اجرت صحيفة اضواء الوطن السعودية الصادرة من العاصمة الرياض حوار خاص مع عضو هيئة رئاسة الانتقالي الجنوبي الشيخ راجح باكريت محافظ محافظة المهرة سابقا” .
وتطرق هذا الحوار حول رؤيه مستقبل الجنوب مع الأشقاء في دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وموقف آبناء المهرة بعد التوقيع على الميثاق الوطني الجنوبي .
نص الحوار : س1- بعد الترحيب بك .. حدثنا عن محافظة المهرة وأهميتها الجيوسياسية في ظل المشهد الحالي ؟ محافظة المهرة تحدها من الشرق سلطنة عمان ومن الشمال المملكة العربية السعودية ومن الجنوب البحر العربي ، ولها أهمية كبيرة في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد، وأبناء المهرة لم يكن لهم أيّ دور في الانقلابات والصراعات السلطوية التي حدثت من بعد 1967م إلى الآن ، وهُمِّشت كثيراً رغم أنها كانت بوابة شرقية ومقصد للخائف ومسالمة .
س2-محافظة المهرة سابقًا لها خصوصية في العمل السياسي ، والآن لها نقلة نوعية في ذلك للحدث الذي شهدناه بعد التوقيع على الميثاق الوطني الجنوبي ماذا يُفسّر ذلك؟ التهميش والاقصاء الذي طالنا خلال الفترة الماضية لايمكن أن نقبله مجدداً ، ومن منطلق الأولويات شاركنا في الميثاق الوطني الجنوبي الذي نعتبره شراكة وطنية وننشد من خلاله إلى توافق بين مختلف الأطراف في المحافظات الجنوبية لأجل السلام وبناء دولة فدرالية تكفل حقوق الجميع وتكون نموذج يُحتذى به ، ونأمل المضي قدماً في تحقيق السلام والاستقرار والعيش الكريم للجميع.
س-3 ما هو موقف أبناء محافظة المهرة بعد التوقيع على الميثاق الوطني الجنوبي ؟ وعلى ماذا يعوّل الشيخ راجح باكريت في هذا الصدد ؟ في محافظة المهرة هناك أطراف معارضة بدعم إقليمي معروف لدى الجميع وبدون شك هي معارضة للاتفاق الذي حدث مؤخراً ، ولكن نحن نعول على المواطنين في المهرة الذين عانوا من هذه الأزمة ويسعوا معنا في انتزاع حقوقهم وتمكين الجميع دون استثناء من المشاركة في أي تسوية سياسية قادمة وهذا الهدف الذي نطمح إليه دون إقصاء أو تهميش لأي طرف . س-4 هل لديكم خطط مستقبلية لتمكين أبناء المهرة وإدارة محافظتهم بأنفسهم عسكرياً وإدارياً ؟ بدون شك وهذا نعتبره الهدف الأساسي الذي نسعى إليه في تمكين كوادرنا من إدارة شؤونهم في محافظتنا عسكرياً وأمنياً ومدنياً وهذا ليس مطلب راجح باكريت وحده بل مطلب جميع أبناء المهرة بمختلف فئاتهم وانتماءاتهم ، ونحن على ثقة أن أهلنا في المهرة أصبحوا أكثر وعياً وإدراك بالمتغيرات من حولهم ولديهم القدرة على إدارة شؤونهم بكل قوة واقتدار ، ونحن في إطار المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس عيدروس بن قاسم الزبيدي ندرك أهمية محافظة المهرة كبوابة الشرفية للجنوب وفي برنامجنا السياسي أن تنال محافظة المهرة كبقية محافظات الجنوب حقها في إطار المشروع للدولة الفيدرالية الجنوبية كإقليم يحكم نفسة ضمن إطار دولة الجنوب القادمة ، ونحن في هذا الصدد متفقين على أن تكون محافظة المهرة بإدارة مدنية من أبناءها وكذلك قواتها الخاصة من أبناءها الأمنية والعسكرية كبقية محافظات الجنوب.
س-5 بعد كونك أحد أعضاء هيئة الرئاسة بالمجلس الانتقالي الجنوبي ؛ ماهي نظرتكم أو رؤيتكم لمستقبل الجنوب مع الأشقاء في دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ؟ الأخوة الأشقاء في دول الخليج نعتبرهم “مننا وفينا” وتربطنا بهم روابط متينة شعباً وقيادة ولهم ذراع وباع في مساعدة الحكومات المتعاقبة في بلادنا وجهودهم مضنية ودورهم محوري دائما وأبداً ، ولاسيما أن المملكة العربية السعودية هي الحضن الدافئ ودورها لايخفى على أحد ، ومحل احترام وتقدير لنا بشكل خاص وأبناء المنطقة بشكل عام.
س-6 في حال أجمعت القوى السياسية في شمال اليمن على تكرار ما حدث في صيف عام 94م واجتياح الجنوب اين سيقف أبناء المهرة؟ موقف أبناء المهرة واضح جداً ولايخفى على أحد وعام ٩٤ قد عفى عليه الزمان ، ولابد أن القيادات السياسية المحلية منها والإقليمية والدولية هي على علم ودراية بما حدث في ٩٤ ونتائجة الوخيمة الظاهرة جلياً في هذه الفترة ولايمكن أن يتكرر ذلك السيناريو ، وإن افترضنا تكراره فأبناء المهرة يقدموا الأولويات دائما وأكيد بدون شك موقفهم جنوبياً ولايمكن أن تغرد المهرة خارج السرب الجنوبي مهما كان الثمن .
