تتواصل الخطوات الرامية للبدء بتنفيذ مشروع سد حسان في محافظة أبين، جنوب اليمن، الممول من دولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن حزمة مشاريع هامة واستراتيجية تهدف إلى خلق الأمن والاستقرار وإنعاش الاقتصاد اليمني.
المشروع الذي يبلغ تكلفة المرحلة الأولى لتنفيذه حوالي 78 مليون دولار، جرى تسليمه بشكل رسمي إلى الشركة الكندية المنفذة (O.M) من قبل شركة (SH) للاستشارات الهندسية. حيث سيسهم إنجاز السد في خزن (19.5) مليون متر مكعب من المياه وتوزيعها على قنوات الري التي ستغذي نحو 10 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية في دلتا أبين.
تدشين العمل وتسليمه للشركة المنفذة تم بحضور كل من: محافظ أبين اللواء أبو بكر حسين سالم والمهندس أحمد محمد الزامكي وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية لقطاع الري القائم بأعمال مشروع سد حسان.
وأشاد كل من: محافظ أبين ووكيل وزارة الزراعة بالدعم الذي قدمه الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة عبر صندوق أبوظبي للتنمية، والذي يسهم في دفع عجلة التنمية في جميع القطاعات ومنها قطاع الزراعة.
ويقع سد حسان في إطار مديرية خنفر بمحافظة أبين، يأتي تمويله عبر صندوق أبوظبي للتنمية، وهو أحد المشاريع التي تهدف إلى تأمين مصادر مستدامة للمياه وإنعاش قطاع الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي والمائي على حد سواء.
وفي موقع المشروع استمع المحافظ ووكيل الزراعة والوفد المرافق لهما إلى شرح مفصل عن طبيعة التجهيزات والتي تسبق البدء في تنفيذ المشروع، والتي تتضمن نقل المعدات الثقيلة وتحديد الأعمال الإنشائية الأولية للمشروع، حيث تستمر فترة التجهيزات نحو ثلاثة أشهر، ستعقبها خطوات أخرى، وفق المهندسين العاملين في الموقع.
المشروع سيتم تنفيذه في إجمالي مساحة ثلاثة كيلومترات لخمسة سدود بعمق وارتفاع عشرين ونصف متر، لكي يتسع للكمية الكبيرة من مياه الأمطار التي كانت تهدر على مدى سنوات طويلة ولا يتم الاستفادة منها. كما سيتم إنشاء حاجز ترابي بطول اثنين ونصف كيلو متر وأعمال أخرى في المرحلة الأولى التي سوف تستمر نحو 3 سنوات للانتهاء منها.
وفي تصريح له أكد محافظ أبين اللواء أبوبكر حسين سالم، على أهمية المشروع في حجز مياه السيول في وادي حسان والاستفادة منها في رأي الأراضي الزراعية بعد أن حرمت من الري لسنوات طويلة. مشيرا إلى أن الأراضي المستفيدة من المشروع هي أراض زراعية ممتازة وتنتج أجود أنواع المحاصيل الزراعية.
ولفت المحافظ إلى ضرورة إنشاء حواجز لتهدئة وحجز الترسبات الترابية لإعادة الأراضي التي جُرفت جراء السيول إلى طبيعتها. مشيداً بجهود وكيل وزارة الزراعة والري ومدير عام الشركة المنفذة التي بذلوها من أجل البدء في تنفيذ الأعمال الخاصة بالمشروع في وقتها المحدد.
كما شدد المحافظ على ضرورة أن يتم تنفيذ الأعمال بدقة متناهية وبمواصفات عالية لضمان ديمومة المشروع الذي يعد من أكبر السدود في المحافظات الجنوبية، كونه يهدف إلى التحكم بالفيضانات وتنظيم الري للأراضي المستفيدة وتعزيز المخزون المائي المغذي لعدة محافظات مجاورة.
من جانبه أشار المهندس أحمد محمد الزامكي وكيل وزارة الزراعة لقطاع الري القائم بأعمال مدير مشروع سد حسان "لنيوزيمن"، بأن مشروع سد حسان بمحافظة أبين الذي يقع على بُعد 77 كيلو مترا من العاصمة عدن، ويمثل أحد روافد دلتا أبين من الجهة الشرقية.
وأضاف: يروي السد نحول 10 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية ويستفيد منه حوالي 13 ألف مستفيد من المزارعين من أبناء أبين. مشيدا بالجهود التي بذلتها وزارة الزراعة والري والثروة السمكية، ممثلة باللواء سالم عبدالله السقطري وحرصه واهتمامه بالمشروع ومتابعته المستمرة وتسهيل جميع التحديات لتنفيذه.
الجدير ذكره أن المشروع تم اعتماده بشكل رسمي من قبل صندوق أبوظبي للتنمية منذ العام 2008م وتم التعاقد مع شركة صينية حينها لتنفيذه إلا أنها لم تتمكن من تنفيذه لأسباب مختلفة، منها ضُعف إمكانيات الشركة الصينية وأيضا الظروف الأمنية التي مرت بها أبين واليمن.
توقف العمل في المشروع بشكل نهائي في العام 2014م بسبب الحرب الحوثية، وعام 2022م قامت وزارة الزراعة والري بالتواصل ومتابعة الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة لاستئناف تنفيذه وفقًا لرؤية جديدة.
