لا يستطيع الأربعيني مختار السلامي توصيف حالة الإنهاك التي يعاني منها نتيجة الجهد الشاق الذي يبذله في سبيل الحفاظ على تماسك أسرته من خلال إيجاد قنوات ومنافذ تمكّنه من الوصول إلى ما أمكن من السلع ومصادر الغذاء المتاحة.
يتحدث هذا المواطن اليمني، وهو موظف مدني في إحدى الدوائر الحكومية في صنعاء، عن أنه طرق أبواب الشركات والمؤسسات الخاصة لفترة طويلة بعد انقطاع راتبه كموظف في الخدمة المدنية، لكن دون جدوى، فما كان منه إلا التوجه للأعمال الحرة والتي يتنقل فيها من عمل لآخر ما بين الخياطة وأعمال البناء والمحال التجارية لتوفير ما يسد رمقه وأسرته المكونة من 6 أفراد، والتي تعتمد على الديون بنسبة كبيرة كغيرها من الأسر في اليمن لمواجهة متطلبات الحياة المعيشية.
هموم متراكمة نفس الأمر ينطبق على وضعية كثير من العمال والموظفين في عدن إذ يؤكد ناصر شايع، عامل في إحدى المؤسسات العامة، أن التضخم يلتهم بسهولة بحسب وصفه ما يحصل عليه من أجر زهيد لم يطرأ عليه أي تغيير منذ أكثر من تسع سنوات