س-7 رأينا بعض المكونات السياسية التي تدعي أنها تمثل المهرة وخطابها السياسي نفس خطاب مليشيا الحوثي ؛هل بإمكانك أن توضح لنا عن حجم المكونات السياسية ومن الداعم لها ؟ لايخفى على أحد الدعم الذي تتلقاه هذه المكونات من الدول المعارضة للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ، وتلك المكونات تنفذ أهداف تلك الدول المعادية نكاية بالمشروع الوطني الذي يحمله المجلس الانتقالي الجنوبي على المستوى الداخلي المحلي ونكاية بالمشروع العربي لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وتقويض الجهود المبذولة في عملية السلام والاستقرار في عموم محافظات الجنوب التي لم تقبل وجود المليشيات الحوثية في أراضيها ، ولكن حجم تلك المكونات معروف وشعبيتها ضعيفة رغم الدعم الذي تتلقاه ونحن كابناء المهرة نختلف ولكن توافقنا قريب وجميع القيادات السياسية في المهرة محل احترام وتقدير ويمكن الجلوس معهم على طاولة حوار ونقدم المصلحة العامة ونتدارس مستقبلنا جميعا وهذا عشمنا جميعا.
س-8 ماهي أبعاد ودلالات ما رأيناه في الآونة الأخيرة من زيادة وتيرة التحريض الإعلامي عليكم الذي أزداد بعد انضمامكم إلى المجلس الانتقالي لتشويه السمعة والأكاذيب المفترية أثناء توليكم محافظًا للمهرة وقد كانت حينها البلاد في حالة طوارئ؟ التحريض الإعلامي ليس وليد اللحظة بل مستمر منذُ بداية تولينا زمام الأمور عام 2018م في محافظة المهرة , وذلك التحريض مدفوع الأجر وليس بغريب علينا ، وما يهمنا اليوم أكبر من ذلك التحريض وهو في نهاية المطاف مجرد فقاعات وخزعبلات لايمكن أن تؤثر علينا أو تثنينا عن أهدافنا الأساسية التي طالما سعينا لها لأجل مجتمعنا وانتزاع حقوقه المشروعة ومشاركته في محيطه وواقعه . س-9 كيف تنظرون إلى التركيز الإعلامي المعادي الموجه ضد قضية الجنوب والذي يتخذ من المهرة اسمها ويستهدف أبناء المهرة، وعزلها عن المشروع الجنوبي ؟ وهل هناك توجه عبر وزارة الخارجية اليمنية لتقديم شكاوي إلى السلطات التركية لإيقاف هذه القنوات التي تبث من اراضيها؟ التركيز الاعلامي المعادي في محافظة المهرة تحدثنا عنه سابقاً “مدفوع الأجر” ويسعى لإثبات نفوذ تلك الدول التي تقدم دعمها بهذا الشان ، وكافة أبناء المهرة يعرفون من هم إولئك الإعلاميين وتلك الوسائل التي لاتمت لهم بأي صلة ، ودور وزارة الخارجية ضعيف بهذا الخصوص ويعود سبب ذلك لعدم وجود توافق حقيقي بين المسؤولين في الحكومة نفسها، فهناك معارض وهناك مؤيد وهذا يعتبر مشكلة حقيقية لايمكن تجاهلها وبسببها لايمكن أن نجتاز الكثير من الصعوبات التي يعاني منها المواطنيين في محافظاتنا الجنوبية وحتى الشمالية ، ونأمل أن يكون هناك توجه موحد للقيادة السياسية في الحكومة والسعي لتحقيق السلام والاستقرار وإعطاء كل ذي حق حقه . س-10 تقييمكم لعلاقتكم مع السلطات المحلية بالمحافظات ، وماهي الصعوبات التي تواجهونها ؟
علاقتنا مع الجميع علاقة وطيدة ولا نختلف مع السلطات في المحافظات الجنوبية بشكل عام ومحافظتنا المهرة على وجه الخصوص ، ونحترم القيادات السياسية فيها وهم “مننا وفينا” ونحن وهم كالعينين في الجبين ، ونقدر جهودهم واجتهادهم في تثبت الأمن والاستقرار والسعي في توفير الخدمات رغم العوائق والصعوبات التي تواجههم .
س-11 ختامًا .. أوضحت وأوجزت للقراء الكثير ؛ونقول لسيادتكم : أثريت الحوار بالمفيد ووأضحت فيه الواجب عليك وعلى من له شأن في هذا الحوار ، بماذا تختم هذا الحوار ؟ نحن في محافظة المهرة شرقاً نحاول بكلما أوتينا من قوة أن نحافظ على المحافظة ونجعلها بعيداً عن الصراعات والاصطدام ، والمهرة اليوم ليست كالأمس فهي تعرف مالها وما عليها ولن نتهاون في انتزاع حقوقنا ونأمل من الجميع احترام إرادتنا وهويتنا وخصوصيتنا وسلميتنا وهدوئنا والنظر إلى محافظتنا بعين الاعتبار ” والسلام ختام ” .