أشاد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، أمس، بسخاء الإمارات في دعم اليمن، خلال مؤتمر الاستجابة الإنسانية 2023، الذي عقد مؤخراً في جنيف، مثمناً دعم الدولة الذي يعزز الاقتصاد اليمني ومشاريع البنية التحتية وجهود الإغاثة الإنسانية.
وقال الوزير اليمني: «الشكر والعرفان للدول الشقيقة والصديقة التي أسهمت بسخاء في دعم اليمن، من خلال مؤتمر الاستجابة الإنسانية 2023 المنعقد بجنيف مؤخراً، وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، التي قدمت دعماً أخوياً نبيلاً لاستقرار الاقتصاد ومشاريع التنمية والبني التحتية وجهود الإغاثة الإنسانية».
وأعلنت الإمارات، الأسبوع الفائت، دعم مشاريع التعافي وإعادة التأهيل في اليمن بـ325 مليون دولار أميركي، وذلك استمراراً لنهج الدولة في دعم الشعب اليمني، مشيرةً إلى أن هذا الدعم سيستهدف قطاعات الرعاية الصحية والطاقة المتجددة والزراعة، بما في ذلك مشروع بناء سد لأغراض الري. وأكدت الإمارات، أنه يجب أن يكون 2023 هو العام الذي يتحقق فيه السلام في اليمن، ودعم كافة الجهود الدولية لوضع نهاية للصراع وتلبية التطلعات المشروعة للشعب اليمني وتحقيق السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة، خاصة تلك الجهود التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، هانس جروندبيرج والسعودية والوساطة من سلطنة عُمان.
من جهته، أشاد عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، بدعم الإمارات، في المجالات السياسية والخدمية، مؤكداً أن الدولة وقفت إلى جانب الشعب اليمنى في تنمية المحافظات المحررة.
وجددت الإمارات التزامها بدعم الشعب اليمني، حيث قدمت، منذ عام 2015، مساعدات إجمالية بقيمة 6.6 مليار دولار أميركي إلى اليمن، ووديعة بقيمة 300 مليون دولار أميركي لدعم عملتها الوطنية.
وفي هذه الأثناء، أكد خبراء ومحللون سياسيون أن دعم الإمارات، الذي يستهدف قطاعات الطاقة المتجددة والزراعة، بما في ذلك مشروع بناء سد لأغراض الري، دفعة قوية للقطاع الزراعي وللأمن الغذائي والمائي بصورة عامة في اليمن، ويبرز آثار الأيادي البيضاء للإمارات التي لم تتخل يوماً عن الشعب اليمني.
وقال الأكاديمي والباحث السياسي اليمني فارس البيل إن اليمن اشتهر ببناء السدود، منذ ممالك سبأ وحمير، وكانت هذه الإنشاءات المتقدمة تمثل حلاً حضارياً وعنصراً أساسا في رخاء وازدهار الحضارة، حتى صارت مضرب المثل في الزراعة والمنتجات لذلك سمي باليمن السعيد.
ولفت إلى أن اليمن بلد شحيح المطر، وجغرافيته الصعبة تستنفد الماء الجوفي، إضافة لاستنزافات غير مبررة للمياه الجوفية، وتعتبر الزراعة النشاط الأوسع والأهم لقطاع كبير من السكان، وهناك مئات السدود على رأسها سد مأرب.
وأضاف البيل لـ«الاتحاد»، أن دعم الإمارات لبناء سد لأغراض الري يأتي تأكيداً على الاستراتيجية الإماراتية المستمرة في خدمة الإنسان اليمني، وتيسير سبل الإنتاج والتنمية لديه عبر أهم مصدر للإنتاج وهو الماء.
وأكد البيل أن الإمارات كانت الداعم الأول لعودة سد مأرب التاريخي في ثمانينات القرن الماضي، وها هي الإمارات تسير على ذات النهج وتدشن هذا المشروع الاستراتيجي المهم، الذي يفيد آلاف الأسر اليمنية، عوضاً عن الأثر البالغ في توسع الأراضي الزراعية في الوادي الخصب ومضاعفة منتوجاتها، وسيمتد أثر السد على الاقتصاد وعلى كل اليمنيين.
وأكد الخبير الاستراتيجي اليمني ياسر أبوعمار لـ«الاتحاد» أن الإمارات لم تتخل أبداً عن اليمنيين في كل المحن، إضافة لأياديها البيضاء في أزمة جائحة كورونا، ودعم بناء سد لأغراض الري، يهدف لتحقيق الأمن والاستقرار وإنعاش الاقتصاد، علاوة على أن الإمارات تواجه الإرهاب في اليمن بالتنمية وهو فكر استراتيجي لتوطيد السلام وتحقيق الاستفادة القصوى للشعب اليمني.