حملة ضغط شرسة يقودها تنظيم الإخوان الإرهابي باليمن لإغلاق الكافيهات والمقاهي بزعم "الاختلاط"، على خطى مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا.
وترك إخوان اليمن حصار الحوثي المستمر منذ 9 أعوام على مدينة تعز التي تحتضن 5 ملايين نسمة، وعمدوا إلى شن حملة تحريضية لإغلاق الكافيهات والمقاهي المتنفسات الوحيدة للمدنيين لخنقهم ومضاعفة معاناتهم المريرة.
ونصب إخوان اليمن أنفسهم كأعداء للحياة وبمثابة حراس فضيلة على المرأة اليمنية عبر تحجيم وسائل بهجتها فيما يكرسون ثقافة الموت لدى الشباب بادعاء الحفاظ "على الهوية الإسلامية" وذلك على غرار مليشيات الحوثي التي منعت "الاختلاط" بصنعاء بزعم الحفاظ على "الهوية الإيمانية".
ويقود حملة الضغط لإغلاق الكافيهات في تعز داعية الإخوان المتطرف "عبدالله أحمد علي العديني" ومعه العشرات من أتباعه ممن شيدوا لهم منصات إعلامية في موقع التواصل الاجتماعي تستهدف الترويج لأفكارهم وشرورهم الهدامة.
أحدث الأكاذيب ففي أحدث أكاذيبهم، تداول نشطاء الإخوان والقيادي الإخواني العديني مقطع فيديو يظهر طفلة مريضة بالسرطان تغني في كافيه وفيديو آخر قديما لزوج يحتضن زوجته بعفوية أثناء زفافهما واعتبروه دليلا على الانحلال الأخلاقي وأن الكافيهات أصبحت وكرا للاختلاط وما يسمونه "الدعارة".
وتسببت حملة الضغط الإخوانية إلى إغلاق 2 كافيه على الأقل بتعز هما كافيه "دكه" و"هشش" فيما بات يواجه 10 كافيهات أخرى فتحت حديثا المصير ذاته بسبب حملات التحريض الممنهجة التي تستهدف إغلاق متنفسات الحياه، على حد تعبير مسؤول حكومي في المحافظة، فضل عدم ذكر اسمه.
وقال المسؤول لـ"العين الإخبارية" إن السلطات بتعز الموالية للإخوان أجرت تحريات واسعة بالمزاعم التي أطلقها ناشطون إخوان وداعية متشدد وقامت على إثره بإغلاق 2 كافيه لكنها عادت لفتحهما في مدينة تنتظر الكثير من المتنفسات والحدائق والمنتزهات في ظل الحصار الجائر عليها من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية.
وأشار إلى أن نشطاء الإخوان تناولوا فيديوهين بزعم قيام الكافيهات باستضافة فتيات للغناء والرقص لكن بعد التحقيقات تبين أن الفيديو الأول يعود "لفتاة قاصرة تبلغ من العمر 13 عاما تعاني من مرض السرطان ترتدي شعرا مستعارا، وقد صعدت تغني بطلب من والديها تشجيعاً لها".
أما الآخر وهو عبارة عن مقطع فيديو وصور فكانت "لحفلة عيد زواج لزوجين تمت في أواخر عام 2021" وقد أغلق الكافيه آنذاك والتزم بعدم تكرارها وليس كما يروج الإخوان أنها باتت وكرا لـ"الاختلاط" ونشر الفاحشة والرذيلة.
ما قاله المسؤول أكدته شرطة تعز، في بيان لها، ودعت المتضررين من هذه الحملات المغرضة وبكافة القضايا إلى "رفع دعاوى قضائية جراء ما لحق بهم من أضرار وتشويه".
وأكدت "التزامها بحماية وتشجيع الاستثمار والمستثمرين وحرصها على تطبيع الحياة في المحافظة والحفاظ على مظاهر الحرية والتعايش بما لا يخل بالأمن ولا يتعارض مع الضوابط القيمية والأخلاقية والذوق العام للمجتمع".
وأهاب البيان بـ"جميع الأخوة المواطنين والناشطين والمهتمين إلى مراعاة المصلحة العامة وإعلاء المصلحة وعدم استخدام القضايا الحساسة للمجتمع في المهاترات وتصفية الحسابات".
حملة ليست الأولى حملة الإخوان على الكافيهات والمتنفسات والحدائق والملاهي ليست هي الأولى ولن تكون الأخيرة وإنما سبقها تحريض ممنهج استهدف أفلاما ومسلسلات، وذلك على خطى مليشيات الحوثي، وفقا الناشط والإعلامي أدونيس الدخيني.
وقال الدخيني، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن رجل الدين المتطرف عبدالله العديني وأتباعه سبق أن قادوا حملة تحريض ضد فيلم عشرة أيام قبل الزفة عندما أُعلن عرضه في أحد الأعياد بمدينة تعز، فوجهت السلطات الإخوانية ذاتها إيقافه.
وأضاف: "لم تمض ساعات على قيادته حملة تحريض ممنهجة على الكافيهات في مدينة تعز، حتى نفذت السلطات الأمنية في المدينة حملة لإغلاق الكافيهات، هنا هي تتشابه مع مليشيات الحوثي، وتؤكد للجميع خطر وجود الجماعات الدينية بمختلف أنواعها".
وانتقد الناشط اليمني تدخل السلطات في تعز لتنفيذ ما سماه "رغبة المتطرفين" في إغلاق الكافيهات وكان من المفترض إبقاء القضية التي يحتدم حولها النقاش بين مؤيد ومعارض وهم غالبية السكان الرافضين إغلاق متنفساتهم.
وأكد أن مدينة تعز لم تتحرر من مليشيات الحوثي لتحل بدلاً عنها "سلطة" تسيرها قوانين لا آراء خطباء "المساجد أو المتطرفين" الإخوان، الذين يحملون عقلية مليشيات الحوثي الإرهابية في حجم المجتمع وكحراس فضيلة.
ودعا الدخيني رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي "للانتصار للأسر التي تذهب للتنزه، ومحاسبة من وجه ونفذ رغبات التطرف في المدينة