سلط تقرير لمؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات الضوء على الجهود السياسية والعسكرية والأمنية ومكافحة الإرهاب التي بذلها المجلس الانتقالي الجنوبي بدعم من دول التحالف العربي منذ بداية شهر يناير 2022م – نهاية شهر ديسمبر 2022م.
وتناول المطلب الأول الجهود السياسية والدبلوماسية وفي المطلب الثاني تناول الجهود العسكرية في مواجهة المليشيات الحوثية الإرهابية ووفي المطلب الثالث: تناول الجهود في مكافحة التنظيمات الإرهابية الدولية في اليمن، للعام 2022م حتى نهايته ويتناول هذا التقرير عدد من النتائج والتوصيات.
أولا: الملف السياسي والدبلوماسي
لقد شهد الجنوب متغيرات وتحولات عديدة خلال العام المنصرم 2022م، حيث كانت هذا العام مليء بالأحداث المهمة في المشهد الجنوبي، ومن أبرز هذه الأحداث على المستوى السياسي، تمكين الجنوب سياسياً بقيادة المجلس الانتقالي وصعوده الى الواجهات نداً وموازيا لبقية الاطراف السياسية على مستوى الازمة اليمنية.
لقد ظهرت حنكة وقدرة المجلس الانتقالي في تحركاته ومفاوضاته السياسية في إطار مناقشات داخلية مع بقية الاطراف السياسية المحلية، ولقاء قيادته مع أطراف دولية عديدة، وتمكنه في صناعة الخارطة السياسية، وتمتين علاقته بالتحالف العربي.
إن انخراط المجلس الانتقالي في الحالة التوافقية لاسيما مشاورات الرياض التي تعكس بشكل واضح مدى وصوله للنضج السياسي ومعرفة المخاطر والالاعيب السياسية والحيل التي يتبعها اعداء الجنوب وهم كثر تمثلت بمليشيا حزب الاصلاح الإخواني الإرهابي وجماعة أنصار الله الحوثية وتحالفاتها مع التنظيمات الإرهابية والمتطرفة من القاعدة وداعش الذي تقود حربها المشبوهة ضد الجنوب، وبفضل السياسيات الحكيمة التي يتبعها المجلس الانتقالي الجنوبي مثلت حائط صد قويا في إطار حماية الجنوب من خطر استهدافه، واغلقت الباب أمام محاولة الإدعاء التي تمارسها بعض الاطراف السياسية ضد الجنوب.
كما أنه لم يعد هناك أدنى شك بأن الجنوب يمضي نحو البدء بتصحيح البيت الجنوبي الجنوبي وازالة آثار ورسوب الماضي، واصبح يفكر بعقلية اليوم التي تتماشى مع التطورات السياسية الدولية، وعلى مدى خمس سنوات من العمل السياسي المواكب لمرحلة الصمود أستطاع المجلس الانتقالي الجنوبي تحقيق قفزة نوعية سياسياً ودبلوماسيا داخليا وخارجيا، والفضل الأكبر يعود للرئيس الزبيدي الذي أشرف بنفسه على هذا البناء التنظيمي السليم، وإعادة هيكلة هيئات المجلس الانتقالي، وهو ما اكدته مخرجات الدورة الخامسة للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي.
ثمة عوامل داخلية وتحولات خارجية أجبرت الاشقاء في مجلس التعاون الخليجي تكثيف الجهود لأطلاق مشاورات الرياض والخروج بنتائج أفضت الى تشكيل مجلس قيادة رئاسي يمارس صلاحية رئيس الدولة ونائبه ويعمل على قيادة البلد خلال فترة انتقالية لم تحدد بعد، ومثلت هذه العملية السياسية خارطة طريق نحو السلام، وانخراط الجنوب في الحالة التوافقية التي تعكس بشكل واضح حرص القيادة السياسية ممثلاً بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي على إحلال السلام الدائم والمستدام الذي يضمن للجنوب تحقيق مشروعة الحضاري في استعادة دولته الجنوبية.
الأهم من ذلك هو أن المجلس الانتقالي الجنوبي وخلال فترة وجيزة أستطاع أن يحقق نجاحات ومكاسب على الواقع السياسي ، وهو مالم يتوقعه خصومه بعد أن راهنوا على فشله مبكراً وازاحته من المشهد، مستغلياً في ذلك القرار السياسي الذي منحهم القوة المفرطة في التعامل مع مطالب وحقوق الشعب الجنوبي الصابر والصامد في وجه الطغيان.
