الرئيسية > اخبار محلية > خسارة معسكر عويمران.. ضربة كبيرة للقاعدة على يد القوات الجنوبية

خسارة معسكر عويمران.. ضربة كبيرة للقاعدة على يد القوات الجنوبية

     تلقى تنظيم القاعدة ضربة كبيرة بخسارته أحد أبرز معاقله الرئيسة جنوبي البلاد، بعد اقتحامه والسيطرة عليه من قبل القوات الجنوبية المشتركة، أمس الأحد؛ ما يفاقم حالة الانكسار التي يعيشها التنظيم منذ أعوام.  

 

وأعلنت القوات المسلحة الجنوبية، السيطرة الكلية على معسكر التنظيم بوادي ”عويمران“ شمال شرق مديرية مودية، بمحافظة أبين، في إطار عملية عسكرية انطلقت الشهر الماضي. ويقول المتحدث العسكري للقوات المسلحة الجنوبية المقدم محمد النقيب، إن معسكر القاعدة في وادي ”عويمران“، يعد ”أكبر معسكرات التنظيم، وهو في موقعه الجغرافي عبارة عن امتداد واسع، تتداخل فيه عوامل تضاريسية عدة، كالهضاب والسهول وأودية متفرعة وسلاسل جبلية، أهلته لأن يكون موضع اختيار العناصر الإرهابية“.  

ويشير النقيب في حديثه لـ“إرم نيوز“، إلى أن هذا الموقع ”يربط مسرح تحركات التنظيم وعناصره بطرق آمنة، بين محافظات أبين جنوبا، والبيضاء الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثيين والتي تعتبر معقلا رئيسا للعناصر الإرهابية، إلى جانب محافظة شبوة“.  

 

ويضيف أن موقع المعسكر ”كان أيضا يربط تحركات عناصر التنظيم من المحافظات المذكورة إلى حيث يتوفر الإيواء والمناخ الآمن والتموين والتسليح بمحافظة مأرب ووادي حضرموت“.  

 

وعلى مدى الأعوام الماضية، ظل تنظيم القاعدة في اليمن، يستخدم معسكر ”عويمران“ شرقي أبين، كموقع تجمع لإيواء عناصره وتدريبهم وتفويجهم، فضلا عن استخدامه كسجن لإخفاء المختطفين، بحسب المتحدث العسكري للقوات المسلحة الجنوبية.  

 

وقال النقيب، إن ”القوات الجنوبية عثرت على كميات من المتفجرات إلى جانب العثور على مخزن للمواد الغذائية وخيام وثكنات وغرف متفرقة على المرتفعات الجبلية المحيطة بالمعسكر وفي مدخل الوادي، كغرف أمنية لتأمين المعسكر“.  

 

ضربة فعلية ويقول الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة سعيد الجمحي، إن ”تنظيم القاعدة ظل محتفظا بموقعه الإستراتيجي في وادي عويمران منذ أكثر من عقدين من الزمن، باعتباره من المعاقل القديمة الآمنة التي تصعب فيها الملاحقات العسكرية بسبب تضاريس المنطقة“.  

 

ويعتقد الجمحي، في حديث خاص لـ“إرم نيوز“، أن ”معسكر عويمران في مديرية مودية، ليس معسكرا حقيقيا بالدلالة الاصطلاحية العسكرية، بل هو عبارة عن منطقة تجمع في واد لبؤر وعناصر وعائلات متفرقة، في مناطق جبلية وعرة، دون سور أو حدود تجمعها، وسط سلاسل جبلية، لم يسبق أن وصلت إليها أي قوات عسكرية أو أمنية، باستثناء الغارات الجوية الأمريكية“.  

 

واعتبر أن خسارة القاعدة لهذا الموقع تشكل ”ضربة فعلية تأتي في وقت يشهد فيه التنظيم تراجعا وانحسارا“.  

