من غياب الخدمات التي تقدمها الجهات الإغاثية، وعدم الالتفات إلى معاناتهم المضاعفة، وفي حين تنعدم وسائل التدفئة، ولا تكفي الخيام والملابس للوقاية من البرد والأمراض والمضاعفات الصحية التي يتسبب بها، يضطر النازحون إلى المغامرة بإشعال الحطب وسط خيامهم للحصول على الدفء، ما يعرضها لخطر الحريق.
وقضى حريق منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي على مخيم الجشة في مدينة الخوخة على الساحل الغربي اليمني، متسببا في خسائر مادية كبيرة ألقت بما يزيد على ألف أسرة إلى العراء مجددا، حيث يعد هذا المخيم أكبر مخيم في محافظة الحديدة، ونزحت إليه مئات العائلات من مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية.
المطالبة ببرامج استدامة وفسر مصدر في إحدى هيئات الأمم المتحدة العاملة في صنعاء نقص المساعدات الإغاثية المقدمة إلى النازحين في فصل الشتاء، بانشغال الموظفين الأمميين بالإعداد لإجازة عيد الميلاد ورأس السنة، وعدم الاكتراث بالمهام الإنسانية التي نشأت لأجلها هذه الهيئات، أو بمعاناة النازحين واللاجئين والمحتاجين للمساعدات في مختلف مناطق العالم. المصدر الذي طلب التحفظ على بياناته نظراً لحساسية وظيفته ومهامه؛ أشار إلى أنه بات ملاحظاً مع قدوم شتاء كل عام انخفاض المساعدات الإغاثية حول العالم، وتراجع التمويل وقلة الأنشطة والبرامج، وأن هذا كله يترافق مع شبهات في تحويل الكثير من مبالغ التمويل إلى مكافآت وتغطية نفقات سفر وتنقل الموظفين الأمميين.
ونبه إلى أنه دائماً ما يتم التحجج بأن نقص الأنشطة والتمويل يرجع إلى إغلاق الحسابات وتصفية العهد والجرد السنوي، وهي جميعاً أمور لا يمكن أن تكون مبرراً لترك النازحين يقاسون الظروف الصعبة دون مساعدات كافية، حيث يمكن استمرار أعمال الإغاثة دون تأثير على الجرد السنوي، «فهذه هيئات إنسانية وليست شركات تجارية» كما قال. ويطالب البذيجي، من جهته، المنظمات العاملة في دعم الاحتياجات الإنسانية والحكومة بتقديم مزيد من الدعم للنازحين الذين يتراوح عددهم داخل المناطق المحررة، نحو 2 مليون و800 ألف نازح، ويتوزعون في عدد من المحافظات أهمها مأرب والحديدة وعدن وتعز، مشدداً على أهمية تقديم الدعم خلال هذه الفترة التي تشهد موجات برد شديدة.
ودعا رئيس «تحالف رصد» إلى تقييم الخدمات الإغاثية والإنسانية في اليمن بشكل عام، تقييما حقيقيا وشفافا من قبل المنظومة الأممية والحكومة ، لتحسين وتوفير المبالغ الكبيرة التي تهدر بسبب الفساد وعدم إشراك الجانب الحكومي في التخطيط للاحتياجات الإنسانية، وكذا شبكات تقديم المواد الإغاثية.
وأبدى أسفه من تآكل معظم الدعم والمعونات بسبب الفساد وتعدد شبكات تقديم الخدمات ورواتب موظفيها المرتفعة والتأمين الذي يغطي موظفي المنظمات الدولية.
وختم البذيجي حديثه بالدعوة إلى التفكير في تقديم مشاريع منتجة للنازحين، وتحويل النازح من متلقي للإغاثة؛ إلى منتج وفاعل.