تحدث نجل الرئيس الجنوبي الأسبق علي سالم البيض أن عن اللقاء التشاوري الذي دعا له المجلس الانتقالي الجنوبي في الآونة الأخيرة المزمع إقامته في العاصمة المؤقتة عدن.
وقال البيض في مقال له تحت عنوان (مايو مرة اخرى .. ومحطات جنوبية .. !) إن سياسة ضم الخصوم السياسيين التي يتبعها المجلس الانتقالي الجنوبي مؤخرًا هي استراتيجية جيدة للحالة الجنوبية الراهنة ، وظلت مطلوبة منذ وقت مبكرًا إذ نادى بها الكثير، وتجسدت بداياتها منذ إطلاق التصالح والتسامح وجاءت في إطار المصالحات ثم الحوار الجنوبي الجنوبي ومشروع تشكيل جبهة وطنية جنوبية واسعة".
وأردف البيض قائلًا:"ولكن لابد من الإشارة والتنبيه أن هذا التوجه الجديد باحتواء الجميع ولو كان يعد تحول جيد ومطلوب ، فهو يتطلب إدارة سياسية عالية ومتمكنة لهذه المرحلة الاستثنائية تستطيع الحفاظ على بيئة صالحة للحوار وخلق توازنات إيجابية تحتوي التباينات بشكل صحي وآليات تضمن استمرارية الوحدة السياسية لهذا الجسم السياسي والهيئة السياسية الرافعة لمشروع الجنوب وقضية شعبه".
وأضاف:"أن سياسة حصر الخصوم او مايسمى بسياسة الصندوق واحتواء التيارات والأطراف في بوتقة سياسية واحدة قد تتطلبه المرحلة لأهمية هذا المنعطف الجنوبي ولكنها عملية صعبة ومعقدة وتحمل مآلات ولها محاذيرها فهي سلاح ذو حدين".
وبين البيض أن"نجاح اللقاء التشاوري القادم بمخرجاته وتتويج نتائج الحوار الجنوبي وإنجاز شي من الهيكلة المتوازنة ستمثل المحك للقدرة السياسية للانتقالي ومدى صلابته وحضوره الجماهيري ليشكل هذا المشروع وكل المبادرات سالفة الذكر إضافة هامة للمجلس ويعزز موقعه بقوة في الداخل ويبعث برسالة قوية للخارج ليغير من الصورة النمطية التي أمعن النظام السابق في تكريسها بأساليب متعددة وتسويقها للإقليم والعالم والتي نجحوا إلى حدًا ما بتعميمها عن الحالة السياسية الجنوبية بفعل تشظي المكونات الوطنية والتيارات السياسية الجنوبية".
واختتم البيض بالقول:"الجنوب يتسع للجميع ولكنه يحتاج ان يكون الجميع بحجمه وتضحياته وبمستوى المسؤولية الوطنية والاجتماعية والسياسية في هذه الظروف الحساسة والمنعطف الخطير".