2025/05/01
الحكومة اليمنية تستنجد بالسعودية والإمارات لإنهاء أزمة كهرباء عدن..تفاصيل

بدأت الحكومة اليمنية تحركاتها صوب الأشقاء في السعودية والإمارات من أجل الحصول على منحة وقود إسعافية وطارئة لإعادة تشغيل محطات التوليد الكهربائية المتوقفة للتخفيف من أزمة الانطفاءات الثقيلة التي تأتي مع قرب دخول فصل الصيف الساخن.

وكشف رئيس الوزراء أحمد بن مبارك عن تواصل يجري مع السعودية والإمارات لتقديم دعم عاجل من المشتقات النفطية، في محاولة للتخفيف من أزمة الكهرباء المتفاقمة في مدينة عدن.

ونفذ بن مبارك زيارة، يوم أمس الأربعاء، إلى محطة الرئيس الكهربائية “بترومسيلة” في مديرية البريقة، حيث اطلع عن قرب على وضع المحطة والمعوقات التي تعيق تشغيلها بكامل طاقتها، وعلى رأسها النقص الحاد في الوقود.

وشدد بن مبارك، خلال اجتماعه مع مسؤولي وزارات الكهرباء والنفط والمالية ومؤسسة كهرباء عدن داخل المحطة على ضرورة تجاوز الخلافات وتبادل الاتهامات، والعمل كفريق واحد لتقديم حلول عاجلة، وإنقاذ المواطنين من معاناة مستمرة تزداد مع دخول فصل الصيف.

وأشار إلى أن ما تعانيه عدن اليوم هو نتيجة تراكمات لسنوات من الإهمال وسوء الإدارة، وأن الوقت حان لمعالجة هذا الملف بطريقة استراتيجية تضمن استدامة الخدمة، لا مجرد حلول إسعافية ترحل الأزمة دون إنهائها.

ودعا إلى تحميل كل جهة مسؤولياتها، ومحاسبة أي تقصير، مؤكدًا أن الحكومة ملتزمة وفق إمكانياتها بتحسين وضع الكهرباء وتخفيف العبء عن المواطنين في عدن وباقي المحافظات المحررة.لنفوذ الحكومة المعترف بها دوليًا.

وتشهد العاصمة عدن، منذ أيام، احتجاجات شعبية واسعة، تنديدًا بتفاقم أزمة الكهرباء وارتفاع ساعات الانقطاع إلى مستويات قياسية، وسط غياب أي تدخلات حكومية فاعلة.

وقطع المتحجين خلال الأيام الماضية عدداً من الشوارع الرئيسية بإحراق الإطارات التالفة ووضع الأحجار والمخلفات، في تعبير غاضب عن تدهور خدمة الكهرباء بالتزامن مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة ونسب الرطوبة.

وطالب المتظاهرون السلطات الحكومية بوضع حلول استراتيجية مستدامة لأزمة الكهرباء المزمنة، مؤكدين أن التدهور السنوي للخدمة أصبح يشكل تهديدًا حقيقيًا على حياتهم ومعيشتهم اليومية.

 

انقطاع شبه كامل للكهرباء

ووصلت انقطاعات التيار الكهربائي في عدن إلى نحو 22 ساعة يوميًا، لا يتخللها سوى ساعتين من التشغيل المتقطع، ما فاقم من معاناة السكان، وتسبب بأزمة إضافية في وصول إمدادات مياه الشرب إلى المناطق المرتفعة في المدينة.

وأكدت المؤسسة، في بيان، أن استمرار عمل المحطة بحدها الأدنى من القدرة الإنتاجية يظل مشروطًا بوصول كميات إضافية ومنتظمة من النفط الخام، بواقع أربع ناقلات من حضرموت وأربع أخرى من منشأة صافر في مأرب.

ولفتت إلى أن الكميات الحالية القادمة من صافر لا تتجاوز 900 برميل، أي نحو نصف الكمية المطلوبة فعليًا لتشغيل المحطة بصورة مستقرة.

وقالت مصادر في مؤسسة كهرباء عدن، إن إجمالي الطاقة المنتجة حالياً لا يتجاوز 53 ميجاوات فقط، في حين يتجاوز الطلب الفعلي على الكهرباء خلال الصيف 620 ميجاوات.

وأوضحت المصادر أن محطتي “المنصورة” و”شاهيناز”، اللتين لا تزالان قيد التشغيل المحدود، تواجهان خطر التوقف الكامل مساء الأحد نتيجة نفاد مادة المازوت، مما ينذر بكارثة إنسانية تهدد حياة المرضى وتعطل مصالح المواطنين على نطاق واسع.

وكانت الحكومة اليمنية قد أوقفت مطلع العام الجاري الاعتماد على محطات الطاقة المستأجرة، نتيجة عدم قدرتها على تأمين وقود التشغيل واستنزاف كلفة الطاقة المشتراة لخزينة الدولة، في ظل أزمة مالية خانقة ناجمة عن توقف تصدير النفط الخام منذ أواخر 2022، عقب هجمات مليشيا الحوثي على المنشآت النفطية.

ومع استمرار غياب الحلول المستدامة، يخشى كثيرون أن تشهد المدينة خلال الأيام القادمة تصعيدًا أكبر في الاحتجاجات الشعبية، مع دخول فصل الصيف الذي يضاعف معاناة المواطنين في مدينة ساحلية تعتمد بشكل حيوي على استقرار خدمة الكهرباء.

تم طباعة هذه الخبر من موقع عين المهرة https://ainalmahrah.com - رابط الخبر: https://ainalmahrah.com/news34687.html