في ظل انقطاع غير مسبوق للتيار الكهربائي بمحافظة عدن، أصبحت منظومات الطاقة الشمسية الخيار الوحيد أمام آلاف المواطنين لإضاءة منازلهم، بعد أن تجاوزت ساعات الانقطاع اليومي 14 ساعة، مقابل تشغيل محدود لا يتعدى ساعتين في بعض المناطق.
سكان مديريات مثل المنصورة، خور مكسر، ودار سعد أكدوا أنهم اضطروا مؤخراً إلى شراء أنظمة طاقة شمسية رغم تكلفتها المرتفعة، هرباً من الظلام الحالك الذي بات يخيّم على المدينة، لاسيما مع موجة الحر والرطوبة الشديدة التي جعلت الحياة اليومية لا تُطاق.
وأشار عدد من مالكي محلات بيع معدات الطاقة الشمسية إلى ارتفاع ملحوظ في الطلب على الألواح والبطاريات خلال الأسابيع الماضية، في ظل غياب أي تحرك حكومي حقيقي لمعالجة الأزمة، وافتقار منظومة الكهرباء للصيانة والوقود والدعم الفني.
ويعتبر مراقبون أن لجوء المواطنين للطاقة الشمسية لم يعد ترفاً، بل أصبح ضرورة فرضها "الانهيار الكامل" لمنظومة الكهرباء، وسط صمت رسمي مقلق، وغياب أي خطة استراتيجية لتجاوز الأزمة في المستقبل القريب.
المواطنون يحمّلون الحكومة، ووزارة الكهرباء، والشركات الخاصة العاملة في القطاع، مسؤولية تدهور الأوضاع، ويطالبون بتدخل عاجل لإنقاذ المدينة، خصوصاً مع بدء إجازة عيد الأضحى وعودة عشرات الأسر إلى عدن لقضاء العطلة الصيفية.
وبات مشهد الألواح الشمسية المنتشرة على أسطح المنازل، والبطاريات الصغيرة التي تملأ زوايا الغرف، صورة مألوفة تعكس حجم اعتماد الناس على بدائل الطاقة، في وقت تراجعت فيه الدولة عن تأمين أبسط الخدمات الأساسية.