الرئيسية > اخبار محلية > صحيفة دولية تكشف عن مساع إخوانية لتعميم تجربة “المجلس الحضرمي” في باقي محافظات الجنوب

صحيفة دولية تكشف عن مساع إخوانية لتعميم تجربة “المجلس الحضرمي” في باقي محافظات الجنوب

كشفت مصادر سياسية مطلعة عن وقوف جماعة الإخوان المسلمين في اليمن خلف إنشاء العديد من التحالفات والأطر القبلية والسياسية في جنوب اليمن، في محاولة لاستنساخ تجربة “مجلس حضرموت الوطني” وتحويل تلك المكونات إلى واجهات سياسية لمواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي.

وجرى الإعلان عن المجلس الوطني الحضرمي الشهر الماضي، بعد أسابيع من المشاورات التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض، ورغم أنه لا تعرف بعد طبيعة الدور الذي سيؤديه المجلس، لكن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي أشار خلال زيارة له إلى حضرموت بأن هناك قرارا بإنشاء إدارة ذاتية في المحافظة، وإذا نجحت التجربة فسيجري تعميمها في باقي المحافظات المحررة .

وأشارت المصادر في تصريحات لـ”العرب” إلى توجيه قيادة الإخوان إلى كافة قياداتهم في محافظات الجنوب بالوقوف مع المكونات التي يزمع الإعلان عنها تباعا في شبوة وأبين وعدن والمهرة والانضمام إليها ودعمها إعلاميا.

 

واتهم ما يطلق على نفسه “حلف أبناء وقبائل شبوة” السلطة المحلية في محافظة شبوة بمنع إقامة حفل لإعلان المكون، وقال في بيان صحفي الأحد، إنه يأسف “لمنع إقامة فعالية الإشهار التي كان من المقرر إقامتها في قاعة الفخامة بمدينة عتق”. وذكر البيان أنه “قرر نقل مكان الإشهار إلى مقر آخر سيعلن عنه لاحقاً”.

 

وعلى صعيد الوضع في حضرموت، تنذر التطورات المتسارعة في المحافظة، بموجة جديدة من التوتر السياسي والشعبي الذي تشهده كبرى محافظات اليمن منذ شهور، وهو التوتر الذي تصاعد بشكل ملحوظ في أعقاب الإعلان عن تشكيل “مجلس حضرموت الوطني” الذي ينظر إليه باعتباره مشروعا مناهضا للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى لتعزيز حضوره في المحافظة.

 

وفي هذا السياق أعلنت لجنة تنفيذ مخرجات لقاء حضرموت العام “حرو” بقيادة الشيخ حسن بن سعيد الجابري تنفيذ خطوات تصعيدية بدءا من الثلاثاء، في جميع مدن حضرموت “لانتزاع حقوق أبناء حضرموت واحتجاجا على فساد الحكومة والسلطة المحلية وتلاعبها بالإيرادات المالية للمحافظة وسط انهيار للخدمات العامة وخاصة خدمات الكهرباء والمياه والصحة وللمطالبة برفد الخزينة العامة لكل مديرية في حضرموت من إيرادات المحافظة وفوارق مادة الديزل للحد من انهيار الخدمات الذي تعاني منه جميع مديريات حضرموت”، بحسب ما جاء في بيان اللجنة.

 

ولوّح عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اجتماع الأحد مع قيادات عسكرية وأمنية جنوبية عبر الاتصال المرئي باتخاذ إجراءات لحماية “شعب الجنوب”، في إشارة إلى الاعتداء الذي تعرض له متظاهرون مناصرون للمجلس خلال إحياء يوم الأرض في مدينة سيئون في السابع من الشهر الجاري.

 

وشاركت في الاجتماع قيادة المنطقة العسكرية الرابعة، وقيادة القوات البرية، وقادة المحاور والألوية والوحدات العسكرية وقيادة الحزام الأمني، ومدراء الأمن وقادة الوحدات الأمنية.