 

لكنه استطرد بالقول إن خسارة الموقع ”قد لا تشكل أزمة كبيرة للقاعدة، إذ يمكنه استبدال ما خسره بواد أو معقل آخر“.  

 

وأضاف ”إلا أن هناك تأثيرا بالانكسار لهذه الخسارة، قد يهز بعض العناصر غير المتجذرة والمتعمقة أو المنضمة حديثا إلى التنظيم، لأنها ستجد نفسها مستهدفة في عمق مخابئها التي كان القاعدة يتقدم منها ويتخذها نقطة انطلاق لتمدده نحو المدن“.  

 

وشدد على أن ”الحديث عن نصر حاسم ونهائي ضد القاعدة، لا يمكن تحقيقه إلا من خلال وحدة وطنية وإجماع شامل وإستراتيجية واضحة تؤسس لقاعدة صلبة تتبنى مكافحة الإرهاب، وتعتبر مهمة التخلص منه أولوية وطنية، بعيدًا عن أي خلفيات سياسية، إضافة إلى تحقيق استقرار اقتصادي وسياسي حقيقي وملموس، ودون ذلك، فإن تنظيم القاعدة سيستغل وجود أي خلل أو ثغرات للعودة من جديد“.  

 

بدوره، يرى وكيل وزارة الإعلام أسامة الشرمي، في حديثه لـ“إرم نيوز“، أن ”ما تحقق في أبين بعد طي صفحة الماضي السياسي والتئام القوات العسكرية من مختلف الجبهات والاتجاهات خلف هدف واحد هو محاربة الإرهاب بشتى أشكاله، هو تأكيد ما يمكن للتوافق أن يحدثه“.  

 

وقال الشرمي، إن ”مسألة هيكلة القوات المسلحة، وتنفيذ اتفاق الرياض، الموقع بين الرئاسة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي في 2019، تم ميدانيًّا، ولم يعد يقتصر الأمر فيه على الورق أو الكشوفات التي سترفع إلى وزارتي الدفاع والداخلية“.  

 

وتأتي عملية التقدم للقوات الجنوبية المشتركة، بعد عملية توافق نادرة، أنهت حالة التباين بين القوات التابعة للحكومة والقوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، المتمركزتين في أبين.  

 

الحفاظ على المكتسبات ويشدد مدير مكتب مركز ”south24“ للأخبار والدراسات في عدن يعقوب السفياني، على أن ”العمليات ضد الإرهاب في أبين وشبوة، ينبغي أن تستمر حتى تطهيرهما، وأن تصل إلى مناطق وادي وصحراء حضرموت، لضمان ديمومة تلك الانتصارات“.  

 

ولفت السفياني، في حديثه لـ“إرم نيوز“، إلى أن ”هناك معلومات متداولة تشير إلى أن القاعدة استبق هجوم وادي عويمران، بنقل 5 أسرى من موظفي الأمم المتحدة بينهم أجنبي – اختطفهم التنظيم قبل أشهر – إلى وادي حضرموت، وهذا يدل على أن وادي حضرموت هو العمق الإستراتيجي للقاعدة والملاذ الحصين للتنظيم بعد هزيمته في شبوة وأبين“.  

 

وأضاف ”الحرب ضد القاعدة والإرهاب بشكل عام، يجب أن تكون متكاملة، وأن حصر الحرب ضد الإرهاب في شبوة وأبين دون وادي حضرموت، قد يعني تفريطًا وضياعًا للمكتسبات المتحققة بتضحيات جسيمة“.  

 

وأشار إلى أن ”هذه المساحة الجغرافية الهائلة بوادي وصحراء حضرموت، التي تنتشر فيها ألوية المنطقة العسكرية الأولى التابعة للجيش اليمني والمتهمة بموالاة الإخوان المسلمين، مهددة بالسقوط بيد القاعدة كما حدث في مناطق ساحل حضرموت خلال 2015“.