قال نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي السابق، هاني بن بريك، إن مسمى "الجنوب العربي" ليس مجرد اصطلاح استعماري كما ورد في حديث السياسي هاني البيض، بل هو توصيف سياسي لواقع جغرافي وتاريخي مشترك بين محافظات الجنوب التي نالت استقلالها في 30 نوفمبر 1967م.
وأوضح بن بريك، في منشور على منصة إكس، أن الخلاف في الطرح التاريخي يجب ألا يتحول إلى صناعة معلومات جديدة أو نفي حقائق معروفة، داعيًا إلى "التعاطي مع الآراء بهدوء واحترام، بعيدًا عن التقليل من الآخرين مهما اختلفت وجهات النظر".
وأضاف أن"مسميات الدول والمكونات السياسية تتغير تبعًا للظروف التاريخية والسياسية"، مشيرًا إلى أن "جميع الدول الحديثة، بما فيها السعودية والإمارات، تحمل أسماء مستحدثة رغم امتداد تاريخ أراضيها وحضارتها لآلاف السنين، وهو ما ينطبق على جنوب الجزيرة العربية أيضًا".
وأكد بن بريك أن "الجنوب العربي بمفهومه التاريخي والجغرافي لا يُختزل في حدود سلطنتي القعيطي والكثيري أو اتحاد الجنوب العربي وحده، بل يشمل كامل الإقليم الممتد من عدن غرباً حتى المهرة شرقاً وسقطرى جنوباً، وكلها خضعت للحماية البريطانية ثم نالت استقلالها في كيان سياسي واحد عام 1967م".
وقال: "أنا حضرمي ولدت ونشأت في عدن، وأعتز بانتمائي لكل الجنوب من المهرة إلى باب المندب، ولا أقبل أن يُفصِّل أحد هوية الجنوب على هواه أو يحصرها في أطر محلية ضيقة"، لافتاً إلى أن "الحديث عن نفي انتماء حضرموت للجنوب العربي يعيد إنتاج جدل عقيم لا يخدم قضية استعادة الدولة الجنوبية".
وشدد بن بريك على أن تسمية الدول مسألة سياسية تتغير بتغير الأنظمة، مبينًا أن "الدولة الجنوبية السابقة تأسست من ست محافظات، ونحن اليوم نطالب بفك الارتباط واستعادة دولتنا بنفس حدودها، وأي اسم يُتفق عليه للدولة القادمة لا يشكّل إشكالية"، مشيرًا إلى أن من بين المقترحات المطروحة"اسم دولة حضرموت العربية".
واختتم بن بريك تصريحه بالتأكيد على أن"الانتماء للجنوب العربي هو انتماء تاريخي وجغرافي جامع، لا يمكن فصله أو إنكاره، وأن الحوار والاحترام المتبادل هما الطريق الصحيح لفهم التاريخ وصناعة المستقبل".