لا يقتصر تعاون إخوان اليمن مع مليشيات الحوثي على الجانب الإعلامي وإنما يصل لتهريب الأسلحة والمواد المتفجرة والمخدرات للانقلابيين.
وقالت مصادر أمنية يمنية لـ"العين الإخبارية"، إن شبكة من الضباط والقيادات الإخوانية برعاية قادة لواءين عسكريين يعملون في تهريب الأسلحة والممنوعات لمليشيات الحوثي، وذلك انطلاقا من مسرح عمليات واسع النطاق بين محافظتي تعز ولحج إلى الجهة الجنوبية من البلاد.
وتضم الشبكة، وفقا للمصادر، 3 ضباط وقياديين إخوانيين يقومون بتسهيل وعقد صفقات للتهريب متعدد الأوجه قادمة من البحر إلى مناطق سيطرة مليشيات الحوثي، المدعومة إيرانيا، في الجهة الشرقية الجنوبية من محافظة تعز وتحديدا مديريات "حيفان" و"دمنة خدير" الخاضعة للمتمردين.
وطبقا للمصادر فإن ضابط الاستخبارات الإخواني العقيد شعيب الأديمي والذي يشغل منصب ركن استخبارات اللواء الرابع مشاة جبلي هو من يقود شبكة التهريب والتي تضم شقيقه "محرم الأديمي"، وهو ضابط آخر في لواء النقل إلى جانب ضابط يدعى "قيس المنيخي" في إدارة أمن الشمايتين، فضلا عن قيادي إخواني رابع يدعى "صهيب المخلافي".
واتهمت المصادر ما يُسمى مدير مديرية الشمايتين الإخواني عبدالعزيز الشيباني بـ"غض الطرف" عن حركة واسعة لتهريب السلاح والمخدرات إلى مناطق مليشيات الحوثي مقابل أموال ضخمة يتم تربحها، فضلا عن السكوت عن جرائم تعذيب في السجون والسيطرة بالجملة على ممتلكات المدنيين اليمنيين.
من هو الأديمي؟ المصادر الأمنية اليمنية أكدت أن مسؤول الاستخبارات العسكرية في اللواء الرابع مشاة جبلي المدعو الأديمي هو كبير القادة في الشبكة ومتورط بشكل وثيق في جرائم الاختطافات والتعذيب للمعتقلين الأبرياء.
وأشارت المصادر إلى أن الأديمي يتولى عمليات السطو بقوة السلاح على العقارات والأراضي لا سيما في التربة ومحيطها.
ولفتت إلى أن الأديمي "شعيب" وشقيقه "محرم" استحدثا سجنا في مبنى إدارة مديرية الشمايتين وتحت أنظار مدير المديرية المدعو "الشيباني"، قبل أن يتم نقل المعتقل إلى بلدة "العفا" والمجمع الحكومي في مدينة التربة. ويوصف الأديمي بأنه صندوق الإخوان الأسود وأحد أخطر قيادات التنظيم التي تشتغل من خلف الستار في تعز، وترتبط بالقيادي الإخواني حمود سعيد المخلافي، فضلا عن امتلاكه شبكة أخرى من القتلة والمأجورين العاملين في ترويع البسطاء ونهب أملاكهم.
خطوط التهريب المصادر قالت لـ"العين الإخبارية"، إن شبكة تهريب الأسلحة تدير خطا بريا نشطا يمتد من المضاربة ورأس العارة والصبيحة وصولا إلى مديرتي الشمايتين والمقاطرة وحتى مناطق مليشيات الحوثي في "دمنة خدير" و"حيفان" جنوبي تعز.
وبحسب المصادر فإن شبكة التهريب للحوثيين تمارس نشاطها تحت أنظار قائدي لواء النقل الإخواني العميد أمجد خالد واللواء الرابع مشاة جبلي الإخواني البارز العميد أبوبكر الجبولي، مستغلين مسارح العمليات المتداخل والمشترك في مديريتي الشمايتين والمقاطرة وطور الباحة بين لحج وتعز. وتصل مساحة مديرية المقاطرة إلى نحو 476 كيلومترا مربعا، فيما تقدر مساحة مديرية الشمايتين بـ918 كيلومترا مربعا والمديريتان ذات حدود مشتركة مع مناطق خاضعة لمليشيات الحوثي. وأشارت المصادر إلى أنه "يتم رعاية تهريب الكثير من الأصناف التي تعتمد عليها مليشيات الحوثي منها أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة وذخيرة، فضلا عن مواد تدخل في تصنيع المتفجرات والألغام ومواد مختلفة، بالإضافة إلى الأشياء الربحية التي تستخدمها مليشيات الحوثي في تعزيز مواردها". ووفقا للمصادر فإن شحنات التهريب الحوثية، تأتي عبر خط بحري معروف من الصومال لخليج عدن ثم برا عبر مناطق الصبيحة وصولا إلى مناطق مليشيات الحوثي الإرهابية في الجهة الجنوبية الشرقية من محافظة تعز.
أحدث الشحنات وفي أحدث عمليات ضبط الشحنات المارة من ذات مسار التهريب، ضبطت القوات الجنوبية الأحد الماضي شحنة كبيرة تضم أسلحة نوع "كلاشنيكوف" كانت في طريقها إلى المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني.
وجرى ضبط الشحنة من قبل حاجز تفتيش أمني تابع للواء الرابع حزم في القوات الجنوبية، وذلك في بلدة "البيضاء" بمديرية طور الباحة على حدود "حيفان" الخاضعة للحوثيين، وكانت قادمة عبر خط تهريب من "الصبيحة" شمالي لحج إلى مناطق المليشيات، وفقا لبيان القوات الجنوبية. وفي عملية ثانية، ضبط رجال القبائل في بلدة "معبق" مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي شحنة على متن صهريج مياه كانت في طريقها إلى الحوثيين عن طريق قائد اللواء الرابع مشاة جبلي فيما يسمى محور طور الباحة غير الخاضع لوزارة الدفاع اليمنية، بحسب مصدر أمني لـ"العين الإخبارية".
المصدر أكد أن الشحنة التي كانت تحوي قذائف دبابات ومدفعية كانت قادمة من التربة معقل قائد لواء النقل أمجد خالد ومتجهة صوب المقاطرة -طور الباحة- القبيطة- وصولا إلى الراهدة في دمنة خدير الخاضع للحوثي.
وأشار إلى أن الشحنة المضبوطة تدخلت فيها قيادات عسكرية كبيرة، بينهم قائد اللواء الرابع مشاة جبلي أبوبكر الجبولي بزعم أنها تتبع "جبهات تعز" قبل أن يتم تشكيل لجنة للتحقيق في الحادثة. ولم يتسن لـ"العين الإخبارية" الحصول على نسخة من محاضر التحقيقات.
وكانت قوات اللواء 35 مدرع بالجيش اليمني ضبطت نحو 5 شحنات أسلحة ومواد متفجرة تابعة لمليشيات الحوثي عبر خطوط تهريب تصل إلى مديرية "دمنة خدير" الخاضعة للحوثيين، وذلك عام 2019 قبل أن يغتال الإخوان قائد اللواء أواخر العام ذاته العميد ركن عدنان الحمادي، ويتم تقاسم مسرح عملياته وتتحول المنطقة برمتها لمسرح تهريب مفتوح للانقلابيين.