تواصلت الاحتجاجات الشعبية في مدينة المكلا وعدد من مدن ساحل حضرموت منذ مساء الأحد وحتى مساء اليوم الإثنين، على خلفية استمرار انقطاع التيار الكهربائي لليوم الثاني على التوالي، وسط موجة حر خانقة وارتفاع شديد في درجات الحرارة والرطوبة، وتدهور متصاعد في أداء السلطة المحلية.

وشهدت أحياء الشرج والديس وشارع الستين إغلاقًا للطرق الرئيسية من قبل محتجين غاضبين، استخدموا الإطارات المشتعلة والحجارة، ورددوا هتافات تندد بالتجاهل الرسمي وتطالب بحلول عاجلة لإنهاء ما وصفوه بـ "الانهيار المتكرر في الخدمات الأساسية"، وعلى رأسها الكهرباء.

وامتدت أعمدة الدخان مساء أمس إلى معظم أرجاء المدينة، في وقت عجزت فيه الأجهزة الأمنية عن إعادة الهدوء أو تفريق المحتجين، الذين واصلوا تحركاتهم صباحًا بعد ليلة سادها التوتر الشعبي.

وكان  مدير عام مؤسسة الكهرباء بساحل حضرموت، المهندس مازن بن مخاشن،  قد حذر خلال اجتماع طارئ عُقد الأحد، من أن المكلا مهددة بالدخول في ظلام تام مع ساعات صباح الإثنين، بسبب نفاد الوقود وعدم وصول الإمدادات اليومية لمحطات التوليد.

وأوضح بن مخاشن أن عددًا من المولدات خرجت عن الخدمة منذ يوم الجمعة، باستثناء كميات محدودة تم توفيرها بشكل مؤقت، مؤكدًا أن العجز التراكمي في التوليد بلغ حتى الآن نحو 98 ميجاوات.

ورغم خطورة الموقف، اكتفت السلطة المحلية، ممثلة بمحافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، بتوجيه اتهامات غير مباشرة لأطراف مجهولة بالوقوف خلف منع وصول الوقود، دون تقديم أدلة أو الإعلان عن أي إجراءات واضحة لضمان استمرارية الخدمة، ما أثار موجة انتقادات واسعة واتهامات بالتنصل من المسؤولية. وأعرب مواطنون وناشطون عن استيائهم من صمت المحافظ، واتهموه باستخدام ملف الكهرباء كورقة ضغط سياسي، في وقت يعيش فيه الأهالي أوضاعًا مأساوية، خاصة المرضى وكبار السن والأطفال داخل المراكز الطبية التي تعتمد على الكهرباء.

ودعا ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى تحرك عاجل لتأمين وقود المحطات، وتشكيل غرفة عمليات مشتركة تضم السلطة والمكونات القبلية والمجتمعية، لضمان استقرار الخدمة، محذرين من أن استمرار الأزمة قد يؤدي إلى انفجار شعبي يصعب احتواؤه.