الرئيسية > اخبار محلية > اليمنيون في السودان.. هروب من الحرب إلى المعارك

اليمنيون في السودان.. هروب من الحرب إلى المعارك

بعد يوم عصيب عاشه بالخرطوم تحت أهوال القصف والاشتباكات، تنفس الطالب اليمني صهيب السامعي الصعداء بعد فراره لولاية الجزيرة وسط السودان.

 

وقال الشاب البالغ من العمر 29 عاما لـ"العين الإخبارية"، إن "الخرطوم تحولت إلى غابة موحشة بسبب الحرب الطاحنة التي تسببت بنزوح معظم السكان وإجلاء معظم الجاليات والأجانب".

 

وشارك السامعي مقاطع مصورة تظهر إفلاته ورفاقه من هجوم مميت أثناء تواجدهم على حافلة قديمة متهالكة في الطريق إلى ولاية الجزيرة بسبب وقوع قصف جوي أدى إلى صعود كتلة من الدخان الأسود للسماء.

 

وأعرب عن أسفه إثر مشاهد الدمار التي خلفتها المعارك في السودان بعد أن كانت موطنه الثاني بعد اليمن والتي تشهد هي الأخرى حربا طاحنة بين الحكومة المعترف بها دوليا من جهة والمتمردين الحوثيين من جهة أخرى.

 

وفيما ثمن الطالب اليمني الذي كان يدرس هندسة طيران سنة رابع في السودان ويسكن جنوب العاصمة، قرب مطار الخرطوم، مساهمات بعض اليمنيين في مدينة "ود مدني" والذي وفروا للطلاب مساكن إيوائية تتسع لألف طالب وطالبة، انتقد تباطؤ استجابة حكومة بلاده وعدم تدخلها في إجلاء رعايها رغم الاستغاثات المبكرة التي أطلقت.

 

وقال: "هناك طلاب ورعايا في الخرطوم يقدر عددهم بـ800 طالب ومغترب يمني لا نستطيع إخراجهم وهم بين الحياة والموت وتحت حصار الاشتباكات الطاحنة ولم تفعل حكومتنا أي شئ لإنقاذ حياتهم".

 

وهناك أكثر من 3 آلاف يمني بينهم 2000 شخص يسكنون في الخرطوم وحدها كانوا قد فروا من بلدهم إلى السودان إما للدراسة أو للعمل أو هربا من الحرب التي تضرب بلادهم قبل أن تفاجؤا باندلاع الصراع في موطنهم الثاني.

 

وبحسب وزارة الخارجية اليمنية فإنها حصرت أسماء 1350 يمنيا بينهم طلاب بعد تسجيلهم عبر رابط إلكتروني وفرته السفارة اليمنية في السودان لكن عشرات اليمنيين يشكون انقطاع الإنترنت وعدم قدرتهم على التواصل مع جهة حكومية.

 

أول إصابة الخارجية اليمنية بدورها سجلت حالة إصابة واحدة لمواطن يمني ناتجة عن تحطم زجاج نوافذ المبنى المتواجد فيه، فيما تحدثت تقارير إعلامية عن سقوط 6 ضحايا إثر قصف مدفعي استهدف منزلا ليمنيين في الخرطوم.

 

وأكدت السفارة اليمنية في الخرطوم نه منذ أول وهلة لبدء الاشتباكات بدأنا مباشرة في عمل التنبيهات والتواصل مع الطلاب وأبناء الجالية اليمنية وتحديد أماكن الاشتباكات.

 

وأضاف ملحق شؤون المغتربين في السفارة اليمنية في الخرطوم رئيس لجنة الطوارئ للإجلاء عبدالحق يعقوب في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أنه يتم "حصر الطلاب والأسر الموجودين في مناطق هذه الاشتباكات والبدء فورا في إخراجهم إلى أماكن أكثر أمنا وهكذا باستمرار طيلة أيام".

 

وأشار إلى أنه واجه صعوبات عديدة في بعض المناطق بسبب انقطاع الماء والكهرباء والإنترنت ما زاد الأمر سوءا، لافتا إلى أن "السلع الأساسية بدأت تنفذ في كثير من البقالات وزاد أسعارها أضعافا خيالية".

 

ليال عصيبة من جهته، قال رئيس اللجنة الرقابية في اتحاد طلاب اليمن في السودان عمر المخلافي إنه "بعد ليال عصيبة وجد الطلاب أنفسهم فجأة بين مطرقة القصف المتبادل والاشتباكات المتقطعة وسندان الحصار وانقطاع الكهرباء والماء وخدمات الإنترنت وخلو الأسواق من المؤون الغذائية وانعدام الخدمات الطبية وغياب الأمن العام".

 

وأضاف المخلافي في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أنه "حتى هذه اللحظة ما زالت عملية الإجلاء جارية لنقل الطلاب من الخرطوم إلى مدينة بورت سودان الساحلية تمهيداً لنقلهم بحرياً إلى مدينة جدة بمساعدة السعودية".

 

وأشار إلى أن عملية الإجلاء ما زالت تواجه صعوبات كبيرة فيما يتعلق بتوفير وسائل النقل اللازمة وتكاليفها المالية الباهظة وصعوبة الوصول إلى بعض الأحياء التي يقيم فيها بعض الطلبة اليمنيين.

 

ولا يزال السودان يشهد مواجهات متقطعة رغم الهدنة المعلنة مما يتطلب ضرورة التنسيق مع الجهات الفاعلة لتأمين عملية النقل إلى مدينة بورت سودان.

 

وحث الطالب اليمني المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية إلى "سرعة توفير الدعم اللازم والتنسيق الكافي لاستكمال عملية الإجلاء قبل أن تشتد المواجهات مرة أخرى ما سوف يترتب على ذلك استحالة استئناف الإجلاء من الخرطوم".

 

ويعاني عشرات الطلبة الذين تمكنوا من الوصول إلى مدينة بورتسودان، قبل ثلاثة أيام، من صعوبات كبيرة تتعلق بتوفير المساكن الجاهزة والخدمات الأساسية وتزيد وطأة المعاناة على كاهل عشرات الأسر هناك بوجود الأطفال والنساء في ظروف أقل ما يمكن وصفها بالصعبة للغاية.

 

ووفقا للمخلافي فإن ذلك ينذر بالمزيد من التعقيدات نتيجة وصول أعداد أخرى قادمة من الخرطوم إلى هناك، نتيجة تأخر عملية الإجلاء البحري إلى مدينة جدة.

 

وأطلق "المخلافي مناشدة عاجلة للحكومة اليمنية بسرعة استكمال التنسيق مع الجهات السعودية لبدأ عملية الإجلاء الفوري للطلبة الذين وصلوا إلى بورتسودان لإتاحة المجال لنقل بقية اليمنيين في الخرطوم إليها لتجنب تراكم أعداد كبيرة هناك".

 

وكانت لجنة الطوارئ اليمنية في السودان قالت إنه تم إجلاء الدفعة الأولى من اليمنيين العالقين جراء الحرب في السودان وأن الرحلة غادرت من ميناء بورتسودان إلى مدينة جدة، ضمن بواخر السعودية لعمليات الإجلاء.