الرئيسية > اخبار محلية > آمال أممية ودولية بإطلاق مسار شامل للسلام رغم تعنت الحوثيين

آمال أممية ودولية بإطلاق مسار شامل للسلام رغم تعنت الحوثيين

في حين تأمل الدوائر الأممية والدولية بإطلاق مسار شامل للسلام في اليمن رغم تعنت الانقلابيين الحوثيين، التقى المبعوث الأميركي تيم ليندركينغ في الرياض، الأربعاء، القيادة اليمنية، بالتزامن مع تحذيرات للمبعوث الأممي هانس غروندبرغ أطلقها من لاهاي بخصوص هشاشة التهدئة اليمنية وتعاظم الحرب الاقتصادية. وذكرت المصادر الرسمية اليمنية أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي التقى مبعوث الولايات المتحدة الأميركية ليندركينغ للبحث في مستجدات الوضع اليمني، والجهود الرامية لإحياء مسار السلام في ظل تعنّت الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني. الوكالة الرسمية «سبأ» قالت إن العليمي اطلع من المبعوث الأميركي على نتائج اتصالاته مع القوى الإقليمية والدولية حول السبل الكفيلة بإطلاق عملية سياسية شاملة تضمن استعادة مؤسسات الدولة، وتمنع تكرار دوامات العنف، وتلبي تطلعات جميع اليمنيين في بناء المستقبل الآمن الذي يستحقونه. وبحسب الوكالة، أعرب العليمي عن تقديره للجهود الأميركية المنسقة مع السعودية، والمجتمع الدولي؛ من أجل تجديد الهدنة الإنسانية والبناء عليها في صناعة السلام العادل والشامل القائم على مرجعيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والقرارات الدولية ذات الصلة، وخصوصاً القرار 2216. وذكر الإعلام اليمني الرسمي أن اللقاء بين العليمي والمبعوث الأميركي ليندركينغ تطرق إلى الأزمة الإنسانية التي فاقمتها الهجمات الإرهابية الحوثية على المنشآت النفطية، وإجراءاتها الجماعة الأحادية ضد انتقال الأفراد والسلع الأساسية بما في ذلك الغاز المنزلي، وأنشطة القطاع المصرفي، إلى جانب التطرق إلى التدخلات الدولية الملحة لاحتواء تداعيات هذا التصعيد، وردع الميليشيات وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان.

ونسب الإعلام اليمني الرسمي إلى ليندركينغ أنه «أشاد بالتعاطي الرئاسي والحكومي الجاد مع جهود السلام، والإجراءات المستمرة لتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب اليمني، بما في ذلك تسهيل رحلات نقل الحجاج عبر مطار صنعاء الدولي».

التزام بخيار السلام في سياق اللقاءات اليمنية - الأميركية، ذكرت المصادر الرسمية أن عضو مجلس القيادة الرئاسي سلطان العرادة التقى في الرياض، المبعوث ليندركينغ، حيث أكد الأول التزام المجلس بخيار السلام الشامل والعادل والمستدام وفقاً للمرجعيات الأساسية، وفي مقدمها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216.

ونقل الإعلام اليمني عن العرادة قوله «إن المجلس الرئاسي والحكومة يعملان على تطوير آليات تخفيف المعاناة الإنسانية التي فاقمتها ميليشيات الحوثي الإرهابية بإجراءاتها التصعيدية التي تستهدف الاقتصاد الوطني». وإنه «ستتم مراجعة جميع الإجراءات المتصلة بميناء الحديدة ومطار صنعاء في حال استمرت الميليشيات في استغلالها لأغراض عسكرية بعيداً عن معاناة المواطنين». ومع إشادة عضو مجلس الحكم اليمني بالدعم الأميركي في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والجوانب الإنسانية وبتعزيز التعاون الأمني لمنع تهريب شحنات الأسلحة والمخدرات الإيرانية إلى اليمن، إلا أنه دعا إلى تقديم مزيد من الدعم للاقتصاد في بلاده بما يسهم في تخفيف حدة الأزمة الإنسانية التي سبّبها الحوثيون.

تحذير أممي من هشاشة التهدئة المبعوث الأممي هانس غروندبرغ - من جهته - أطلق خلال حضوره في لاهاي مؤتمراً بخصوص اليمن، تحذيرات من هشاشة التهدئة القائمة منذ أكثر من عام، إلى جانب تحذيره من تعاظم الحرب الاقتصادية بين الحكومة الشرعية والانقلابيين الحوثيين.

وقال غروندبرغ في كلمة في المؤتمر «رغم اتخاذ الأطراف عدداً من الخطوات الإيجابية، فقد اتخذت أيضاً للأسف خطوات إلى الوراء؛ إذ اشتدت الحرب الاقتصادية، واتخذ الطرفان تدابير تصعيدية وتدابير مضادة اقتصادية؛ ما زاد من وقع الضرر على اقتصاد اليمن الذي يعاني أصلاً من التحديات».

وأضاف المبعوث «وإن كنا نشهد خفضاً للتصعيد على الأرض، فقد شهدنا حوادث مزعزعة للاستقرار على جبهات عدة، وإن كانت على مستويات أقل مما كانت عليه قبل الهدنة. ومؤخراً، شهدنا زيادة في حدّة الخطاب بما يشمل تهديدات علنية بالتصعيد واسع المدى». وأكد أن تلك المستجدات «تمثل تذكِرَةً واضحة بهشاشة مكتسبات السنة الماضية ما لم يعززها التقدم في عملية سياسية تهدف إلى تحقيق سلام مستدام، جامع وعادل»، وفق تعبيره.

واعترف المبعوث أن «الطريق نحو السلام ستكون طويلة وصعبة»، وأوضح أن ذلك «يتطلب تطبيق منهج تدريجي نظراً لعمق غياب الثقة بين الأطراف».

وقال إن مكتبه «يواصل بدعم من الشركاء الدوليين ومن مجهودات الحوار الإقليمية التي تشارك فيها السعودية وعمان، الحوار مع جميع الأطراف لبلوغ اتفاق حول وقف لإطلاق النار مستدام في عموم اليمن، وكذلك للاتفاق على جملة من التدابير الاقتصادية وتدابير بناء الثقة لتحسين حياة الشعب اليمني واستئناف عملية سياسية يقودها اليمنيون».

وشدد على أن سنوات الحرب التسع، وما جرَّته من ويلات وآلام «تؤكد الحاجة إلى تقديم تنازلات ضرورية وصعبة لوضع نهاية للنزاع من خلال التفاوض»، داعياً الأطراف إلى ما وصفه بـ«التحول من عقلية الرغبة بانتصار الطرف الواحد، إلى تغليب مصلحة اليمنيين واليمنيات ككل، والتحلي بالشجاعة والإحساس بالمسؤولية».

وأوضح غروندبرغ أن جهوده منصبّة «على بدء عملية سياسية توفر منبراً لليمنيين واليمنيات للتفاوض واتخاذ القرارات لبلوغ حل شامل للنزاع يلبي الطموحات التي نادى بها الشعب اليمني منذ قرابة العقد من الزمن المتمثلة في سلام عادل وجامع».

وقال «لا يمكن تحقيق ذلك السلام إلا بإشراك مختلف أطياف المجتمع اليمني من جميع أطراف البلاد في العملية السياسية بمشاركة كاملة فعلية للنساء والشباب، حيث يتطلب السلام منح اليمنيين واليمنيات المساحة اللازمة للتصدي للأسباب والمظالم الجذرية للنزاع سعياً لإنهاء دوامة العنف».