قالت المنظمة الدولية للهجرة: إنها أوقفت بشكل مؤقت عملية تسجيل مزيد من المهاجرين الأفارقة الراغبين في العودة إلى ديارهم ضمن برنامج رحلات العودة الطوعية التي تسيرها بين الحين والآخر.
وأوضح تقرير صادر عن المنظمة أن الكثير من المهاجرين المتواجدين في اليمن يأتون بشكل يومي إلى نقاط الاستجابة في صنعاء ومأرب وعدن لطلب المساعدة في إعادتهم لوطنهم الأصلي. مضيفا إن فرق المنظمة سجلت خلال شهر يونيو الماضي آلاف المهاجرين ممن وصلوا اليمن خلال الفترة الماضية.
ولفت التقرير إلى أن المنظمة اضطرت بشكل مؤقت إلى إيقاف تسجيل مزيد من المهاجرين الراغبين بالعودة إلى وطنهم. موضحة أن سبب هذا الإيقاف المؤقت هو أن عدد المهاجرين الذين يطلبون المساعدة بالعودة تخطى الموارد المتاحة حالياً.
ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة فإن رحلات العودة الطوعية الإنسانية تمثل طريقا آمنا ووحيدا للمهاجرين العالقين في اليمن من أجل العودة إلى بلدانهم. موضحة منذ بداية العام 2023 وحتى الآن ساعدت المنظمة الدولية للهجرة 5,631 مهاجرا، بما في ذلك 5,572 مهاجرا من الجنسية الإثيوبية، في العودة إلى أوطانهم عبر رحلات العودة الطوعية الإنسانية، وهذه زيادة كبيرة عن السنوات الماضية.
وأشار تقرير المنظمة إلى أن أكثر من 77 ألف مهاجر إفريقي وصلوا إلى اليمن خلال النصف الأول من العام 2013. موضحا أن هذا الرقم يتعدى أعداد المهاجرين في العام الماضي ويقترب من أعداد المهاجرين في فترة ما قبل الجائحة (كورونا).
وأوضحت المنظمة أنه ومع تزايد أعداد المهاجرين، تتزايد أيضاً المخاطر التي تواجه الأفراد المتنقلين على طول "الممر الشرقي" المعروف بانتهاكات حقوق الإنسان بما في ذلك التعذيب والعنف والاتجار بالبشر.
ويأمل غالبية المهاجرين الذين يصلون إلى اليمن قادمين من القرن الإفريقي في الوصول إلى دول الخليج للحصول على العمل، ولكنهم لا يتوقعون الإساءات والتحديات الماثلة أمامهم. وبعد عبور البحر، عادة ما يقعون في قبضة تُجار البشر الذين يسيطرون على كل خطوة في رحلة المهاجرين بعد ذلك.
وأكد تقرير المنظمة أن ممارسات العنف والاستغلال والإساءة ضد المهاجرين منتشرة بشكل كبير، والجناة يتصرفون بحصانة تامة. موضحا أن حوالي 43,000 مهاجر عالقين في مختلف أنحاء البلاد وسط ظروف انعدام الأمن، وحملات الاعتقالات، والنقل القسري.
وأكدت المنظمة في تقريرها: "إذا لم يتم توفير المزيد من الدعم العاجل لاستجابة المنظمة الدولية للهجرة قد تتوقف برامج المنظمة مثل: رحلات العودة الطوعية الإنسانية وأشكال أخرى من المساعدات المُنقذة للحياة."
وقال ماثيو هابر، رئيس المنظمة الدولية للهجرة بالإنابة: "بالرغم من الإعداد المتزايدة للمهاجرين الذين يدخلون اليمن، وشدة الإساءات التي يتحملونها، يستمر الأفراد المتنقلون في الغياب عن الأعين بشكل كبير."
وأضاف المسؤول الأممي: "تعمل المنظمة الدولية للهجرة يداً بيد مع الشركاء والمانحين والسلطات لتخفف من معاناة المهاجرين العالقين، ولكن العدد المتزايد من المهاجرين المنكوبين يتطلب موارد أكبر لتقديم الاستجابة.