الرئيسية > اخبار محلية > أزمة المياه في الضالع .. مأساة إنسانية متكاملة الأركان

أزمة المياه في الضالع .. مأساة إنسانية متكاملة الأركان

تأثيرات وتداعيات وخيمة لأزمة المياه في محافظة الضالع الجموبية، تلقي بظلالها على السكان الذين باتوا يفتقرون لأدنى الخدمات الأساسية.

 

وفي ظل استمرار حرب مليشيات الحوثي الإرهابية ضد أبناء محافظة الضالع إحدى بوابات الجنوب الرئيسية، وانعدام الخدمات الأساسية فيها خاصة المياه التي تنعدم في مختلف مديرياتها، تزداد معاناة المواطنين القاسية حتى باتت الأجيال أمام خطر كبير يهددها صحيا إثر هذه الأزمة.

 

وتواجه المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحفي في الضالع مشكلة رئيسية تتمثل في عدم ضمان مصدر مائي مأمون للاعتماد عليه في إمداد السكان بمياه الشرب، بحسب مصدر خاص في المؤسسة.

 

وفي الأرياف، يعتمد سكان المديريات، لا سيما مديريتي الحصين والأزارق على الآبار الجوفية، لكن دراسات حديثة، أكدت أن حفر الآبار العميقة (الارتوازية) والتي تجاوز الحدود المسموح به طبيعياً، في ظل غياب القانون والإشراف الحكومي، قد عرض المياه الجوفية المخزونة في ثنايا الطبقات الصخرية المرتفعة تضاريسياً للاستنزاف والجفاف.

 

أزمة المياه تزيد معاناة المواطنين وتعد محافظة الضالع من أولى المحافظات الجنوبية التي حررت من قبضة مليشيات الحوثي ، والتي لاتزال حتى الآن تقاتل على عدة جبهات، منها جبهة ضد الحوثي وجبهة باعتبارها معقل القادة الجنوبيين، وجبهة انعدام الخدمات العامة.

 

وتعاني الضالع من أزمة مياه مستمرة، حيث إن الوصول إلى الماء أصبح أمراً في غاية الصعوبة، يتحمل تبعاته المواطنين الذين يضطرون لقطع مسافات طويلة لجلب المياه.

 

ونتيجة لشحة المياه في عدة مناطق بمحافظة الضالع، خاصة النظيفة، أصبح العديد من المواطنين معرضين لآثار صحية خطيرة بخاصة النساء والأطفال وكبار السن.

 

وهو ما حذر منه مركز ساوث 24 للأخبار والدراسات في الجنوب ، في بيان، من تأثيرات وتداعيات أزمة المياه في محافظة الضالع على السكان المحليين، وبالأخص النساء والفتيات، وامتداداتها الوخيمة لاسيما في الجانب الصحي. وقال المركز في بيان إن أبرز تأثيرات أزمة المياه في الجانب الصحي تتمثل بالحصين ومناطق أخرى، وانتشار أمراض حصوات الكلية، وحالات الوفاة في صفوف الفتيات والنساء جراء السقوط في الآبار ومن المنحدرات في الرحلة المضنية للبحث عن المياه.

 

مأساة إنسانية ‏وأكد المركز أنّ أزمة المياه في الضالع، تعد مأساة إنسانية متكاملة الأركان، وتهدد بتعميق النزاعات المحلية المسلحة على موارد المياه على المدى القريب المنظور، وزيادة الكلفة الإنسانية التي تتحمل النساء والفتيات النسبة الأكبر منها ويشمل ذلك الحرمان من التعليم والزواج المبكر والمشاكل الاجتماعية والأسرية المرتبطة بشكل وثيق بهذه الأزمة.

 

‏وأشار المركز إلى أن أزمة المياه في محافظة الضالع تتضاعف مع مرور الوقت في ظل التزايد المطرد في اعتماد السكان على المياه الجوفية، وغياب الحلول المستدامة لتوفير المياه، وثقافة الترشيد في الاستهلاك، والأساليب الناجعة لحصاد مياه السيول والأمطار.

 

ويأتي ذلك بالتزامن مع التغيرات المناخية وتبعاتها، وتناقص كميات الأمطار على البلاد والمنطقة بشكل عام، مقابل ثبات مستوى الإهمال الحكومي وتناقص التدخلات الإنسانية الخارجية. 

 

على كل المستويات. اهتمام حكومي لدعم قطاع المياه وترأس عضو مجلس القيادة الرئاسي ابوزرعة المحرّمي، الإثنين، بالعاصمة عدن، اجتماع مع وزير المياه والبيئة توفيق الشرجبي، ووكيل الوزارة لقطاع المياه، ومدير عام مؤسسة المياه بعدن، لدعم خطط وزارة المياه لضمان استقرار إمدادات المياه لجميع المواطنين.

 

وأكد المحرمي خلال الاجتماع، ضرورة تضافر الجهود من قبل جميع الجهات ذات العلاقة لمعالجة أي صعوبات تتعلق بتشغيل آبار المياه ومحطات الضخ لما من شأنه استقرار إمدادات المياه للسكان في كافة المحافظات.