 

ونقل الموقع الرسمي للمجلس الانتقالي عن الزبيدي قوله إن “حماية شعب الجنوب مسؤولية القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الجنوبية، والمقاومة الجنوبية، وأنها ستقوم بواجبها لحماية حضرموت من الإرهاب الذي يستهدفها في الوقت المناسب”.

 

وذكرت مواقع إعلامية يمنية الاثنين، أن قائد اللواء الأول حماية رئاسية في المكلا العميد سالم القرزي رفض دخول قوة شمالية جديدة أرسلها رئيس المجلس الرئاسي للانضمام إلى قوام كتيبة الحماية في القصر الجمهوري بالمكلا.

 

وتشير العديد من المعطيات إلى وجود بصمات واضحة لجماعة الإخوان في الدفع باتجاه تفجير الأوضاع في حضرموت، عبر الاختباء خلف مجلس حضرموت الوطني وبقية المكونات القبلية الحضرمية الأخرى، ومحاولة تحويل هذه الأطر السياسية والقبلية إلى واجهة لاستهداف المجلس الانتقالي والإيقاع بينه وبين التحالف العربي.

 

وإلى جانب تورط عناصر وقيادات الإخوان في حضرموت في محاولات استهداف الانتقالي والسعي لتحجيم دوره ونفوذه في المحافظة، شهدت حضرموت أنشطة علنية غير مسبقة لفرع التجمع اليمني للإصلاح في كافة مدن حضرموت، في محاولة لاستغلال الوضع القائم وتعزيز الحضور السياسي والإعلامي.

 

وقال الباحث والصحافي اليمني سعيد بكران في تصريحات لـ”العرب” إن القوة التي تضم قرابة 500 فرد تم إرسالها من مأرب إلى المكلا لاستلام حماية القصر الجمهوري بدلاً من قوات النخبة الحضرمية التي تؤمّن القصر منذ تحرير المكلا من تنظيم القاعدة.

 

واعتبر بكران أن مثل هذه الخطوة التي وصفها بالاستفزازية قد تسهم في زيادة توتير الأوضاع في محافظة حضرموت التي يطالب سكانها بإحلال قوات النخبة بدلاً من القوات الشمالية في سيئون في حين يتم تحريك قوات شمالية للمكلا.

 

وأضاف “أعتقد أننا أمام حالة مناكفة ورسائل متبادلة بين الانتقالي والعليمي، لكن الخطير أن المسار الذي يتحرك به رئيس المجلس الرئاسي للرد على الانتقالي يضرب الاستقرار في المكلا وينذر بعودة الفوضى ويشكل انتصاراً لتنظيم القاعدة الذي يتربص بحضرموت ويعتبر قوات النخبة عدوه الأول”.

 

وحول الدعوات إلى استئناف الاحتجاجات في حضرموت، تابع بكران “الانتقالي يمتلك قاعدة شعبية كبيرة وأي دعوة تصدر منه أو من المكونات الموالية له ستنجح في إيصال رسالتها”.

 

واعتبر الباحث السياسي أنور التميمي أن الحالة الشعبية الجمعية في حضرموت نشأت في خضم النضال الشعبي الجنوبي الرافض لنتائج حرب 1994، مشيرا إلى أن المحافظة كانت السباقة في تنظيم الاحتجاجات الشعبية، وهي رائدة في النضال السلمي على مستوى الجنوب.

 

واعتبر التميمي في تصريح لـ”العرب” أن “الدعوات الأخيرة إلى تنظيم تظاهرات احتجاجية جديدة في حضرموت من قبل أطراف ومكونات عديدة، تأتي منسجمة ومعبرة عن الرغبة الشعبية التي ترى أن اللحظة تتطلب رفع الصوت الرافض لأي ترتيبات لتزوير الإرادة الجمعية الحضرمية، عبر تخليق وصناعة مكونات هلامية وتسويقها على أنها ممثلة لحضرموت ومتحدثة نيابة عن الحضارمة”، لافتا إلى وجود تحركات عفوية شعبية في المدن والبلدات الحضرمية منذ حوالي أسبوعين ندد المشاركون فيها بمحاولات تزوير الإرادة الشعبية ومصادرتها.