الحوار الوطني الجنوبي وفيما يخص ترميم البيت الجنوبي وتعزيز التصالح والتسامح والمشاركة في، صناعة القرار السياسي الجنوبي الثوري. لقد أطلق الرئيس الزبيدي دعوة الحوار الوطني الجنوبي، من خلال اروقة المجلس الانتقالي الجنوبي، وفتح آفاق الحوار الوطني الشامل لاستلهام الدروس والعبر من الماضي، وهذه الدعوة النابعة من حرص الرئيس الزبيدي تأتي لأهمية الحوار كقيمة وطنية في هذه المرحلة التي ستعمل على تعزيز اللحمة والجبهة الوطنية وتقوية النسيج الاجتماعي الجنوبي، يشارك فيه كافة القوى الوطنية الجنوبية في الداخل والخارج المؤمنة بحق الحوار والهدف الجنوبي، حيث يأتي الحوار الوطني كقيمة وطنية وانسانية وحضارية وسياسية واجتماعية وثقافية، وغدا اليوم ضرورة حتمية لنبذ الخلاف وردم الهوه ومعالجة أسباب التشظي في الماضي والحاضر، لذا يجب على الجميع المشاركة الفاعلة والتعاطي مع هذه الدعوة بإيجابية، لنكون شركاء في تحمل المسئولية ومواجهة التحديات الماثلة امام شعب الجنوب وحماية مكتسباته الوطنية وصولا لتحقيق هدفه الأسمى المتمثل باستعادة دولته الجنوبية كامل السيادة.
ثانيا : المجال العسكري ومواجهة المليشيات الحوثية
إن نجاح الجيش الجنوبي واحرازه الانتصارات تلو الانتصارات العسكرية لاسيما في جبهات القتال الحدودية وكذلك تحرير مديريات شبوة من مليشيات الحوثي في مثل هذا اليوم انطلقت اعصار الجنوب وكان الانتصار على أرض الميدان هو الانجاز الاعظم بالإضافة لإعادة البناء في القوات المسلحة والأمن، وتلك الجهود المضنية التي فرغ الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي نفسه لها واشرف عليها لتؤتي أكلها بكفاءة واقتدار، واستطاع الرئيس الزبيدي أن يجعل من حرب عام 2022م محطة جديدة للبناء وتصويب المسار على كل المستويات، وبعد إعادة بناء القوات المسلحة الجنوبية، تم تحديد أولوية المعركة.
حرص الرئيس القائد الزُبيدي على تحسين الأوضاع المعيشية للمواطن في الجنوب ووضع سلسلة من المطالب التي تستهدف جميعها تحسين الأوضاع المعيشية، وذلك بعد أن تعرض الجنوب لحرب الخدمات منذ فترة زمنية طويلة عملت على استنزاف ثرواته وضرب مؤسساته واستقراره المعيشي، حيث واجهة القيادة السياسية ممثلة بالرئيس الزُبيدي هذه التحديات الاقتصادية نظراً لأهميتها وحيويتها والدفع نحو تحقيق الاستقرار الذي ينشده الجنوبيون، وظهرت التحركات الأخيرة التي نفذها الرئيس الزبيدي خارجياً ولقائه بالوفود الدبلوماسية للدول الخمس وممثلين عن دول دائمة العضوية.
وهناك الكثير من الخطوات التنموية والمتمثلة في تقديم دعم مشروع سد حسان في، محافظة ابين بدعم من دولة الامارات الشقيقة وكذلك اعتماد مشروع الطاقة النظيفة للعاصمة عدن المقدمة من دولة الامارات العربية المتحدة.
ثالثا: الملف الأمني ومكافحة الإرهاب
لقد أصبح الملف الأمني ومكافحة الإرهاب من أهم الملفات التي اختطتها القيادة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي الإرهاب؛ بكون الإرهاب أصبح ظاهرة إجرامية دولية تهدد العلاقات الطبيعية بين الدول وتمثل تهديدًا مباشرًا للنظام العالمي وساهم التطور العلمي والتقني الذي صاحب المجتمع الدولي في العصر الحديث في تسهيل الاتصال والتواصل بين الشعوب ووضع وسائطها المتعددة في متناول الجميع مما أفاد المجرمون وخبثاء النفوس في تنفيذ مخططاتهم الاجرامية في مختلف بقاع الأرض وأصبحت الجريمة غير محصورة بدولة معينة بل صارت تهدد الجميع مما دعا الى محاربة تلك الظاهرة بكل السبل.
عقب الانتصارات العسكرية ضد المليشيات الحوثية وجه الرئيس في شهر اغسطس 2022 دفة المعركة الامنية ضد التنظيمات الارهابية في ابين وكان عملية سهام الشرق هي الانتصار الاكبر والانجاز العظيم الذي طهر ابين من ادراس العصابات الاجرامية ولم يقف الحد هنا بل تم اعلان سهام الجنوب وتطهير شبوة واعادتها الى احضان شعب الجنوب وهذا لا، يقل أهمية من الانتصار الاول.. كل تلك الانجازات الامنية العظيمة.
تضييق الخناق على تحركات قيادات التنظيمات الإرهابية بعد الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية في مديريات بيحان ضد المليشيات الحوثية وجه القائد عيدروس الزبيدي بتامين محافظة شبوه من تنقلات تلك العصابات الاجرامية وتوقيع التخادم الحوثي الاخواني من خلال تتبع التحركات السياسية والعسكرية لتك القوى التي طرأت على الساحة الجنوبية بشكل خاص واليمنية بشكل عام ورصد حركة تلك التنظيمات الإرهابية وتضييق الخناق عليها لكنها بادرت في اعمالها الإرهابية حيث نفذت عدد من العمليات الإرهابية في عدن ولحج والضالع وشبوة وابين.