أظهرت تقديرات المنظمة الدولية للهجرة أن عدد النازحين بسبب القتال في السودان، الذي اندلع قبل نحو ثلاثة أشهر، تجاوز ثلاثة ملايين، فيما تحتضن القاهرة اليوم قمة تضم «دول الجوار» لبحث سبل إنهاء الأزمة.
وجاء في البيانات أن أكثر من 2.4 مليون نزحوا داخلياً، وعبر أكثر من 730 ألفاً الحدود إلى بلدان مجاورة.
وفرّ معظم هؤلاء إما من العاصمة الخرطوم، حيث اندلع القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 15 أبريل الماضي، أو من دارفور حيث تصاعدت أعمال عنف عرقية. وتعرض المدنيون لجرائم نهب وحالات انقطاع للتيار الكهربائي ونقص الغذاء والماء وانهيار الخدمات الصحية. من جهته، أوضح مدير عمليات الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في السودان محمد الأمين لـ«الاتحاد» أن الاشتباكات المتواصلة أدت إلى انهيار البنية التحتية للخدمات الصحية والإمدادات والمعدات الطبية، والوصول إلى المستشفيات، مشيراً إلى ضرورة إعطاء الأولوية للمفاوضات من أجل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بأمان ومن دون معوقات. وقال الأمين إن «الاتحاد الدولي» يحاول دعم المتضررين في الخرطوم والولايات الأخرى من خلال تقديم خدمات الإسعافات الأولية والدعم النفسي ونقل الجرحى إلى المستشفيات، وتسجيل النازحين، وتوزيع المواد الغذائية والحياتية.
وأوضح الأمين أن متطوعي الهلال الأحمر السوداني أن الوصول إلى الخدمات الصحية أحد أكبر التحديات، فيما يواصل «الاتحاد الدولي» حشد المتطوعين من نفس المناطق المحلية والوحدات والأحياء المجاورة لتشغيل مرافق الخدمات الصحية.
وقال سكان، أمس، إنهم سمعوا أصوات تبادل القصف في أم درمان وبحري، اللتين تشكلان مع الخرطوم العاصمة الكبرى. ووردت أنباء عن اندلاع قتال في الأيام الماضية في ولاية جنوب كردفان، وفي ولاية النيل الأزرق بالقرب من الحدود مع إثيوبيا، وهو ما أدى إلى موجات نزوح من تلك المناطق أيضاً. وأدى القتال إلى تدمير مناطق واسعة في العاصمة وإلى موجات من الهجمات في دارفور.
وفر معظم أولئك الذين غادروا السودان شمالاً إلى مصر أو غرباً إلى تشاد، مع عبور أعداد كبيرة أيضاً إلى جنوب السودان وإثيوبيا.
ولم تحرز الجهود الدولية للتوسط في إنهاء الصراع تقدماً يُذكر، وشملت تلك الجهود محادثات قادتها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة في جدة، وجرى تأجيلها الشهر الماضي وكذلك اجتماع بقيادة إفريقية في أديس أبابا هذا الأسبوع.
وستعقد دول جوار السودان قمة في القاهرة اليوم الخميس. وأعلنت الرئاسة المصرية، يوم الأحد الماضي، استضافة مؤتمر قمة دول جوار السودان، لبحث سُبل إنهاء الصراع الحالي والتداعيات السلبية له على دول الجوار، ووضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة في السودان بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة.
وأوضحت أن ذلك يأتي في إطار الحرص على صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المُباشر للسودان، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني، وتجنيبه الآثار السلبية التي يتعرض لها، والحفاظ على الدولة السودانية ومُقدراتها، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة ككل.