أصدرت السفارة الأمريكية في اليمن، الاثنين، بيانًا مثيرًا للجدل بعد أن عبّرت فيه عن قلقها إزاء ما وصفته بـ "مداهمة" استهدفت فعالية نسائية تابعة لحزب سياسي في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت.
وجاء البيان بعد يوم من ادعاءات نشرها حزب الإصلاح الإسلامي عن تعرض فعالية نسوية تابعة له للاعتداء من قبل عناصر تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وجاء في البيان الأمريكي أن الحادثة "تقوّض القيم الأساسية لحرية التعبير والتجمع". وأضافت السفارة أنها تشعر بالانزعاج من "الاعتقالات المتواصلة والمضايقات ضد الصحفيين".
ورغم أن البيان لم يذكر اسم الحزب، إلا أن التوقيت والمضمون رجّحا أنه يقصد الفعالية النسائية التي نظمها حزب الإصلاح في المكلا بمناسبة ذكرى ثورة 26 سبتمبر التي حدثت عام 1962 في شمال اليمن.
غير أن الوقائع الميدانية أظهرت صورة مغايرة لرواية حزب الإصلاح وبيان السفارة الأمريكية.
فالفيديوهات المتداولة، وإفادات مصادر محلية، لم توثق أي مداهمة من قبل عناصر في المجلس الانتقالي أو قوات أمنية ولا تسجيل حالات اعتقال.
وكان ما حدث في الواقع هو أن نساء جنوبيات نظمن وقفة مقابلة في الجهة الأخرى من الشارع رفعن خلالها العلم الوطني لليمن الجنوبي، ليتحوّل المشهد إلى احتكاك مباشر.
وأظهر أحد المقاطع قيام إحدى النساء المنتميات للإصلاح بالاعتداء على سيدة جنوبية وانتزاع العلم من يدها بالقوة.
وقد أشاد القيادي في حزب الإصلاح وعضو مجلس الشورى اليمني صلاح باتيس بهذا السلوك في منشور له على منصة إكس. كما فعل أيضًا الوزير اليمني السابق خالد الرويشان المقيم في صنعاء الخاضعة للحوثيين.
ويُعدّ حزب الإصلاح الإسلامي الفرع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين وأكبر الأحزاب الإسلامية في اليمن منذ تأسيسه عام 1990.
وعلى مدار عقود، ارتبط الحزب تاريخيًا بالتحالفات القبلية والدينية في الشمال، لكنه يواجه في الجنوب رفضًا واسعًا بسبب صورته كامتداد لتيار الإخوان، علاوة على ارتباط بعض مؤسسيه مثل الشيخ الراحل عبد المجيد الزنداني بتنظيم القاعدة.