في أجواء غامرة بالاعتزاز بالهوية والانتماء، نظمت مدرسة الصمود للتعليم الأساسي والثانوي بمديرية حات – محافظة المهرة، صباح اليوم، احتفالًا مميزًا باللغة المهرية، بوصفها إحدى اللغات العريقة المتجذرة في أعماق التاريخ، والرافد الأصيل للهوية الثقافية للمحافظة.
استُهل الحفل بكلمة ترحيبية ألقتها الطالبة صمود ثاني مسلم حجون بلحاف، رحبت فيها بمدير عام مديرية حات – رئيس المجلس المحلي – الأستاذ محسن محمد عيسى مشخفي بلحاف، والأمين العام للمجلس المحلي الشيخ سعيد ضاوي سعد بلحاف، وأعضاء المكتب التنفيذي، ونائب عمليات اللواء 123 مشاة العقيد الركن الخضر محمد علي مشرف، والعقيد أحمد مسر، إضافة إلى الشيوخ والأعيان، والمعلمين والطلاب، ورؤساء الأقسام التربوية وعلى رأسهم الأستاذ غالب راجح علوي الشطيري رئيس قسم شؤون الموظفين، والأستاذ محمد عبده علي مرشد المغربي رئيس قسم التوجيه التربوي.
عقب ذلك، تليت آيات من القرآن الكريم بصوت الطالب محمد صالح السعيدي، ثم رُفع النشيد الوطني بروح عالية من الحماس، ليعقبها كلمة مدير المدرسة الأستاذ عواز محمد سالم الحاتمي الذي أكد على عراقة اللغة المهرية ودورها في تعزيز الهوية الثقافية.
وألقى مدير عام المديرية الأستاذ محسن مشخفي بلحاف كلمة أوضح فيها أن اللغة العربية تظل لغة القرآن وأهل الجنة، غير أن اللغة المهرية تمثل إرثًا حضاريًا يستوجب الحفاظ عليه من الاندثار، مشيرًا إلى انتشارها في مناطق عدة عبر التاريخ، ومنها البحرين قديمًا.
تضمن الحفل كلمات وفقرات متنوعة، أبرزها كلمة باللغة المهرية ألقتها الطالبة ولية حيدر بلحاف، وفقرة تناولت دور المرأة المهرية في المجتمع جسّدتها الطالبات بإبداع لافت، أبرز مساهمات المرأة ومكانتها عبر التاريخ.
وفي لفتة وفاء مؤثرة، كرمت إدارة التربية والتعليم ومدرسة الصمود الفنان الراحل محمد مشعجل الذي وافته المنية قبل شهر، تقديرًا لعطائه الفني والثقافي. وقد تسلم الدرع التكريمي نيابة عنه مدير عام المديرية الأستاذ محسن مشخفي بلحاف، وسط أجواء مؤثرة امتزجت فيها مشاعر الحزن بالوفاء.
كما شهد الحفل عروضًا فنية وتراثية شملت البرعة والرقصات الشعبية والمسرحيات التي عكست غنى الموروث المهري الأصيل وعمق ارتباط الأجيال به.
وفي ختام الفعالية، تقدمت إدارة مدرسة الصمود بجزيل الشكر لمدير عام المديرية على رعايته ودعمه، ولكافة المعلمين والمعلمات على جهودهم في تدريب الطلاب وإبراز مواهبهم، كما شكرت الشيوخ والأعيان وأولياء الأمور على حضورهم وتفاعلهم، بما يعكس روح التكافل المجتمعي في خدمة التعليم وصون الهوية الثقافية.
ليُختتم الحفل برسالة جامعة أكدت أن اللغة المهرية ليست مجرد أداة تواصل، بل وعاء حضاري ورمز أصيل لمحافظة المهرة، وجزء لا يتجزأ من الهوية اليمنية والتاريخ العريق.