدينة تعز منذ 3 آلاف يوم، في إطار ممارساتها الرافضة للسلام والاستقرار، والتي أدت إلى تدمير البنية التحتية والمنشآت العامة والخاصة، وإغلاق الطرق، وسفك دماء الأبرياء عبر القصف والقنص اليومي، وزراعة الألغام.
ونقلت صحيفة "الاتحاد" الإماراتية عن محلل سياسي يمني، قوله إن جماعة الحوثي لا تُعير الجهود الأممية والدولية الرامية لتحقيق السلام أي اهتمام، وقد كان أمراً متوقعاً أن يرفض الحوثيون جهود السلام لأن هناك نوعاً من «التدليل» للجماعة.
واضاف أن الحوثيين سيستمرون في تعنتهم وممارساتهم العدوانية، ويرفعون سقف مطالبهم غير المشروعة ما يشكل إصراراً على إجهاض الجهود الدولية لإنهاء الحرب والتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة اليمنية.
وترفض جماعة الحوثي تنفيذ اتفاق مع الأمم المتحدة على فتح الطرقات الرئيسة إلى تعز، مقابل منحها تسهيلات في ميناء الحديدة، وتشغيل رحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي، حيث استفادت الجماعة من بنود الاتفاق، ولم تنفِّذ أياً من التزاماتها.
وتصر المليشيات الحوثية على الممارسات العسكرية، وسياسات الحصار، وزرع الألغام، وحملات الاعتقالات، وإن كانت هذه الممارسات ليست غريبة عن الجماعة التي اعتادت على اتباع أسلوب المراوغة وعدم الالتزام بالمواثيق الدولية، وخرق الاتفاقيات الأممية.
وقال الدكتور فضل الربيعي للصحيفة الإماراتية إن جماعة الحوثي وجدت من أجل الحرب، وترى في الحرب بقاءها واستمرارها، وبالتالي لن تُوقف عدوانها، ولن تتوقف عن مهاجمة المناطق المحررة، وتحمل الجماعة أجندات تعمل على نشر الفوضى وعدم الاستقرار في اليمن، وإبقاء الأوضاع متوترة، وهناك من يدعمها في ذلك.
وتقدر تقارير رسمية وحقوقية عدد الألغام التي زرعتها جماعة الحوثي في مناطق شاسعة في اليمن بأكثر من مليوني لغم مختلفة الأشكال والأحجام، وقد تسببت بمقتل وإصابة آلاف المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء.
أما المحلل السياسي اليمني إبراهيم الجهمي فيحسم، من وجهة نظره، بأن جماعة الحوثي ليس لديها نية إطلاقاً في تحقيق السلام في اليمن، لأن السلام والاستقرار لا يصب في مصلحتها التي تنمو على أصوات المدافع والصواريخ والألغام، والأسلحة التي تأتي إليها بالتهريب
ونقلت الصحيفة عن الجهني قوله إن «عمليات تهريب الأسلحة للحوثيين لم تنقطع لحظة واحدة، وفي صبيحة كل يوم نعلم ونسمع عن كميات هائلة من الأسلحة التي تأتي إلى الجماعة، وكل ذلك يؤكد أن الحوثيين يتمسكون بخيار الحرب، ولا نية لديهم في الاستجابة للجهود الأممية والدولية لإحياء فرص السلام، على النحو الذي رأيناه في ممارساتهم التي أفشلت تمديد الهدنة الإنسانية رغم معاناة الملايين من أبناء الشعب اليمني.