كثف تنظيم القاعدة هجماته الإرهابية عبر العبوات الناسفة والألغام في مديريتي مودية والمحفد في محافظة أبين مؤخراً، وكان آخرها التفجير الإرهابي الذي استهدف قائد الكتيبة الثانية في اللواء السادس دعم وإسناد العميد عبدالرحمن المعكر، الأربعاء، ما أدى إلى استشهاده واثنين من مرافقيه.
يواصل التنظيم رزع العبوات بصورة شبه يومية واستهداف كافة القوات حتى تلك التي لم تشارك في الحملة كالعمالقة فقد تعرضت أطقمها وهي في طريقها إلى شبوة ومارب لمواجهة الحوثي للاستهدافات في مودية والمحفد في محاولات من التنظيم لتسجيل حضوره وعدم الاعتراف بالهزائم في أبين.
الحملة العسكرية للقوات الجنوبية أفقدت القاعدة أهم معسكراته في الجنوب عامة. ولجوء التنظيم للعبوات الناسفة التي سقط مدنيون على إثرها مرات بسبب عشوائية زراعتها يؤكد أن الجماعات الإرهابية لم تعد قادرة على الهجوم أو حتى صد الهجمات بل هي في أنفاسها الأخيرة.
لكن تكرار العمليات الإرهابية واستشهاد الكثير من منتسبي القوات هناك بالإضافة إلى سقوط قادة في المعركة جعل الشارع الجنوبي يستاءل كيف يستطيع التنظيم زراعة العبوات وسط انتشار القوات وفي مناطق تم تطهيرها؟
مصدر في القوات الجنوبية بمحافظة أبين أكد أن المنطقة ما بين مديريتي مودية والمحفد واسعة وشديدة الوعورة، تتكون من جبال ووديان وترتبط بمديرية جيشان التي تتواجد مليشيات الحوثي حولها.
المصدر، الذي فضل عدم ذكره اسمه كونه غير مخول بالتصريح، أكد أن القوات رصدت طرقا وعرة تستغلها عناصر القاعدة تأتي عبر مديرية جيشان تقوم العناصر بزراعتها على الطرق الرئيس لاستهداف القوات الجنوبية المارة في الطريق العام.
وأكد المصدر أن القوات تمكنت من تأمين الكثير من الطرق وكذا القبض ومنع وصول أعداد من العناصر التي تحاول زرع العبوات، لكنه أشار إلى أن المشكلة لن تنتهي سوى بتطهير مديرية جيشان وتأمين كافة المناطق التي تقع بالقرب من الجبهات مع المليشيات الحوثية.
وفي لودر أفادت مصادر أمنية باتخاذ تنظيم القاعدة أوكارا له في مناطق جبلية تقع بالقرب من مناطق سيطرة مليشيات الحوثي، وهو ما سهل له الحصول على الأسلحة ومواد التفجيرات.
وأشارت المصادر إلى وجود مجاميع مسلحة على صلة بتنظيم القاعدة يقودها القيادي في التنظيم عبدالله علي علوي، الملقب بالزرقاوي، في جبال ثرة والسيلة البيضاء المحاذية لمناطق سيطرة جماعة الحوثي.
والقيادي الزرقاوي هو نجل القيادي في تنظيم القاعدة وأحد أبرز مشايخ التنظيم في ريف لودر "علي علوي" الذي قتل في 2014 برصاص أحد أقاربه اثر خلاف حول وجود عناصر أجنبية جاء بها علوي إلى قريته شمال لودر.
وكان نيوزيمن قد تحصل على مصادر تؤكد إتمام صفقة قادها الزرقاوي للإفراج عن عدد من مسلحي التنظيم من سجون مليشيات الحوثي في صفقة وصفها مراقبون بمحاولة بث الروح للتنظيم في أبين بعد الضربات الموجعة التي تلقاها على أيدي القوات الجنوبية.
وفي السياق، أكد مصدر في حزام مديرية لودر مشاركة الزرقاوي ومسلحيه في هجوم استهدف مقر الحزام الأمني بالمديرية مطلع هذا الشهر، وتمكن المسلحون الارهابيون من إطلاق سراح عدد من عناصر القاعدة كانوا في سجن القوات بالمديرية.
وأوضح المصدر أن جماعة الزرقاوي تسعى إلى تكثيف عملياتها ضد القوات الجنوبية في قطاع لودر والمنطقة الوسطى لتشتيت القوات التي تحقق نجاحات كبيرة في مودية والمحفد.
وأكد حصول العناصر الإرهابية على أسلحة وعبوات ناسفة وألغام من جماعة الحوثي قد تستخدها في قادم الأيام ضد القوات الجنوبية.
وأشار المصدر إلى وصول تعزيزات للقوات الجنوبية في مديرية لودر لإفشال أي مخططات إرهابية تستهدف المدينة والمنطقة الوسطى.