توقعت مصادر سياسية مطلعة أن تعود التوترات في وادي حضرموت بين المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات المنطقة العسكرية الأولى الإرهابية المحسوبة على حزب الإصلاح الإخواني إلى واجهة الأحداث، في أعقاب التصريحات المفاجئة وغير المسبوقة التي أصدرها رئيس أركان المنطقة العسكرية الأولى يحيى أبوعوجاء، والتي هاجم فيها الانتقالي وتوعد بالرد على أي استفزازات من قبل المجلس، في خطوة قد تعني إنهاء العمل باتفاق الرياض والعودة إلى مربع تحرير حضرموت من قبضة اخوان اليمن.
ويطالب الانتقالي الجنوبي هذه القوات بمغادرة مواقع انتشارها في وادي حضرموت لتحل محلها قوات عسكرية تابعة للنخبة الحضرمية المتحالفة مع المجلس.
وتوقعت مصادر أن يردّ الانتقالي الجنوبي في الأيام القليلة القادمة بمواقف سياسية وإعلامية وربما بدعوة جديدة إلى الاحتشاد الشعبي في مدينة سيئون التي تتمركز فيها قيادة قوات المنطقة العسكرية الأولى، في ظل عدم استبعاد حدوث أي احتكاكات عسكرية أو أمنية بين الطرفين.
واعتبرت مصادر مطلعة أن تصريحات رئيس أركان المنطقة العسكرية الأولى بوادي حضرموت يحيى أبوعوجاء تمثل تطورا خطيرا في مسار التصعيد المحتمل في حضرموت بين حزب الإصلاح الارهابي والمجلس الانتقالي، حيث جاءت التصريحات كأول موقف علني من قيادة المنطقة العسكرية الأولى مطالبة المجلس الانتقالي بخروج القوات الشمالية المحسوبة على الإصلاح من وادي حضرموت. واستبعدت المصادر أن تكون تصريحات أبوعوجاء عملا تلقائيا بالنظر إلى طبيعة التفاعلات التي يمكن أن تحدثها، مرجحة أن تكون في سياق تحولات مرتقبة وضوءًا أخضرَ قد يكون المدعو العسكري حصل عليه، في ظل مؤشرات متزايدة تفيد بوجود تأثيرات قطرية وعمانية قد تكون دخلت على خط الصراع حول محافظة حضرموت في أعقاب خسارة التيار الإخواني المدعوم من الدولتين سيطرته على محافظة شبوة الإستراتيجية.
ولفتت المصادر إلى أن توعّد رئيس أركان المنطقة العسكرية الأولى المجلس الانتقالي بالرد بقوة على أي تحركات مؤشر على استكمال الترتيبات السياسية والعسكرية لخوض أي مواجهة قادمة مع الانتقالي.
وقالت إن ربط أبوعوجاء خروج قوات المنطقة العسكرية الأولى من حضرموت بصدور قرار في هذا الشأن من مجلس القيادة الرئاسي، يشير إلى حصوله على تطمينات من داخل المجلس بأن مثل هذا القرار لن يصدر، وخصوصا مع رفض ثلاثة من أعضاء المجلس -وهم سلطان العرادة وعبدالله العليمي وطارق صالح- نقْل تلك القوات من حضرموت وإعادة انتشارها على خطوط التماس مع الحوثيين كما يطالب المجلس الانتقالي.
وحذر مراقبون من احتمال لجوء المنطقة العسكرية الأولى عقب هذه التصريحات إلى تنفيذ عملية عسكرية استباقية ضد المجلس لتأمين مناطق سيطرتها في وادي حضرموت.
واعتبر الصحافي والباحث السياسي ياسر اليافعي أن تصريحات أبوعوجاء جاءت بالتزامن مع التصعيد الشعبي في مناطق وادي حضرموت الداعي إلى انسحاب المنطقة العسكرية الأولى بموجب اتفاق الرياض وتسليم مديريات الوادي والصحراء إلى قوات النخبة الحضرمية.
وتعالت مؤخرا أصوات أبناء حضرموت المطالبة بخروج هذه القوات من الوادي كون وجودها مرتبطا بمصالح جماعة الإخوان التي تعمل على تواصل سيطرتها على هذه المناطق الهامة لتحقيق مكاسب سياسية في أي عملية تفاوض قادمة. وأشار اليافعي في تصريح ” إلى أن ظهور أبوعوجاء على قناة “بلقيس” التابعة للإخوان يأتي في ظل إدراكه للتحركات القادمة التي ينوي أبناء حضرموت القيام بها للسيطرة على مناطقهم، وشعوره باقتراب معركة الحسم مع هذه القوات سواء كانت سياسية من خلال صدور قرارات من مجلس القيادة الرئاسي أو عسكرية على الأرض حيث أعلن الانتقالي في حضرموت عن اقتراب ساعة الصفر لانطلاق معركة تحرير الوادي.
وأضاف “ظهر أبوعوجاء متناقضاً خلال حديثة فهو تحدث عن توحيد الصف لمواجهة الحوثي بينما قواته منذ 2015 لم تشارك بمعركة واحدة ضد الحوثي وظلت رابضة في منابع النفط بوادي حضرموت، وهي تتهم بتهريب السلاح والوقود للحوثي”.
وتوقع اليافعي “أن تشهد مناطق وادي حضرموت انتفاضة قادمة ضد هذه القوات لإجبارها على الرحيل، ولأبناء حضرموت الحق في تأمين وإدارة محافظتهم أسوة بباقي المحافظات، والمكان الحقيقي لقوات المنطقة العسكرية الأولى هو مناطق التماس مع الحوثي في مأرب والجوف كونها قوات تمتلك سلاحا ثقيلا لم يتأثر بالحرب منذ انطلاقها ولديها قوة بشرية كبيرة قادرة على تغيير المعادلة